كشفت جلسة مجلس الوزراء الاسبوعية التي انعقدت امس الاول في السراي الحكومي حجم التناقضات، والتباينات، بين الوزراء في مقاربة ملف المخطوفين العسكريين المحتجزين في عرسال، كما كشفت فشل الحكومة في قدرتها على تحرير العسكريين منذ اللحظة الاولى لعملية الاختطاف، بدءا من قرار وقف العمليات العسكرية قبل استكمالها واستعادة العسكريين، وانتهاء برفضها مقابلة ذووي المفقودين الذين اعتصموا بالتزامن مع انعقاد الجلسة امام السراي الحكومي.
وبرأي مصدر سياسي متابع للملف ان دل هذا الفشل على شيء يدل على عجز الحكومة بامتلاك اي مبادرة، او الجرأة على اتخاذ القرارات الحازمة، لان بعض مكوناتها لا يمتلك قراره، بل هو رهينة الخارج، وابدى المصدر خشيته من ان تكون حكومة الرئيس سلام مشابهة للحكومات السابقة، فيما العالم وبحسب المصدر يقوم باستدارة سريعة وحادة تجاه الارهاب التكفيري في المنطقة.
ويرى المصدر المتابع ان الحل الاجدى والانسب للتعاطي مع ملف العسكريين المخطوفين في عرسال هو الصبر والتروي المتزامن مع عمليات امنية وعسكرية دقيقة تطبق على اماكن تواجد المسلحين التكفيريين، وعائلاتهم في دائرة نارية ملتهبة تودي بحياتهم وذلك سيؤدي الى الضغط بشكل كبير، مترافق مع قطع كافة خطوط الامداد المرتكزة على بلدة عرسال، مما يدفع بهم للرضوخ الجبري لمقايضة المخطوفين بأمنهم وامن عائلاتهم، كما حصل مع مخطوفي اعزاز، حيث اقدمت مجموعة المدعو «ابو ابراهيم الدادخلي» في اللحظات الاخيرة قبل سقوطها لفك اسر المخطوفين اللبنانيين الذين كانوا بحوزتها، وكما حدث في العديد من المناطق السورية.
ويتابع المصدر بانه لا يمكن الرضوخ لشروط المسلحين التكفيريين، الذين يطالبون بالافراج عن ارهابيي سجن رومية، لان ذلك سوف يعرض الشعب اللبناني ودولته لعمليات ابتزاز لا تنتهي عند حدود روميه بل ستعرض الامن والاستقرار اللبنانيين الى السقوط المريع، او الذهاب باتجاه اصدار عفو عام يجنب الحكومة والقضاء تجرع الكأس المر.
كما دعا المصدر السياسي الى اطلاق يد الجيش اللبناني وتوفير اوسع غطاء سياسي له ليستطيع مواجهة الارهاب في لبنان وتحرير المخطوفين، وهذا الامر يتطلب ايضا اعلى درجات التنسيق بين الجيشين اللبناني والعربي السوري، والمقاومة التي لن تسمح للمسلحين التكفيريين بالسيطرة على اي بلدة لبنانية، او سورية في القلمون للحصول على شتاء آمن ودافىء، بل قرار الجيش السوري والمقاومة سحق هؤلاء في المدى القريب، خصوصا مع قرب سيطرة الجيش السوري الكاملة على حي جوبر بريف دمشق والذي يتميز باهميته الستراتيجية للمسلحين وداعميهم، الذين بدأوا بالتنصل من الارهاب، بعد ان اتخذت الولايات المتحدة الاميركية واوروبا وبعض دول الخليج قرارا بانشاء ائتلاف دولي لمحاربة الارهاب وسوريا تمتلك القول بالفعل في هذه المواجهة، وهذا ما تشير اليه المعلومات عن بدء التنسيق الكامل الذي تمارسه استخبارات اميركا وفرنسا والمانيا والسعودية واستخبارات الدول التي تدعي اعلاميا ان لا مكان لسوريا في هذه الحرب، فسوريا التي وقفت سدا منيعا بوجه اي تدخل عسكري خارجي لتمكين المسلحين التكفيريين من السيطرة في سوريا بالتحالف مع ايران وروسيا وكل محور المقاومة لن تسمح حتى بشن طائرات الائتلاف الدولي الجديد غارات داخل اراضيها دون موافقتها، لان مصير هذه الطائرات سيكون مصير الطائرة التركية التي خرقت الاجواء السورية.
خالد عرار
تعميم المركزي يخفض سعر صرف الدولار؟
بعد أن اصدر مصرف لبنان تعميماً جديداً يلزم المصارف بالحصول على موافقة مسبقة منه قبل فتح اعتمادات او دفع فواتير...