في الوقت الذي تجمع فيه القوى السياسية على أهمية الحوار لنزع فتيل التوتر، وضرورة التلاقي لبحث الملفات الخلافية، بدأت قضية سرقة العدو الإسرائيلي للثروة النفطية بالتفاعل أكثر وأكثر من خلال الدعوات للحكومة لإنجاز المراسيم النفطية والبدء بالتلزيم لاستخراج هذه الثروة.
وفيما جدّد “حزب الله” تمسّكه بالحوار، لاقاه “حزب الكتائب” باعتباره الحوار أساساً لإيجاد الحلول للأزمات القائمة، أما “تيار المستقبل” فلا يزال على موقفه “بتبني الحوار لضبط الاستقرار”.
في غضون ذلك، رأت وزيرة المهجرين أليس شبطيني أن “موضوع انتخاب رئيس للجمهورية على أهميته وضرورته القصوى كمدخل أساسي لإعادة انتظام عمل الدولة ومؤسساتها، لا يُلغي جملة من الأولويات الهامة وفي طليعتها مسألة دعم الجيش وتسليحه لتعزيز قدرته على محاربة ما يتهدّدنا من إرهاب وتعزيز للاستقرار الداخلي والأمن الوطني”.
وأعلن “حزب الله” على لسان النائب نواف الموسوي، أن “لا غضاضة عندنا في أن نلتقي مع أي أحد في لبنان تحت سقف الثوابت التي نلتزم بها، والتي يمكن التعبير عنها بثابتتين أساسيتين: هما الاستمرار في مقاومة الاحتلال والعدوان الإسرائيلي، وأن يكون الحكم في لبنان قائماً على الشراكة والتوازن”. وقال، في احتفال تأبيني في بلدة صديقين الجنوبية: “ثمّة موضوعات تستأهل من اللبنانيين أن يطرحوها بالحوار بينهم، ومنها كيفية مواجهة الإرهاب التكفيري، وتفعيل المؤسسات الدستورية سواء في مجالي السلطة التنفيذية أو التشريعية”.
وتطرّق الموسوي إلى موضوع الثروة النفطية، موضحاً أن “ثمة جزءاً من الحق اللبناني الآن مغتصب بفعل الإدعاء الإسرائيلي الذي جعل 860 كلم مربعاً من المنطقة الاقتصادية الخالصة ممتنعة على لبنان، وهذا حق يجب أن يُستعاد وعلينا جميعاً أن نعمل من أجل ذلك”.
“الكتائب”: الحوار أولويتنا
وجدد “حزب الكتائب”، موقفه “الثابت بأولوية الحوار الداخلي الكفيل بإيجاد الحلول الناجعة للأزمات القائمة وفي مقدمها رئاسة الجمهورية التي تعاني الشغور منذ سبعة أشهر”. ودعا “الحزب” الى “تجاوز الانسداد في الأزمة الرئاسية والقيام بالحد الأدنى من الجهد وملاقاة الحركة الدولية باتجاه لبنان، والإصرار على لبننة الاستحقاق من خلال العمل على إيجاد بيئة صديقة لانتخاب رئيس للجمهورية”، مشيراً الى أنه “من غير المفهوم والمقبول أن يصبح الاستحقاق مطلباً خارجياً بدلاً من أن يكون واجباً داخلياً”. وحثّ “الأفرقاء على الخروج بتفاهم على وجوب حصول الانتخابات وترك العملية الديموقراطية تأخذ مداها الطبيعي”.
“المستقبل”: الحوار ضرورة وطنية
وشدّد النائب عمار حوري على أن “الحوار مع حزب الله ضرورة وطنية لتهدئة الأوضاع وتخفيض مستوى التوتر، وإيجاد ثغرة في موضوع الرئاسة وليس في موضوع الرئيس”. وقال: “إن إرادة الحوار أصبحت واضحة وموجودة، والحوار بات أمراً أكيداً، ويبقى الآن التفاهم على اللمسات الأخيرة لجدول الأعمال كي يحدد الموعد ويحدّد مكوّنات كل فريق سيفاوض”.
ورأى أنه “عند التفاهم على جدول الأعمال سيبدأ الحوار”، آملا أن “ينتهي هذا التفاهم مع نهاية هذا العام أو مطلع العام المقبل”.
بدوره، لفت النائب هادي حبيش الانتباه، إلى أن “هناك اتصالات في شأن الحوار بين المستقبل وحزب الله، لكن أي حوار يحصل يستوجب شروطاً ومستلزمات وتفاصيل، وهذا ما يحصل في الوقت الحالي”، مؤكداً أن “الحوار ليس مؤجلاً لكن لم ننته بعد من كل التفاصيل”.
وفي ملف العسكريين المخطوفين، أشار النائب عاصم عراجي إلى أن “ما يعيق التفاوض في هذا الموضوع هو وجود خلاف داخل مجلس الوزراء، إذ أن بعض الأطراف فاوض وأفرج عن أحد عناصره لدى المجموعات المسلحة في منطقة القلمون، وهو يعارض التفاوض من أجل إطلاق سراح العسكريين في حجة كسر هيبة الدولة”.
وأوضح الأمين القطري لـ “حزب البعث العربي الاشتراكي” في لبنان الوزير السابق فايز شكر أن “الظرف الراهن الذي يعيشه لبنان، يستدعي حواراً حقيقياً وجدياً بين كل مكونات الشعب اللبناني للخلاص من حالة التفكك والتآكل في مؤسسات الدولة”.