يقدّر مسؤولون أوروبيون أنّ نحو 300 امرأة من الولايات المتحدة وأوروبا انضمت الى مختلف الجماعات الإرهابية للقتال في الحرب الدائرة في سوريا. ومن المعروف أنّ النساء من دول من بينها النرويج وكندا والمملكة المتحدة والنمسا وفرنسا وهولندا والولايات المتحدة قد التحقنَ بصفوف “داعش”. في تشرين الأول/ أكتوبر، حاولت ثلاث تلميذات من دنفر، كولورادو، السفر إلى سوريا للانضمام إلى المجموعة الإرهابية فيها، ولكن تمّ توقيفهنّ في ألمانيا وأرسلنَ الى وطنهنّ. ولكن البعض الآخر قد أكمل الرحلة، وبقي هناك.
في 2 كانون الأول/ ديسمبر، نشرت امرأة تدّعي أنها تعيش داخل “الدولة الإسلامية” على حسابها على تويتر “طرق المساعدة في الجهاد دون قتال”.
وردًا على إحدى مستخدمي تويتر التي سألت كيف يمكنها “الدفاع عن الإسلام والمظلومين هناك”، أجابت “المهاجرة الشاهدة” (Muhajirah Witness)، المعروفة سابقًا على تويتر باسم “المهاجرة أمة الله” (Muhajirah Amatullah)، قائلةً: “يمكنك فعل ذلك بالكثير من الطرق.. يمكن أن تشجعي وتجهيزي مجاهد ماليًا، أن تهتمي بعائلته، أن تدحضي الكذابين الخ.. وطبعًا أن تبذلي جهدًا حقيقيًا للهجرة”. وقد تغيّر اسم الحساب بعد التعرض وإلقاء القبض على الرجل الذي يشغّل الحساب المعروف المؤيد لـ”داعش”، “الشامي الشاهد”.
قبل هذا، كانت “المهاجرة الشاهدة” غرّدت عن الحياة في الرقة تحت لواء “داعش”، مسلّطةً الضوء على الدور المحلي الذي تلعبه المرأة في الحياة اليومية. وتحدّثت أيضًا عن العبودية في ظلّ الخلافة، مدّعيةً أنّ الأحكام الإسلامية تسمح لأن يكون الرجال والنساء والأطفال عبيدًا إذا كانوا أسرى الحرب.
وعلى الرغم من نيّة “المهاجرة الشاهدة” “في محاولة وصف بعض مظاهر الحياة الطبيعية في الرقة”، فإنّ تصريحاتها تناقضت مع ادّعاءات “داعش” في توصيف تعامل مقاتليها مع النساء.
يوم 3 كانون الأول/ ديسمبر، نشرت “إدارة البحوث والإفتاء” في “داعش” كتيّبًا يفصّل كيفية معاملة مقاتلي “داعش” للنساء عندما يتم القبض عليهنّ. يفسّر الكتيّب الذي يشتمل على 27 سؤال وجواب أنّه يحقّ للمقاتلين ممارسة الجنس مع الأسرى الإناث، القبض على “النساء الكافرات”، كما يمكنهم أن ينفّذوا بحقّهنّ “الضرب التأديبي”. يفرّق الكتيّب بين أنواع الضرب المسموح وغير المسموح به، حيث يدّعي أنّ “الضرب لغرض تحقيق الإشباع” غير مسموح به، ويناقش متى تكون النساء قبل سن البلوغ “صالحة للجماع.”
يشرح الكتيب أيضًا أنه لا يُسمح للمتشددين بفصل الأطفال ما قبل سن البلوغ عن أمهاتهم عن طريق شرائهم أو بيعهم، ولكن يمكنهم القيام بذلك “إذا ما نما الأطفال ونضجوا”.
بعد الاستيلاء على بلدة سنجار والعراق في أوائل آب/ أغسطس، استولت “داعش” على 1500 الى 4000 فتاة وامرأة يزيدية حسب تقدير وزارة الخارجية الأمريكية. وقد تم اغتصاب هؤلاء النسوة، تعذيبهنّ، وفي بعض الحالات إجبارهنّ على الزواج من المقاتلين. يوم 17 كانون الاول/ ديسمبر، ذكرت عدة وكالات للأنباء أنّ أحد متشددي “داعش” قتل 150 امرأة في الفلوجة بعد أن رفضنَ الزواج من المقاتلين.
يسلّط كتيب “داعش” الضوء على المعاملة الوحشية التي تتعرّض لها النسوة اليزيديات وغيرهنّ، وفي الوقت نفسه، تدافع المجموعة الإرهابية في مجلتها الرسمية التي تصدر باللغة الإنجليزية، “دابق”، عن معاملتها للنساء اليزيديات، “مدّعيةً أنها تستند بذلك الى الشريعة الإسلامية”.
من الواضح أنّ الحياة في الرقة لا تشبه الصورة الوردية التي تحاول نساء “داعش” رسمها. فعلى الرغم من أنّ “المجنّدات” يصفنَ الجوانب “الإيجابية” للحياة في الرقة على حساباتهنّ على وسائل التواصل الاجتماعي، فإنّ المواد المنشورة الخاصة بالمجموعة الإرهابية أظهرت جانبًا مختلفًا، قوامه التعدّي والمعاملة الوحشية للنساء. بالإضافة الى تقارير الأمم المتحدة التي تضمّن أحدها مقطعًا كاملًا تحت عنوان “الانتهاكات ضد النساء”.
