في طريقك من العبده الى عكار تفاجئك شوارع القرى الممتدة من حلبا باتجاه منطقة الدريب الاعلى الخالية من اي حركة. هنا تكاد تنسى انك في مناطق آهلة تعيش دورتها الاجتماعية – الاقتصادية كأي محافظة لبنانية، ما هي الا لحظات حتى تعيدك “جنازير”الملالات وهدير الآليات العسكرية الى سخونة المنطقة التي تتواجد فيها.
قيل الكثير عن المناطق العكارية المحاذية للشريط الحدودي ونسجت روايات عن واقع الخلايا النائمة في تلك المنطقة ومدى خطورتها على جغرافية المكان، وحتى الامس القريب بقيت هذه الروايات لدى شريحة لا بأس بها من السكان ضربا من صروب الخيال، الى ان جاءت حادثة الاعتداء على فان للركاب في البيرة ما ادى الى استشهاد جندي من بلدة القبيات، الامر الذي غير من واقع الحياة اليومية لدى الاهالي وبعلاقة القرى فيما بينها.
ايام قليلة على حادثة البيرة تبعتها احداث الضنية والتبانة الامر الذي اعاد خلط الاوراق.
الارباك ساد بلدات مسيحية اول ايام المعارك
حال من الارباك والذعر ساد البلدات العكارية لاسيما المسيحية منها خصوصا في اول ايام المعركة ضد الارهاب في التبانة واحداث بحنين التي فاجأت الجميع نظرا لقرب المنطقة من الاوتوستراد الدولي وهذا بحد ذاته يشكل خطرا على العابرين الى القرى العكارية.
تقدُم الجيش في المعركة اثلج صدر اهالي الدريب الذين استقبلوا فوج المغاوير بحفاوة ترجمة على ارض الواقع احتضانا كاملا لاسيما في منطقتي عندقت والقبيات حيث بادر الاهالي الى توضيب المؤن للعسكريين الذين انتشروا في القرى المحاذية على الحدود لاسيما اكروم ووادي خالد او المناطق الجردية كالقموعة التي رصدتها القيادة العسكرية تحسبا لدخول المسلحين اليها عبر منطقة فنيدق.
روكز عقد لقاءات مع الضباط بالتنسيق مع غرفة عمليات اليرزة وافشال مخطط ارهابي انطلاقا من وادي خالد
دخل قائد فوج المغاوير العميد شامل روكز وبتنسيق كامل مع غرفة العمليات في اليرزة والتي كان على رأسها قائد الجيش العماد جان قهوجي على الخط وانتقل روكز الى ثكنة عندقت حيث اجرى اجتماعات عسكرية مع ضباط الوحدات المنتشرة هناك واطلع منهم على مزيد من التفاصيل العسكرية وانتقل الى النقاط المنتشرة في المنطقة الحدودية خصوصا وانه كان لدى استخبارات الجيش معلومات عن تحرك مشبوه في منطقة وادي خالد حيث يتواجد عدد من الضباط السوريين المنشقين وكانوا يحضرون لعمل تخريبي ينطلق من وادي خالد وبالتنسيق مع عناصر متواجدة في كل من مشتى حمود واكروم اذ ان طبيعة المنطقة تساعد هؤلاء على التنقل من منطقة وادي خالد الى جبل اكروم عبر بلدة انييه حيث يحاولون من الجبل العبور الى القموعة ففنيدق ويحاولون بذلك تشتيت الجيش اللبناني المنتشر عبر مراكزه في تلك المناطق.
الجيش رصد تحركا كان يستهدف حاجز شدرا وتعقب مسلحين في القموعة
وقبل بوم من انتهاء المعارك رصد الجيش تحركات ايضا قرب حاجز الجيش في بلدة شدرا والمشرف على مناطق مشتى حسن ومشتى حمود ووادي خالد الا انه تمكن من القاء القبض على عدد من المطلوبين ولعل التحقيقات في الايام المقبلة ستكشف ما كان يخطط له في تلك المنطقة والتي لا يزال خطر الارهاب يتهددها نظرا لكثافة عدد النازحين المتواجدين فيها.
ومنذ يومين تم رصد مسلحين في منطقة القموعة كما تظهر الصورة وتم ابلاغ قيادة الجيش وهي تقوم بدوريات برية يومية في المنطقة وبطلعات جوية لتمشيط تلك الاراضي التي تملك تضاريس وعرة تصعب الحراك البري للجيش النظامي فيما تستمر عمليات الدهم الواسعة في جرود منطقة عكار من جبال تربل مرورا بسير الضنية وعيون السمك وفنيدق وصولا الى القموعة منعا لتحويل هذه الجبال الى مأوى للمسلحين وتكرار سيناريو جرود عرسال.