ذكرت صحيفة السفير ان هناك شخصية مقيمة في الخارج، طلبت من قائد الجيش العماد جان قهوجي
اطلاق الموقوف عماد احمد جمعة، بعد اعتقاله على حاجز الجيش في عرسال، وهو اي قهوجي
رفض.
ولم تشر الصحيفة الى هوية هذه الشخصية لكنها تابعت سائلة العماد قهوجي عما اذا
كان رفض حقا هذا الطلب.
وقد صيغ السؤال وكأن المطلوب من الجيش ان يطلق جمعة؟ وأضيف الى ذلك سؤال آخر حول
اسباب تطويق المسلحين للجيش من العاشرة صباحا وحتى الرابعة عصرا، من دون اتخاذ
اجراءات فورية لفك الطوق او تأمين خط انسحاب؟
وأخطر ما قيل سؤال عن قصة المجموعة التي قررت الفرار من موقعها في لحظة بدء
المعركة والالتحاق بجبهة النصرة، وكيف صودف ان كل المجموعة كانت من لون طائفي معين؟
واعتبر تلفزيون «المستقبل» في هذا القول اثارة طائفية غريبة، وتحدى مقدم احد
البرامج السياسية في هذه القناة نديم قطيش الصحيفة ان تذكر اسم الضابط قائد
المجموعة، وأين هو اليوم، وعند من هو قيد التوقيف والتحقيق؟ وكشف قطيش ان «الرتيب»
المنسوب إليه الاستلام في موقع القتال الذي سقط فيه العقيد نور الدين الجمل والمقدم
داني حرب ليس سنيا.. ولم يلتحق بالنصرة، إنما تداعت مقاومته بسبب ما يتعلق بظروف
المعركة.
وفي تقدير «المستقبل» ان المطالبة بلجنة تحقيق للإجابة عن هذه الأسئلة هدفه
الوحيد اعدام فرحة وصول قهوجي إلى رئاسة الجمهورية.
لكن العماد قهوجي سارع الى الرد على ما اثارته «السفير» عبر «النهار» حول
ملابسات احداث عرسال سواء كان على الصعيد العسكري او على الصعيد السياسي وطاولته
شخصيا حيث قال: ان الهجمة كبيرة علي شخصيا علما انني قلت وأكرر انني لا ارضى بنقطة
دم واحدة لعسكري او مدني توصلني الى الرئاسة اذا كان لدي حظ بالرئاسة، اصلا نبهت
الى مشكلة عرسال مرات عدة قبل المواجهة التي شكلت مطحنة حقيقية وكبيرة وعمدنا الى
زيادة ثلاث كتائب ثم ارسلنا اللواء الثاني ومن بعده الفوج المجوقل، وما حصل ان
السبت في 2 اغسطس جرى توقيف شخص على حاجز عسكري كان معه اثنان آخران وتبين انه عماد
جمعة الذي اعترف في التحقيقات الموثقة معه بإعداده للمخطط تفصيليا.
قهوجي اكد خبر «السفير» بأن ثمة من راجعه بشأن اطلاق جمعة حينما قال: حضرت الى
غرفة العمليات وبدأت الافادات تتواتر عن الهجمات المتعاقبة للمسلحين من كل الجهات
وقلنا لمن راجعنا انه لا يمكن اطلاق جمعة وتمكن المسلحون من مركز تلة الحصن بعد ضغط
كبير، فقصفناه واطلقنا الهجوم المضاد بالفوج المجوقل الذي هاجم التلة واصطدم
بالمسلحين ودحرهم وقمنا على الاثر بربط كل المراكز المهددة بعضها بالبعض ونشرنا
اللواء الثاني على الخط الأمامي وخلفه الفوج المجوقل، وشهدت المواجهة بطولات كما
استعملنا سلاح الطيران، وتساءل العماد قهوجي اين الخطأ اذن؟ في غرفة العمليات كان
هناك جميع الاركان وجميع الضباط الكبار المعنيين فأين الغلط؟ اذا اراد بعضهم
التحقيق ولجنة تحقيق فليتفضلوا انا مستعد وليأتوا بملف «التقصير» كنا توقعنا الهجوم
وأوقفنا الهجوم واتخذنا كل الاحتياطات لاسيما في المراكز الواقعة في اوديان
والممرات، حصلت المشكلة في تلة الحصن لأن ضابطا اصيب وتضعضع العسكر فدخل المسلحون،
أما في مركز المهنية فهوجم من عرسال حيث استشهد الضابطان وقمنا بالهجوم المضاد.
وأشار قهوجي الى ان الهجوم المسلح شارك فيه 190 فصيلا من المسلحين السوريين
وسواهم، لكن رد الجيش كان حاسما فكفى تسخيفا للمعركة التي لو نجحت مع المسلحين
لكانت نتائجها مخيفة على لبنان، القصة اكبر وأخطر من كل ما يقال وأكبر دليل ما قاله
رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عن تهديد داعش للداخل البريطاني نفسه.
وتساءل قائد الجيش في عرسال 120 ألف شخص بين أهالي البلدة والنازحين السوريين،
فهل كان بعضهم يريدني ان ادمر عرسال وأقتل لبنانيين ونازحين سوريين؟
مصادر سياسية مطلعة ابلغت «الأنباء» بان الحملة على العماد قهوجي تخطى موضوع
رئاسة الجمهورية الى ما هو اكثر الحاحا بالنسبة لفريق الثامن من آذار الا وهو تنسيق
الاجراءات العسكرية والأمنية مع النظام السوري، تنفيذا للمعاهدات المعقودة بين
البلدين، والتي طالب السفير السوري في بيروت علي عبدالكريم علي بتفعيلها اكثر من
مرة.
وذكرت المصادر بما كان اعلن عن خطة الاطباق على «التكفيريين» في عرسال قبل يومين
من اندلاع شرارة الاحداث على خلفية اعتقال السوري عماد جمعة، تقوم على اساس الجيش
اللبناني وحزب الله من الجانب اللبناني والجيش السوري من الجانب السوري.
لكن يبدو ان العماد قهوجي امتنع عن سلوك هذا الطريق، عندما اندلعت المعارك، رغم
الضغوط الميدانية على الجيش، متجنبا تدمير عرسال ومن فيها من آلاف النازحين
السوريين، كما قال امس، الامر الذي رفضه الرئيس تمام سلام مدعوما من وزراء 14 آذار
والوسطيين.
وأضافت المصادر لـ «الأنباء» ان معادلة التنسيق بين الجيشين والحكومتين طرحت
مجددا اثناء محاولة عدد من النازحين العودة الى بلدهم، وقد اقفل النظام السوري
الحدود بوجوههم، مشترطا التنسيق مع الدوائر اللبنانية الرسمية بهذا الشأن.
وعند زيارة وفد من احزاب 8 آذار الى دمشق، سمعوا نفس الكلام التنسيقي وبعودتهم
التقوا توا وزير الخارجية جبران باسيل، الذي اعلن يومها ان تنظيم مخيمات اللاجئين
السوريين لا يمشي الا بالتنسيق مع الجانب السوري.
وبدا من سؤال قائد الجيش امس، عما اذا كان هناك من يريده ان يدمر عرسال ويقتل
اللبنانيين والنازحين السوريين، كأن ثمة من وضع اقتحام عرسال من قبل الجيش او
بالتنسيق مع حزب الله او مع الجيش السوري، مهرا لإيصاله الى رئاسة الجمهورية، الأمر
الذي رفضه وكان الرد برفض فريق 8 آذار وآخرهم الوزير السابق مروان خير الدين تحويل
اختيار قائد الجيش رئيسا للجمهورية من استثناء الى قاعدة.
ورب سائل لماذا لا يضغط الضاغطون على الحكومة مثلا، كي تأمر الجيش بالتنسيق الذي
تلح عليه دمشق وحلفاؤها في بيروت؟ المصادر تجيب «الأنباء» بالقول لأن السبب بسيط
وهو ان حكومة تمام سلام تمثل حالة الضرورة لكل الاطراف، وبالتالي لا مصلحة لأحد
بضمها الى حلقة الفراغ الرئاسي الحاصل والمجلس المقرر ان يحصل، فضلا عن ان في هذه
الحكومة من يقول لا، دون تردد او وجل.