الضربات الجوية في الأراضي السورية تحاول الإيحاء بأن تحالف واشنطن عازم على مواجهة داعش حتى القضاء عليه… لكن هذه المواجهة الجوية تتضمن مآرب أخرى…
على وقع الضربات الجوية… أوضحت الدول الأوروبية على الفور، أنها لم تشارك في العملية، بينما قال البانتاغون أن دولاً عربية، من ضمنها البحرين، أغارت بطائراتها على مقار “داعش“.
الخارجية الأميركية حرصت على إبلاغ الحكومة السورية بالهجوم، منعاً للاستفزاز، فباتت الطريق معبدة أمام الرئيس الأميركي للإشادة بإنجازات تحالفه، في مواجهة “داعش“.
في هذا الوقت كانت مواجهة “داعش” على الأرض، في عين العرب المحاصرة، وكان سلاح الجو السوري يدعم مقاتلي الكرد، الذين نجحوا بصد تقدم “داعش“، من ثلاث جبهات، على الرغم من إقفال تركيا الجبهة الرابعة أمام نجدة الكرد.
لكن واشنطن التي حمّلت حلفاءها من الدول العربية، إلى أجواء سوريا، توحي بأن قصفها الجوي كفيل بمواجهة “داعش“، بينما يقول جنرالاتها أن القصف الجوي لا يحسم معركة، من دون مواجهة على الأرض.
في هذا الصدد، لا يريد أوباما المغامرة بجنوده، ولا التنسيق مع الحكومة السورية لدعم الذين يقاتلون “داعش“، بل يعد بتدريب وتسليح جماعات في السعودية وغيرها، للقتال خلال ثلاث سنوات أو أكثر.
لا يخفي البيت الأبيض بأن هذه الجماعات ستقاتل الحكومة أيضاً، وأن دول التحالف التي تحلق في السماء السورية، ستكون خلف هذه الجماعات وسندها لإسقاط النظام.
ولا يبدو أن واشنطن تأخذ في الاعتبار، أن هذه الحسابات الافتراضية في الجو لا تتوافق مع حسابات أخرى على الأرض. فروسيا التي أرسلت بارجة حربية إلى سوريا، تحذّر من توظيف ذريعة “داعش“، ضد الحكومة السورية.
إيران أيضاً تصرّ على موقفها ورؤيتها، بشأن عدم إطلاق يدي واشنطن في سوريا والعراق.
وفي المحصلة، يبدو أن أوباما يعوّل على تفهم موسكو وطهران لضرباته الجوية ضد مقار “داعش“، لكن حين يظهر أن هذه الضربات تتضمن شيئاً من مآرب ضرب الحكومة السورية، سيكون لكل مقام مقال…!
مقتل قياديين اثنين من “داعش” في غارة أميركية شمالي سوريا
أعلنت القيادة المركزية الأميركية، مقتل قياديين اثنين ينتميان لتنظيم "داعش" في غارة جوية، في القامشلي شمالي سوريا. وقال بيانٌ للقيادة...