المشهد السياسي الاقليمي ينعكس بوضوح ويرخي بظلاله على الوضع اللبناني كون لبنان جزءاً اساسياً من المنطقة ويتأثر بالتسويات او بالمواجهات، تماما كما حصل في عرسال، اذ من اتى بـ «الداعشيين» الى لبنان اخرجهم الى الجرود، وكل قصتهم في التواجد بعرسال، كي يكونوا خنجرا في خاصرة حزب الله، الا انهم تحولوا الى خنجر في خاصرة كل اللبنانيين دون استثناء بدليل ان ما حصل، هو ان المواطنين في عرسال اخيرا اكتووا بنيرانهم ورصاصهم واعتداءاتهم كما كان انكوى اهالي الضاحية ومناطق اخرى من حقدهم وتكفيرهم، وفي طليعة اللبنانيين الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي، وتحديدا في بلدة عرسال مجازر بالجيش وقوى الامن واعتداءات واطلاق نار على حواجز قوى الامن الداخلي.
المعلومات المتوافرة من مصادر مطلعة على مجرى التطورات تشير الى ان الكلام في عرسال كبير وكثير جدا، وربما يحين اليوم الذي يمكن الحديث فيه عن ايام المواجهات بين الجيش والقوى التكفيرية من المتورطين من عرسال والسوريين، وهو امر ضروري في وقت ما.
مصادر نيابية في 8 آذار تشير الى انه يجب التوقف عند كلام قائد الجيش العماد جان قهوجي في عرسال ، لأنه كلام مسؤول ودقيق ومن الحرام ادخال الامور في السياسة وفي الامور اللبنانية واستحقاقات لبنان ، وهذا لا يعني عدم توجيه الاسئلة اللازمة والواجبة لمختلف الاجهزة الامنية التي من المؤكد ، بل بالتأكيد تعلم بنسبة كبيرة ما كان يجري في عرسال خلال السنوات المنصرمة لأنها كانت «عالمكشوف» .
الاسئلة كبيرة وكثيرة ولا بد من طرحها ولا بدّ للجهات السياسية والامنية الاجابة عليها اما مباشرة او عبر الوزراء المعنيين. لكن كلام قائد الجيش العماد قهوجي دقيق وهام جدا لجهة حماية لبنان من تمدد التكفيريين، وهام جدا في قطع دابر الفتنة، وفي الحقيقة يبدو لكلام العماد قهوجي وفق تحليل المصادر ابعاد داخلية وخارجية، ومن موقعه على ما يبدو يعلم اكثر ما هي طبيعة الامور خصوصا انه في المؤتمر الصحافي الذي عقده اثر الاحداث وتحدث فيه عن مخطط الموقوف جمعة وجماعته وما ادى توقيفه الى احداث واعتداءات وهجوم على الجيش وما كان سيتبعه، للانطلاق من البقاع بأتجاه عكار ومن ثم طرابلس الى المنفذ البحري لتكون دولة داعش بحرية ايضا ومتصلة بسوريا والعراق.
الاسف الكبير الذي تبديه المصادر هو التعاطي الداخلي وتحديدا من تيار المستقبل ونوابه، وربما الاصدق بينهم كان كل من النواب محمد كبارة وخالد الضاهر ومعين المرعبي، والذين لم يصدر بيان من كتلتهم يدين تصريحاتهم، ضد الجيش واللبنانيين، والسبب برأي المصادر واضح لأن هؤلاءيريدون تغطية ارتكاباتهم بحق الجيش واللبنانيين عموما وبالتحديد الطائفة السنية المظلومة من قبل تيار المستقبل وجماعته ودعمهم لـ «داعش» و«النصرة» و«الاخوان المسلمين» في سوريا.
وها هو حليفهم ابو محمد الرفاعي، والكلام للمصادر، قتل في القلمون وهو قائد «لواء اتحدوا» التابع «للاخوان المسلمين» والجميع يعلم مصادر تمويله وكيف كان يمّول جمعيته في طرابلس. هذا عدا عن كلام رئيس الهيئة العليا للاغاثة الموقوف عن كيفية تمويل قادة المحاور في طرابلس بعلم مرجعيات في الدولة وشخصيات من المستقبل.
ان ما ارتكب في السياسة تقول المصادر المشار اليها خطيئتان في السياسة :
الخطيئة الاولى ، ما حاول وما زال تيار المستقبل اللعب عليه وبات واضحا للجميع الفتنة بين الجيش والمقاومة وقلب الحقائق في عرسال ومسؤولية المستقبل وشخصياته السياسية والدينية عن كل السنوات ما ادى الى الحال التي وصلت اليه اضافة لاستمراره بتغطية مجرمين موصوفين مهما كانت طبيعة عملهم.
الحطيئة الثانية محاولة تصفية حسابات مع قائد الجيش ان كانت شخصية او سياسية ، اذ هناك ما يمكن ان يقال في كل ما جرى وهناك تفاصيل هامة ليس الوقت للحديث عنها،
بالطبع هذا ليس دفاعا عبثيا عن العماد قهوجي تقول المصادر ولا تسويقا له لمنصب لأن الرئاسة الاولى لم تعد شأنا لبنانيا ولا اتفاقا يقرره من في الداخل ، بل بات توافقا وتسوية اقليمية ودولية كما حصل مؤخرا في العراق بتسمية الدكتور حيدر العبادي رئيسا للحكومة العراقية، مما يعني انه يجب النظر الى الامور بعمق مع التأكيد على توجيه الاسئلة الرسمية عبر النواب او الوزراء والقوى السياسية الى الاجهزة الامنية ، اذ ليس صحيحا انها كانت غائبة ثلاث سنوات عن عرسال ودخول السوريين الى عرسال وعن مخيمات عرسال؟؟؟؟؟
تعميم المركزي يخفض سعر صرف الدولار؟
بعد أن اصدر مصرف لبنان تعميماً جديداً يلزم المصارف بالحصول على موافقة مسبقة منه قبل فتح اعتمادات او دفع فواتير...