تمكن الجيش السوري أمس، من إفشال المحاولة الثانية التي قام بها مسلحو «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ــ «داعش» لاقتحام مطار ديرالزور العسكري، وذلك بعد ساعات فقط من إفشاله المحاولة الأولى، فيما استمرت الاشتباكات في عدد من مناطق وأحياء مدينة ديرالزور وسط غارات كثيفة يشنها الطيران الحربي على طول جبهات القتال.
وفي سيناريو متكرر، نفذ أحد مسلحي «داعش»، سعودي الجنسية، ويدعى أبو عمر الجزراوي عملية انتحارية بعربة مفخخة في محيط المطار، والهدف المعتاد لهذه العمليات هو إحداث ثغرة في أسوار المطار على نحو يتيح، لمجموعة من الانغماسيين المستعدين لاقتحام المطار، نقل القتال إلى داخله. ولكن العربة المفخخة انفجرت قبل بلوغ غايتها نتيجة استهدافها بقذائف «آر بي جي» من قبل حامية المطار.
وعلى وقع انفجار العربة، هجمت مجموعة الانغماسيين ظنّا منها أن العملية حققت هدفها حيث اندلعت اشتباكات عنيفة بينها وبين حامية المطار، ما أوقع العديد من عناصرها بين قتيل وجريح، لتضطر بعدها إلى الانسحاب.
وقد ذكرت بعض الصفحات الإعلامية التابعة لـ«داعش» أن عناصر داعش تمكنوا من أسر جنود سوريين جراء هذه العملية، من دون أن يتم عرض صور تثبت ذلك.
في المقابل، استمر الطيران الحربي السوري بشن غاراته على مناطق انتشار «داعش» سواء في محيط المطار أو في الأحياء التي يسيطر عليها داخل مدينة ديرالزور، بهدف الضغط على مسلحي التنظيم من جهة، وتوسيع دائرة تأمين المطار من جهة ثانية. وكان أبرزها ست غارات استهدفت رتلاً من السيارات بالقرب من بلدة الشولا في ريف ديرالزور الغربي، وأدت إلى تدميرها بشكل كامل. كما استهدف الطيران حويجة صكر بغارتين أعقبهما تجدد الاشتباكات في تلك المنطقة التي لم تهدأ فيها المواجهات منذ أسابيع. وكذلك طالت الغارات معاقل «داعش» في حي الصناعة الذي شهد أمس، اشتباكات وصفت بالأعنف.
وسقط نتيجة هذه المواجهات عدد من القتلى في صفوف «داعش»، أبرزهم السعودي صالح سالم الهمامي ويلقب بـ«أبو ثابت»، ويعتبر من القيادات الميدانية للتنظيم، حيث سبق له القتال في كل من اللاذقية وحمص التي خاض فيها مؤخراً معركة حقل الشاعر، قبل أن ينتقل إلى معركة مطار ديرالزور حيث لقي مصرعه، كما قتل العراقي الملقب بـ«فلوجة الأنصاري».
وذكرت صفحة «كتائب البعث» على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك» أن طائرة من نوع «اليوشن» حطت أمس، في مطار ديرالزور، وأفرغت حمولتها ثم أقلعت بشكل طبيعي، في إشارة منها إلى استعادة حالة الأمان في محيط المطار، لأنه من المعروف أن طائرات «اليوشن» تحتاج إلى الطيران المنخفض لمسافة عشرة كيلومترات قبل أن تهبط، ويكون استهدافها سهلاً خلال هذه المسافة.
إلى ذلك، ولمواجهة ظاهرة الفرار والتسرب من صفوفه، لجأ تنظيم «داعش» إلى إحداث جهاز جديد أطلق عليه اسم «الشرطة العسكرية الإسلامية».
ومهمة هذا الجهاز هو ملاحقة عناصر «داعش» الفارين من جبهات القتال وإلقاء القبض على أي عنصر متواجد خارج الجبهات من دون «ورقة مهمة»، وإجباره على العودة أو إحالته إلى القضاء الشرعي.
مقتل قياديين اثنين من “داعش” في غارة أميركية شمالي سوريا
أعلنت القيادة المركزية الأميركية، مقتل قياديين اثنين ينتميان لتنظيم "داعش" في غارة جوية، في القامشلي شمالي سوريا. وقال بيانٌ للقيادة...