على وقع دخان التطورات الاقليمية الدراماتيكية، المفتوحة على كل الاحتمالات ، وما قد تحمله معها من تداعيات على صعيد المنطقة ككل ، ومجمل الوضع اللبناني الذي بات مساره محكوماً بالتحولات الاقليمية الكبرى، انتقل المشهد الى نيويورك التي حمل اليها رئيس الحكومة هواجس والغام ترخي بثقلها على الواقع السياسي والامني والاقتصادي في بيروت، آملا في الحصول على تنفيذ للوعود المقطوعة.
مصادر وزارية اشارت الى انه يمكن اختصار المحاور الثلاث التي سيؤكد عليها رئيس الحكومة، الذي سيستكشف آفاق الوضع في المنطقة محاولاً تلمُّس اتجاهات الريح ولا سيما حيال امكانات توافر تفاهم خارجي – من ضمن المظلة الدولية التي تشكلها مجموعة الدعم – على إمرار الاستحقاق الرئاسي اللبناني، خلال اتصالاته ولقاءاته في نيويورك بالنقاط التالية بحسب المصادر:
– لبنان معني بمكافحة الارهاب بكل الوسائل مع التمسك بتحييد نفسه عن سياسة المحاور الدولية والاقليمية ، انطلاقاً من سياسة الناي بالنفس التي وضعتها الحكومة السابقة ، مدرجا في هذا الاطار ان مشاركة لبنان في الاجتماعات التي عقدت في الرياض وباريس على انها «مشاركة من موقع دفاعي»، على ما اكد رئيس الحكومة، في التحالف الدولي – العربي، دون ان تعني التزامه او انضمامه الى اي تحالف او تحمل اي اعباء او تقديم اي دعم عسكري او لوجستي،نظرا لما قد يكون لذلك من تداعيات على الداخل اللبناني وعلى التركيبة اللبنانية الهشة في ظل الظروف التي تعيشها البلاد حاليا.
– طلب مساعدة عاجلة في ظل تلكؤ المجتمع الدولي ومجموعة دعم لبنان بالتحديد عن الوفاء بالتزاماتها تجاههم ، بعدما باتت الدولة اللبنانية عاجزة عن مواجهة مشكلة اللاجئين السوريين المتفاقمة اجتماعيا واقتصاديا وامنيا مع بلوغ عددهم حوالى ثلث عدد سكان لبنان، شارحا القرارات التي ستتخذها الحكومة مجبرة لجهة ضرورة الحد من النزوح الى لبنان ومساعدة السوريين الذين يرغبون بالعودة الى سورية وصولا الى اعادة النظر بكل وضع النازحين في لبنان.
– الإضاءة على المخاطر المترتبة على ملف العسكريين الأسرى لدى «داعش» و«النصرة» وما قد ينتج من تداعيات لهذا الملف على الصعيد الداخلي اللبناني من انفجار لفتنة طائفية تطيح بكل الانجازات ، طالبا الدعم من كل الدول القادرة على المساعدة في هذا المجال من اي نوع كانت. اشارة الى ان هذا الملف سيكون البند الاول في المباحثات بين سلام واردوغان.
– طلب زيادة الدعم العسكري المقدم للقوى العسكرية والامنية اللبنانية في اطار الحرب على الارهاب ،مع احترام خصوصية الوضع اللبناني، علماً ان مجلس الأمن كان أدرج لبنان في لائحة الدول التي تتعرض لاعتداءات من تنظيم «الدولة الاسلامية» وذلك خلال الاجتماع الذي عقده الجمعة في نيويورك على مستوى وزراء الخارجية مع مفارقة غياب رئيس الديبلوماسية اللبنانية جبران باسيل عنه رغم وجوده في الولايات المتحدة.
– التاكيد على مساعدة المجتمع الدولي عبر الضغط على القوى الاقليمية والمحلية المعنية للمساعدة
في اتمام العملية السياسية وانتظامها من خلال انتخاب رئيس جديد للجمهورية .
وكشفت المصادر نفسها عن ان ايقاع هذه المواقف محكوم بالسقف الذي جرى الاتفاق عليه في مجلس الوزراء بين مختلف الاطراف السياسية بعد نقاش واتصالات مطولة افضت الى وضع خطوط السياسة التي حملها سلام معه، رغبة من الاخير في اظهار وحدة واجماع الموقف اللبناني حول النقاط التي سيطرحها، محاولا اثبات الحضور اللبناني رغم ما يطرحه غياب رئيس الجمهورية عن هذه الاجتماعات للمرة الاولى منذ سنوات ،من قراءة مختلفة بالنسبة للمشاركين والمشاركة بحد ذاتها.
هل ينجح رئيس الحكومة في ايصال «رسالته »؟ ام ان الظروف وتطور الاوضاع سبقته؟وماذا سيكون عليه الموقف من الملفات المطروحة وسط الانقسام الحاد على المسرح الدولي والذي سيتجلى بوضوح في نيويورك من خلال «مقاطعة « الرئيس الاميركي للرئيسين الروسي والايراني وعدم وجود اي لقائات بين الاطراف المعنية اقلـه حتى الساعة؟
اسئلة قد تكون اجاباتها معروفة سلفا .ففي ذكرى مرور عام على إطلاق مجموعة الدعم الدولية للبنان ، التي باتت استحقاقاتها أسيرة التطورات الكبرى في المنطقة ومساراتها المعقّدة والمتشابكة، لن يكون هناك الا مزيدا من الوعود مع وقف التنفيذ على ما درجت عليه العادة.
تعميم المركزي يخفض سعر صرف الدولار؟
بعد أن اصدر مصرف لبنان تعميماً جديداً يلزم المصارف بالحصول على موافقة مسبقة منه قبل فتح اعتمادات او دفع فواتير...