إسرائيل تستأنف عدوانها على غزة

استأنفت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على قطاع غزة أمس، بعد انتهاء الهدنة التي استمرت لـ72 ساعة بالتوافق مع فصائل المقاومة الفلسطينية، في محاولة لإعطاء فرصة لمفاوضات القاهرة المستمرة منذ أربعة أيام، من أجل التوصل لاتفاق تهدئة يقضي بوقف شامل لإطلاق النار في القطاع، وتحقيق شروط المقاومة.
وبعد انتهاء الهدنة، عاودت المدفعية الإسرائيلية قصف الحدود الشرقية لقطاع غزة، إلى جانب الطيران الحربي الإسرائيلي الذي شن غاراته الجوية على مختلف مناطق القطاع، إذ استهدف أراضيَ زراعية في شمال ووسط وجنوب قطاع غزة، فيما قصف عدداً من المنازل والمساجد أسفرت عن استشهاد مواطن وإصابة عدد آخر بجروح.
وأطلقت المقاومة الفلسطينية عدداً من الصواريخ تجاه الأراضي المحتلة، حيث قصفت عسقلان وبئر السبع وأشكول ونتيف عتسرا بعدد من صواريخ “غراد” و”كاتيوشا”، بحسب ما أعلنت “سرايا القدس” الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، و”ألوية الناصر صلاح الدين” التابعة للجان المقاومة الشعبية، و”كتائب المجاهدين”.
من جهة أخرى، أعلن الدكتور أشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، عن استشهاد الطفل إبراهيم الدواوسة (عشرة أعوام) جراء استهداف طائرات الاحتلال لمسجد “النور المحمدي” في شمال القطاع، بالإضافة إلى خمسة شهداء آخرين في غارات متفرقة.
ويشار إلى أنّ التهدئة المؤقتة انتهت رسمياً عند الثامنة من صباح أمس، وقصفت المقاومة الفلسطينية بلدات عدة محتلة، تنفيذاً لتهديداتها السابقة التي قالت فيها إنه “لن تمدد الهدنة إن لم تستجب إسرائيل للمطالب وشروط المقاومة الفلسطينية”.
وكانت “كتائب القسام” الجناح العسكري لحركة حماس، قد أعلنت أنها لن تقبل بإنهاء المعركة الحالية مع الاحتلال الإسرائيلي من دون وقف حقيقي للعدوان بكل أشكاله، وإنهاء الحصار وإنشاء ميناء لغزة.
وفي هذا السياق، استبعد الكاتب والمحلل السياسي علاء أبو عامر، حدوث تصعيد واسع في قطاع غزة، إذا لم يحدث شيء “دراماتيكي”، لافتاً إلى وجود حل له علاقة بإخراج النصوص إلى صياغات نهائية، لا سيما أنّ إسرائيل وافقت على بعض المطالب الجزئية التي طرحتها المقاومة الفلسطينية.
وفي حديث إلى “السفير”، قال أبو عامر إنه “ربما وافقت إسرائيل على إطلاق سراح أسرى صفقة شاليت، لكنها رفضت مناقشة موضوع إنشاء ميناء ومطار في غزة”.
ولفت إلى أنّ “كتائب القسام” تنتظر وضوح صورة المباحثات التي تجري في القاهرة بين الوفد الفلسطيني والمصري، والجانب الإسرائيلي، عندها ستقرر إما ضرب العمق الإسرائيلي، أو الاكتفاء بجعل الفصائل الأخرى تقصف البلدات المحتلة في غلاف غزة.
وأضاف المحلل السياسي أن “رسالة القسام بثت عبر اللاسلكي وتحدثت عن تهديد كبير تستخدم فيه أسلحة للمرة الأولى”، لكنه برغم ذلك عبّر عن اعتقاده أن توافق إسرائيل في النهاية على معظم المطالب الفلسطينية “وسنشهد اليوم أو غداً اتفاقاً يرضي الوفد الفلسطيني”.
وبلغت حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الثالث والثلاثين على التوالي 1894 شهيداً و9816 جريحاً، بينما تتجه أنظار الفلسطينيين في قطاع غزة إلى القاهرة، لإمكانية ما يمكن أن تؤول إليه المباحثات الجارية بين الوفد الفلسطيني والمصري، والجانب الإسرائيلي من نتائج قد تفضي إلى وقف شامل لإطلاق النار.