الكلام على ان الجيش يخوض معركة عسكرية فقط في عرسال ليس كلاما دقيقاً لوصف المواجهة القائمة بين الجيش والارهابييين ، فالمؤسسة العسكرية تحارب على اكثر من جبهة وموقع وفي اكثر من ملف بضراوة وبسالة لا يمكن وصفهما ، فليست المواجهة مع المسلحين الإرهابيين هي القضية وحدها ، فالجيش يجد نفسه في مواجهة مع ملفات معقدة ولا تقل خطورة خصوصاً عندما يتم فتح جبهات كثيرة لإلهائه وصرفه عن معركة الارهابيين . قد تكون التحركات المناهضة لداعش او الحملة التي تنظمها جهات متعاطفة مع الارهابيين كما حصل في التظاهرات التي خرجت من مخيمات النازحين السوريين على اثر توقيفات لمشتبه بانتمائهم الى مجموعات ارهابية هي الأكثر ازعاجاً وتشويشاً على عمل واداء الجيش من خلال عناصر الدس والإيحاءات التي تقوم بها هذه المجموعات التي ترفع رايات الدولة الاسلامية واعلام داعش .
ومن وسائل التحريض التي يقوم بها الداعشيون والمؤيدون لهم ما يتم الترويج له بان عرسال محاصرة ، فيما الواقع ان عرسال بالإجراءات التي تتخذها المؤسسة العسكرية تسير نحو خطوات اكثر أمنأ من ذي قبل بعدما تم الفصل بين الجرود وعرسال ، وبعدما وضعت مخيمات النازحين تحت المراقبة المشددة والعين الساهرة للجيش ، وبعدما منع تسلل المسلحين عبر المنافذ والمعابر من والى عرسال وبالعكس وبالتالي سدت الطرقات في وجه الارهابيين وشلت حركتهم . كما ان الحواجز العسكرية كما يقول المتابعون لا تقيد حركة المواطنين العرساليين في تنقلاتهم الى ارزاقهم ومصادر عملهم ، فيما الواقع ان الإجراءات الأمنية حدت من تهريب المواد التموينية والغذائية للمسلحين المنتشرين في الجرود وساهت في قطع التواصل بين المخيمات والجرود .
وواقع الحال ان مجموعات النصرة وداعش كما يقول المتابعون يمرون بأسوأ ايامهم ، فمن جهة يدركون ان تهديداتهم بالإعدامات وتصفية العسكريين المختطفين ليس الخيار الأسلم لهم وهؤلاء إذ يشعرون بتضييق الخناق عليهم والحصار باتوا اكثر تردداً في اللجوء الى الخيارات التي تؤلم وتوجع المؤسسة العسكرية ، خصوصاً وان سير المعارك واشتداد وطأتها بات يتأثر بما يتعرض له الجيش ، فاستهداف العناصر العسكرية مؤخرا بعبوة ناسفة استتبع حملة شاملة على مخيمات النازحين ادت الى توقيفات مهمة ، في حين ان الدخول الى هذه المخيمات كان سيسبب ازمة في حالات مختلفة ، وبالتالي فان المجموعات الإرهابية كما يروي المتابعون على ملف عرسال تشعر باقتراب اشتداد ازمتها وبانها ستكون بمأزق على ابواب الشتاء القادم ، بعدما تم عزل عرسال عن الجرد وقطع التواصل مع النازحين السوريين وحيث ستكون الحكومة اللبنانية ربما في المرحلة القادمة امام خيار نقل المخيمات ربما الى خارج عرسال . ومن جهة اخرى فان المسلحين الارهابيين في طوق من الجهة اللبنانية اي من عرسال ومن الجهة السورية في القلمون حيث ستسعى ربما الى شن معركة باتجاه القلمون او ربما الى عرسال .
إلا ان عرسال 2 إذا حدثت كما يقول المتابعون فهي لن تشبه عرسال 1 ، لأن الجيش صار اكثر جهوزية وبات يمسك بمفاصل اساسية في المخيمات التي خرج منها الارهابيون في عرسال الاولى لينفذوا التفافهم على الجيش ، ففي المرة الماضية كان المسلحون يسرحون ويمرحون في عرسال ويحصلون منها على موادهم الغذائية ويداوون جرحاهم ومصابيهم ، وهذا الامر تغير مؤخراً وبات لهم وحداتهم الصحية في الجرود والمغاور بعدما قطعت طريقهم الى عرسال وبعد ان قام الجيش بتعزيز إجراءاته ووحداته المنتشرة لمنع تسللهم ، وبعد ان رفع الجيش تأهبه تحسباً لأي مفاجأة محتملة وبعدما بات واضحاً ان القيادة العسكرية لن تخضع لاي ضغوط او تتأثر بالمفاوضات الجارية في ملف العسكريين .
وتؤكد الاوساط ان المجموعات الارهابية ربما على ابواب الشتاء القادم وتحت وطأة ضربات الجيش ومدفعيته والحصار المفروض من كل الجهات ربما ستلفظ انفاسها الأخيرة او ان هذا الوضع المأزوم امامها سيجعلها تعيد حساباتها في ملف العسكريين المخطوفين حيث يمكن ان يحدث اختراق في هذا الملف لصالح العسكريين المخطوفين من دون ان تفقد الدولة من هيبتها او معنوياتها ، الم تهدد النصرة بتصفية كل العسكريين والبستهم ثياب الموت ومن ثم اوقفت التنفيذ ؟ وما الذي يمنع ارهابيين مسلحين على غرار النصرة وداعش من تنفيذ تهديداتهم طالما انهم مدركون ان السلطة السياسية وقيادة الجيش ترفضان المقايضة .
وتضيف الاوساط ان تهديدات داعش والنصرة وامرائها باحتلال بيروت من جهة وتسيير التظاهرات ضد الجيش ورفع الاعلام والرايات السوداء ما هو الا دليل على ازمة وتخبط المجموعات المسلحة التي سيكون مثواها الاخير في الجرود العرسالية .
ابتسام شديد