لغاية اليوم تستعصي عامرية الفلوجة على عناصر تنظيم داعش الذي حاول اقتحامها أكثر من مرة وردته على أعقابه خائباً. وفي المقابل استمرت قوات الأجهزة الأمنية بالتعاون مع العشائر السنية في تدعيم صفوفها للتصدي لداعش. فما هي أهمية عامرية الفلوجة؟ ولماذا يصرّ داعش على اقتحامها.
عامرية الفلوجة على رأس الحسابات العسكرية العراقية وباتت شوكة في حلق داعش. فما بين محاصرتها وشنّ الهجمات عليها على مدار أشهر، لم يتمكن من اقتحامها… استعصت عليه، فالعشائر والقوات الأمنية داخلها وقفت له بالمرصاد.
عامرية الفلوجة تبعد 23 كيلومتراً عن الفلوجة الواقعة تحت قبضة داعش من الجنوب، وجرف الصخر المحررة حديثاً من الشمال. وتكمن أهميتها في موقعها الاستراتيجي، حيث تشكل الحد الفاصل بين حدود بغداد والفلوجة أحد أكبر معاقل داعش في الأنبار.
من محوري منطقة الحصى وبحيرة الرزازة يحشد داعش عناصره في مناطق اليتامى والحصى والفحيلات والبوهوا، ويعد هذا التحشيد الأكبر من نوعه منذ بدأ عناصر التنظيم الإرهابي الهجوم على العامرية، التي خبر قوتها وتكبد خسائر فادحة حين حاول اقتحامها.
لكن تعزيزات الأجهزة الأمنية وأبناء العشائر السنية المدججة بالأسلحة والعتاد الثقيل تحضيراً للهجوم على العامرية، للتصدي لداعش حاضرة وبقوة، بعد أن دعمتها بغداد عسكرياً، وتركت تفاهمات السياسة إلى ما بعد انجلاء غبار المعركة.
الاستعداد للتصدي لداعش يجري على قدم وساق، بعد موافقة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي على تشكيل قوة قتالية من أبناء الأنبار، قوامها ثلاثون ألف مقاتل لمحاربة داعش.
وتعيش العامرية وضعاً إنسانياً سيئاً جداً، بسبب حصار داعش، إضافة إلى عدم إرسال الحكومة المركزية مساعدات إنسانية وغذائية إلى آلاف الأسر النازحة والمهجّرة.
استشهاد ستة عناصر من الشرطة بتفجير انتحاري غرب الرمادي
وفي سياق متصل بالتطورات الميدانية، استشهد ستة عناصر من الشرطة العراقية، وأصيب آخرون بتفجير انتحاري استهدف نقطة تفتيش أمنية غرب الرمادي.
أما في محافظة صلاح الدين فاستشهد أربعة أشخاص، وأصيب عشرة آخرون بسقوط قذائف هاون في سامراء جنوب تكريت. كما قتل ستة عشر عنصراً من داعش، واستشهد أربعة من الحشد الشعبي في اشتباك مسلح في بيجي.
طائرات واشنطن وحلفائها استهدفت اليوم في قصفها مواقع داعش في منطقة الفيضة، ووادي حوران، قرب الرطبة غرب الانبار. إضافة إلى مواقع التنظيم قرب الفلوجة والرمادي وبيجي.