يقول الفردوسي أن الكرد سموا بهذا الأسم ومعناه البطل لشجاعتهم وبأسهم .
ويؤيد البدليسي هذا الرأي مستدلا بظهور أبطال عظام بين صفوف هذه الجماعة مثل ( رستم بن زال ) الذي يذكره الفردوسي باسم رستم كرد ، ( وبهرام جوبين ) الذي يرجع نسبه الى الكرتيين والهوريين .
( وفرهاد ) عاشق شيرين التي أحبها ( كسرى برويز ) ( وخير الدين باشا ) الذي كان وزيراً للسلطان العثماني أورخان ( 726-761 م ) = ( 1326-1389 هـ) والذي يعرف بمولانا ( تاج الدين ) وكذلك البطل الأسلامي الكبير صلاح الدين الأيوبي وغيرهم .
كتب الكثيرون عن النسب الكوردي ولكن يبق ابو الحسن علي بن الحسين بن علي والمعروف بالمسعودي ( 346 هـ) الرحالة والمؤرخ العربي الأسلامي الكبير اكثر من تحدث في هذا المجال وتعتبر قائمة الأنساب التي اوردها في اثره الشهير ( مروج الذهب ومعادن الجوهر ) من اكثر الروايات انتشاراً واعتمادا ًعليها بين جملة الذين درسوا الآنساب ليس كردياً فقط وانما ما يخص الأمم والشعوب الأخرى ، ولكن ما مدى أصابتها للحقيقة فهو المختلف من خلال ربطها بسواها .
فمثلاً يقول عن الكرد ( وأما أجناس الكورد وانواعهم فقد تنازع الناس في بدئهم ، فمنهم من رأى انهم من ربيعة بن معد بن عدنان ، انفردوا في قديم الزمان ، وأنضافوا الى الجبال والأودية ، دعتهم الى ذلك الأنفة ، وجاوروا هنالك من الأمم الساكنة المدن والعمائر من الأعاجم والفرس ، فحالوا عن لسانهم ، وصارت لغتهم أعجمية ، وكونوا لهم لغة سميت بالكوردية ، ومن الناس من رأى أنهم من مضر بن نزار من ولد كرد بن مرد بن صعصعة بن هوازن ، وأنهم أنفردوا في قديم الزمان لوقائع ( دماء ) كانت بينهم وبين غسان ، ومنهم من رأى أنهم من ربيعة ومضر وقد اعتصموا في الجبال طلباً للمياه والمراعي فحالوا عن اللغة العربية لما جاورهم من الأمم
فالمسعودي فرغ من كتابه سنة 336 هجرية وفي هذه الفترة كانت هناك اضطرابات وانتفاضات وحركات عصيان وثورات تعصف بكيان الامبراطورية العربية الاسلامية تلك التي فقدت وحدتها وعلامة قوتها ككيان واحد ، كما في حال الخوارج والقرامطة والكورد والزنج ضمناً او بشكل مستقل ، اضافة الى وجود حكومات ذات استقلالية كلية عن مركز الخلافة او متمتعة بنفوذها في قلب الخلافة كما في حال ( آل بويه 320 – 447 هـ ) وكذلك الدولة الحمدانية في حلب ( 317 – 394 هـ ) ، عدا ان العناصر المكونة لبنية السلطة كانت متعددة الى درجة التعارض مع بعضها البعض ( عربية وفارسية وتركية وكوردية ) وكل ذلك ترك اثره الجلي في الكتابات المتعلقة بالأخرين ومن قربهم من ولي الأمر في بغداد وغيرها من مدن النفوذ الأخرى والمنافسة لها .أن القاريء ربما يقرأ ويتلمس في كتاب المسعودي ذلك المنحى الأسطوري او الخرافي او المعتقدي ولدى اجراء مقارنة نقدية تاريخية او معتقدية او ثقافية وكيفية وصل الكوردي نسباً بما تقدم ذكره :
ان النساب العربي الاسلامي التمس من التوراة الكثير من المعلومات رغم عنف الموقف الفكري والمعتقدي منها ، سواء تحدث عن تاريخه القديم او عن لغز النسب واشكاليته ، ولكي تتضح الصورة المتعلقة بالنسب في حدودها البحثية يجب مقاربة كيفية ورود النسب الكوردي في التوراة ( سفر التكوين ) ففيه ثمة اكثر من اشارة الى ( مادي ) مستقلة اومع غيرها ( فارس نموذجاً ) في اكثر من مكان . ففي سفر ( أستير ) يبدو الملك ( أحشويروش ) بكامل عظمته وابهته في السنة الثالثة من ملكه وعمل وليمة لجميع رؤسائه وعبيده جيش فارس ومادي ) في أشارة الى الأمبراطورية الميدية الكوردية .
النسب الكوردي في رأي الترك :
والأتراك يقولون أن الكورد ماهم الا أتراك الجبال وأصلهم طوراني كما قال مؤسس الجمهورية التركية ( كمال اتاتورك ) ولم يعترفوا قط بوجود شعب كوردي في تركيا .
هناك مقولة تقول ( لو نطق الحجر لأصبح التأريخ أكذوبة ) فالمسعودي لم يطلع ولم يقرأ الكتابات السومرية لكي يطلع على الرقم الطينية وما دون فيها عن الكورد وعن مملكة كوردنياش والأمبراطوريات الكوردية التي كانت تحتل غالبية منطقة الشرق الأدنى .
فمن المعروف أن كوردستان هو الموطن الأول للسلالة البشرية الثانية بعد فناء البشرية بالطوفان كما ورد في القرأن الكريم في سورة هود اللآية(9) والتي تقول ( بسم الله الرحمن الرحيم ورست على الجودي وجبل الجودي فبأس للقوم الظالمين ) كذلك تم ذكره في الكتاب المقدس التوراة ، فجنوح سفينة النبي نوح ( ع ) على رأس جبل الجودي وهو الأن احد معاقل جزب العمال الكوردستاني وسفينة نوح قد صورت بقاياه من قبل بعثة بريطانية (أرضاً وجواً ) وهذه موجودة على موقع ( َGoogl ) في الأنترنيت . كما أن جبل الجودي يطل على مدينة زاخو ويمثل سلسلة الحدود العراقية التركية الواقع في الجهة اليسرى من نهر دجلة في أرض الكورد هو تأكيد أخر ليس على العمق التاريخي الموغل في القدم لهذا الشعب فحسب ، بل أن السلالة البشرية الثانية أنبعث من أرضهم ( كوردستان ) بعد فناء السلالة البشرية الأولى بالطوفان ومن كوردستان أنتشرت البشرية الى أنحاء الكرة الارضية بعد تكاثرهم ومن بقي منهم هم نواة الأصل الكوردي فلما خرجوا من السفينة أتخذ بناحية بقردى من أرض الجزيرة موضعاً ، وبنى نوح عليه السلام قرية سماها ثمانين (الكامل لأبن الاثير ) ، وذكر بعض الباحثين أن النبي نوح ( ع ) مدفون في كنيسة بقرية (دير البـونا) وعلى قمة الجودي مزار يزوره في آب من كل سنة الاف المسلمين والمسيحيين والأيزيديين في أحتفال كبير ويتسلقون بشعور عال قمة تبلغ 7 الاف قدم في جو حار ليمجدوا نوحاً . كما يوجد سوق يسمونها الثمانين وتقع في المثلث العراقي التركي السوري وعند ملتقى نهري دجلة والفرات في منطقة زاخو ( ويسمون هذه القرية هشتيان ) وتعني باللغة الكوردية الثمانين وهي الأن عامرة وقريبة من جبل الجودي .كما توجد قرية ( درناخ ) أي باب نوح وتوجد مدينة بأسم شهر نوح (شرناخ ) أي مدينة نوح وهي مدينة كبيرة تقع في كوردستان تركيا .كما أن ( زاخو ) هو أبن لنراخو بن درياخو بن يافث بن نوح ( عليه السلام ) . هكذا يتجلى من الروايات الدينية والكتابات التأريخية وعلى ضوء المكتشفات الاثرية باالمنطقة المشار اليها من أن كوردستان كانت مهد السلالة البشرية الثانية وكذلك مهد الديانة التوحيدية للبشرية عامة . وأوضحت التنقيبات الحديثة معالمه عندما وجدت بقايا ما يسمى أنسان ( نيادرتال ) في كهف شانيدر في كوردستان الجنوبية ولو تم متابعة التنقيب ، ستكشف عن بقايا أثرية في أماكن أخرى في أرض كوردستان وقد ترجع الى أزمنة اقدم . ففي أرضه ظهرت عبادة الألهة المقيمة في السماء ومن أرضهم خرج النبي ( ابراهيم ) عليه السلام .
الاكراد هم شعوب تعيش بعض دول الشرق الأوسط وهي:إيران (جنوب غرب)، العراق (شمال شرق)، تركيا (الجنوب)، سوريا (أقلية صغيرة). ويطلق القوميون الأكراد مسمى جدلي وهو كردستان على الأراضي التي يقطنونها حاليأ، محمد أمين زكي (1880 – 1948) في كتابه “خلاصة تاريخ الكرد وكردستان” يتألف من طبقتين من الشعوب، الطبقة الأولى، ويرى انها كانت تقطن كردستان منذ فجر التاريخ “ويسميها محمد أمين زكي” شعوب جبال زاكروس”، وحسب رأي المؤرخ المذكور شعوب “لولو، كوتي، كورتي، جوتي، جودي، كاساي، سوباري، خالدي، ميتاني، هوري أو حوري، نايري”، وهي كما يراها الأصل القديم جداً للشعب الكردي
هناك نوع من الإجماع بين المستشرقين والمؤرخين والجغرافيين على اعتبار المنطقة الجبلية الواقعة في شمال الشرق الأوسط بمحاذاة جبال زاكروس وجبال طوروس المنطقة التي سكنت فيها الشعوب التي يحتمل كونها أسلاف للأكراد منذ القدم ويطلق الأكراد تسمية كردستان على هذه المنطقة وهذه المنطقة هي عبارة عن أجزاء من شمال العراق وشمال غرب إيران وشمال شرق سوريا وجنوب شرق تركيا ويتواجد الأكراد بالإضافة إلى هذه المناطق بأعداد قليلة في جنوب غرب أرمينيا وبعض مناطق أذربيجان ولبنان ويعتبر الأكراد من إحدى أكبر القوميات التي لا تملك دولة مستقلة أو كياناً سياسياً موحداً معترفاً به عالمياً. وهناك الكثير من الجدل حول الشعب الكردي ابتداءً من منشأهم، وامتداداً إلى تاريخهم، وحتى في مجال مستقبلهم السياسي
الشعب الذي سكن منطقة تل حلف، وتقع هذه المنطقة شمال شرق سوريا، في محافظة الحسكة ويعود تاريخها إلى العصر الحجري الحديث وتقع بالقرب من نهر الخابور [5]. توجد مخطوطات في أرشيف الملك الآشوري عداد نيراري الثاني أن هذه المدينة – الدولة كانت مستقلة لفترة قصيرة إلى أن سيطرت عليها الملكة الآشورية سميراميس [6] في سنة 808 قبل الميلاد.
الهوريون أو الحوريون، أو الشعب الهوري الذي كان يقطن شمال الشرق الأوسط في فترة 2500 سنة قبل الميلاد، والتي هي منطقة آسيو – أوروبية بين تركيا وإيران والبحر الأسود وبحر قزوين، وسكنوا أيضاً بالقرب من نهر الخابور، وشكلوا لنفسهم ممالك من أهمها مملكة ميتاني في شمال سوريا عام 1500 قبل الميلاد [7]. ويعتقد أن الهوريون انبثقوا من مدينة أوركيش التي تقع قرب مدينة [8] القامشلي في سوريا. استغل الهوريون ضعفاً مؤقتاً للبابليين فقاموا بمحاصرة بابل والسيطرة عليها في فترة 1600 قبل الميلاد، ومن هذا الشعب انبثق الميتانيون، أو شعب ميتاني، ويعتبر المؤرخ الكردي محمد أمين زكي (1880 – 1948) في كتابه “خلاصة تاريخ الكرد وكردستان” شعبي هوري وميتاني من الجذور الأولى للشعب الكردي. كانت نهاية مملكة شعب هوري على يد الآشوريين.
ذكر المؤرخ اليوناني زينفون (427 – 355) قبل الميلاد في كتاباته شعباً وصفهم “بالمحاربين الأشداء ساكني المناطق الجبلية”، وأطلق عليهم تسمية كاردوخ التي تتكون من كورد مع لاحقة الجمع ي اليونانية القديمة (وخ) أو كوردوس Curdos باليونانية الحديثة كاردوخيون وهم الذين هاجموا الجيش اليوناني أثناء عبوره للمنطقة عام 400 قبل الميلاد، وكانت تلك المنطقة استناداً لزينفون جنوب شرق بحيرة وان الواقعة في شرق تركيا [39]. ولكن بعض المؤرخين يعتبرون الكوردوخيين شعوباً هندوأوروبية اظمت لاحقاً إلى الشعب الكردي الذي باعتقاد البعض يرجع جذوره إلى شعوب جبال زاكروس الغير هندوأوروبية.
كما أن في قصص الأنبياء أن الأكراد هم من أصول(آرية) أي أبناء آري وآري هو ابن نوح علية السلام.
من ناحية علم الأنثروبولوجيا يرى العلماء أن الأكراد بغالبيتهم العظمى ينتمون إلى عنصر الأرمنويد. ويقول المؤرخ العراقي الكبير مصطفى جواد في كتابه اصول التاريخ ان من اهم الشخصيات الإسلامية الكردية الامام عبد القادر الجيلاني المولود في قرية الجيل بين جلولاء وخانقين وصلاح الدين الايوبي المولود شمال تكريت والامام ابن تيمية المولود شمال سورية
هناك اعتقاد راسخ لدى الأكراد أن الميديين هم أحد جذور الشعب الكردي، وتبرز هذه القناعة في ما يعتبره الأكراد نشيدهم الوطني، حيث يوجد في هذا النشيد إشارة واضحة إلى أن الأكراد هم “أبناء الميديين”، واستناداً إلى المؤرخ الكردي محمد أمين زكي (1880 – 1948) في كتابه “خلاصة تاريخ الكرد وكردستان” فإن الميديون وإن لم يكونوا النواة الأساسية للشعب الكردي فإنهم انظموا إلى الأكراد وشكلوا حسب تعبيره “الأمة الكردية”.
يعتبر بعض المؤرخين مملكة كوردوخ التي تم السيطرة عليها من قبل الإمبراطورية الرومانية عام 66 قبل الميلاد، وحولوها إلى مقاطعة تابعة لهم كثاني كيان كردي مستقل؛ حيث كانت هذه المملكة مستقلة لفترة ما يقارب 90 سنة من 189 إلى 90 قبل الميلاد، حيث سيطر عليهاالأرمينيون ثم الرومان، والفرس بعد ذلك، ويعتبر بعض المؤرخين الكاردوخيين أقوام انظموا إلى الشعب الكردي مع الميديين وشكلوا معاً الأمة الكردية.
بعد سقوط هاتين المملكتين تشكلت عدة دول كردية وكانت حدود ومدى استقلالية هذه الدول تتفاوت حسب التحالفات والضغوط الخارجية والصراعات الداخلية ومن الأمثلة على هذه الدول: الدولة الحسنوية البرزيكانية والدولة الشدادية والدولة الدوستكية المروانية والدولة العنازية والدولة الاردلانية والدولة السورانية والدولة البهدينانية والدولة البابانية.
يتكلم الأكراد اللغة الكردية وهي تنتمي إلى فرع من اللغات الإيرانية والتي تنتمي بدورها إلى مجموعة اللغات الهندو أوروبية وهناك بعض المصادر التي ترجح بأن الأكراد كانوا يتكلمون اللغة الحورية القديمة وذلك لتأثر اللغة الكردية بها من حيث التركيب اللغوي، معظم الأكراد يتكلمون لغات الأقوام المجاورة لهم مثل العربية والتركية والفارسية كلغة ثانية، وتنقسم اللغة الكردية إلى أربعة لهجات:
اللهجة الكرمانجية الشمالية ومنها (البهديانية والبوتانية والهكارية والأركزية والشكاكية).
اللهجة الكرمانجية الجنوبية ومنها (السورانية والأردلانية والهورامانية والكورانية والموكريانية)
اللهجة اللورية ومنها (الكلهورية والفيلية واللكية والبختيارية)
اللهجة الزازكية.
الاكراد هم الاقوام الارية التي تسكن منطقة كوردستان التي تشكل أجزاء متجاورة من العراق وتركيا وسوريا وإيران وارمينيا حيث قدرت الإحصاءات عددهم بحوالي 55 مليون نسمة، وهم يتوزعون بالشكل التالي :
1. في الشرق الأوسط
تركيا : 23 مليون.
إيران : 8مليون.
العراق : 6 ملايين.
سوريا : 2 مليون.
. 2.في آسيا
أفغانستان : 200,000
أذربيجان : 150,000
ارمينيا : 45,000
جورجيا : 20,000
لبنان : 80,000
إسرائيل : 100,000-150,000
الهند : 60,000
كازاخستان : 46,500
تركمنستان : 40,000
روسيا : 19,607
3.في أوروبا
ألمانيا : /800,000 /500,000
فرنسا : 120,000
السويد : 80,000
هولندا : 70,000
سويسرا : 60,000
بريطانيا : 25,000-85,000
الدنمارك : 8,000-30,000
اليونان :20,000-25,000
اوكرانيا : 2,088
فنجد من هذه الإحصاءات ان 55% من مجموع الاكراد يعيشون في تركيا وحوالي 20% من الاكراد يعيشون في كل من العراق وإيران و 5% من مجموع الاكراد تقريبا يعيشون في سوريا واما النسبة الباقية وهي حوالي 20% يتوزعون في أنحاء العالم المختلفة.