كان محقا المسؤول السياسي في الحزب العربي الديمقراطي رفعت عيد عندما اعتبر ان مجزرة جبل محسن التي ارتكبها ارهابيون انتحاريون انها مشبوهة في توقيتها، وانها جاءت في الوقت الحرج الذي تمر به المنطقة. وبعد نجاح الخطة الامنية في طرابلس والشمال التي اعادت الامان والاستقرار الى المدينة بفضل الجيش اللبناني الذي بسط امنه مع القوى الامنية على الساحة الطرابلسية بمجملها.
حسب المصادر المطلعة ان هذه المجزرة لم تكن ردة فعل على ما اشيع عن عودة النائب السابق علي عيد ونجله رفعت عيد الى جبل محسن، علما ان احدا من الحزب العربي الديمقراطي او من فاعليات جبل محسن لم يصرح بذلك وليسوا بوارد هذا الامر في الوقت الراهن. واشارت المصادر الى ان طرابلس والشمال لا يزالان في عين عاصفة الارهاب التكفيري الذي يضرب المنطقة اقليميا وعربيا وعالميا وان القوى التكفيرية تخطط للتمدد في اكثر من اتجاه عربي، ولبنان ضمن خارطتهم الارهابية لا سيما ان الشمال اللبناني هدف اساس لهذه القوى الناشطة التي تستقطب عشرات الشباب من طرابلس والشمال.
لم تكن المجزرة وليدة ردة فعل عما اشيع او اثر سحب مذكرة التوقيف الصادرة بحق عيد، فحسب المصادر انها تأتي في سياق المخطط المستمر للقوى التكفيرية «داعش» و«النصرة» التي ساءها احباط احلام الامارة التكفيرية في طرابلس وصولا الى ايجاد ممر بحري في الشمال وان «داعش» جهز امراء لولايات اسلامية في طرابلس والشمال وصولا الى طرطوس وان خطة التمدد من جرود القلمون لا تزال قائمة باتجاه الشمال اللبناني .
وتضيف المصادر انه في الاونة الاخيرة نجح «داعش» في تجنيد عشرات الشبان المغرر بهم من ابناء طرابلس والشمال وجرى تدريبهم في جرود القلمون واعداد عدد منهم لتنفيذ عمليات انتحارية تستهدف اكثر من منطقة في لبنان ومن ضمنها طرابلس وجبل محسن تحديدا وما اعلنه احد قادة «داعش» يؤكد ان «داعش» هو الذي ارسل الانتحاريين الى جبل محسن ووقع الخيار عليهما كونهما من ابناء محلة المنكوبين على بعد امتار من جبل محسن وجرى تعبئتهما جيدا بالحقد المذهبي الذي سبق أن رعته قوى سياسية محلية قبل تنفيذ الخطة الامنية.
وتشير المصادر والتحقيقات الاولية الى ان الانتحاريين وصلا الى طرابلس منذ اكثر من عشرة ايام بعد تدريبهما جيدا على العملية وجرى تزويدهما بحزامين ناسفين، لكن يبقى السؤال كيف تمكنا من نقل الحزامين الناسفين الى الشمال؟ او تم تركيب الحزامين محليا؟ وما علاقة الانتخاريين بالارهابي منذر الحسن الذي قتل منذ اشهر قليلة في طرابلس ؟ وقد اشار وزير الداخلية بالامس الى هذه الخلية وانه من غير المستبعد ان عناصر ارهابية اخرى لا تزال موزعة في الشمال وقد سارع الجيش الى توقيف ثلاثة من اصدقاء الانتحاريين للاستماع الى افادتهم.
اللافت ان احد افراد عائلة الانتحاري طه الخيال عقد مؤتمرا صحافيا تكلم فيه باسم عائلتي الانتحاريين معلنا بكثير من التأثر ان لا مجلس عزاء بالانتحاريين كون الانتحار محرماً في الدين الاسلامي بل لكونهما ارتكبا جريمة راح ضحيتها ابرياء وأكد استنكارالعائلتين لهذا العمل، مشددا على تمسكهم بالعيش المشترك وتفويضهم الأمور إلى القانون.
وأشار إلى أنه «لا يوجد لدينا أي كراهية لأي طائفة لبنانية»، مستنكرا الخطاب التحريضي، ومؤكداً أن «الاجرام ليس له دين ولا منطقة ولا وطن ولا عائلة».
وأضاف: «نقف إلى جانب مؤسسات الدولة في التصدي للفتن التي تعصف بلبنان»
ايضا اجمع الطرابلسيون بكل شرائحهم السياسية والاجتماعية على ادانة الجريمة وان لا عودة الى الوراء لكن اللافت ان دول العالم العربي والغربي استنفرت لادانة الارهاب في فرنسا ونظمت مسيرة صامتة في باريس شارك فيها رمز الارهاب في العالم نتانياهو وفي الوقت عينه حصلت وقفة تضامنية في بيروت، لكن كلا المسيرتين تجاهلتا الارهاب الذي ضرب جبل محسن وهو نفسه الارهاب الذي ضرب فرنسا وينتميان الى اصل ارهابي تكفيري واحد.
في جبل محسن كان التشييع حاشدا لشهداء جبل محسن الذين ضربهم الاجرام التكفيري الداعشي بمشاركة الاحزاب والقوى الوطنية اللبنانية واعلن اهالي الشهداء التفافهم حول الجيش اللبناني وان جبل محسن ستبقى تحت سقف الدولة والقانون والمؤسسات والجيش اللبناني وانها ترفض منطق الثأر وان الجميع مصر على الخطة الامنية وعلى احقاق العدالة والاقتصاص من المجرمين.
تعميم المركزي يخفض سعر صرف الدولار؟
بعد أن اصدر مصرف لبنان تعميماً جديداً يلزم المصارف بالحصول على موافقة مسبقة منه قبل فتح اعتمادات او دفع فواتير...