كونوا مستعدين ليوم اذا فرضت فيه الحرب على لبنان، قد تطلب منكم قيادة المقاومة السيطرة على الجليل الفلسطيني المحتل».. هي العبارة التي قالها امين عام «حزب الله» السيد حسن نصرالله لمقاتلي الحزب قبل ثلاث سنوات، وما تزال الى اليوم، تقضُّ مضاجع الاحتلال الاسرائيلي وتؤرّق كبار جنرالاته.. فأعدّت الخطط الوقائية والاحترازية وتوافد الجنرالات الى المستوطنات الشمالية المتاخمة للبنان، والتي تحتل قسماً كبيرا من الجليل، ليُطمئنوا جمهورها… هي العبارة التي اعترف كبار قادة الاحتلال بانها اجبرتهم على اعادة النظر بالاستراتيجية العسكرية المعتمدة، ووضع خطط احترازية واتخاذ اجراءات تحمي سكان المستوطنات الشمالية المتاخمة لجنوب لبنان.
ان ما سيُشغل بال اللواء الصهيوني آفيف كوخافي، الذي سيخلف يوم الاثنين المقبل اللواء يائير غولان في قيادة المنطقة الشمالية في جيش الاحتلال، ان يقع خطأ واحد عند الحدود مع جنوب لبنان، قد يؤدي الى تدهور واسع»، هذا ما تحدث به امس، موقع «والاه» الاخباري الصهيوني. وينقل الموقع عن ضابط صهيوني كبير قوله «أن نتقدّم ونحتلّ مناطق في لبنان ربما هذا لن يحصل، لكن إن انتظرنا حتى يتجاوزوا الخطّ البنفسجيّ (الجدار الحدوديّ) عندها لدينا خطّة مبدئيّة لإخلاء مستوطنات مُحاذية للجدار وكلّما تحدّثنا عن هذا، نسحب من «حزب الله» فكرة تنفيذ عمليّة التوغّل الى الجليل، صحيح أنّ «حزب الله» يُعدّ نفسه للهجوم، بشكل مُغاير عن حرب لبنان الثانية، لكن نحن أيضا خططنا تغيّرت»، ويلفت الى انه، وبغية النجاح في معركة مُعقدّة تجاه «حزب الله» المطلوب هو عمليّة سريعة في اتّخاذ القرارات، بشكل مختلف عمّا شاهدوه في عمليّة «الجرف الصلب» عندما تأخّر المستوى السياسيّ في اتّخاذ قرار بشأن المناورة البريّة على غزّة». واضاف ان «السؤال الكبير هو كيف سندير نيراننا. إذا ما اتّخذنا قرارا بمناورة فوريّة ؟.
قبل العدوان الاسرائيلي على لبنان في تموز العام 2006، كان اركان الكيان الاسرائيلي وجنرالات حربه، يسارعون مع كل خبر يتحدث عن تدهور الوضع على الجبهة الشمالية المتاخمة لجنوب لبنان، الى طمأنة المستوطنين المقيمين عند تخوم القرى والبلدات اللبنانية في الجنوب،.. اما اليوم فان المشهد بدا «مأساويا»، حيث بدأت المحاذير الامنية واجواء الهلع من هجمات قد يقوم بها «حزب الله» في الحرب المقبلة، تأتي من كبار جنرالات جيش الاحتلال، الذين اصبحوا عاجزين على السيطرة على الاوضاع، وعن اقناع جمهور المستوطنات انهم يعيشون بأمان.
وعن ارتفاع منسوب الهواجس الامنية الاسرائيلية من قدرات «حزب الله»، يقول المحلل المختص بالشؤون العربية دورون بيسكين لاذاعة العدو.. منذ العام 2006 هناك الكثير من التقارير العلنيّة في وسائل الإعلام العربية وغيرها، تتحدث عن انفاق يقوم ببنائها «حزب الله»، في اشارة الى ان جيش الاحتلال يقرأ ما واجهه في غزة بعناية،.. الأمر في غزة يبدو كلعبة اطفال، مقابل ما يوجد لدى «حزب الله» في لبنان، يضيف بيسكين الذي يعتبر ان «حزب الله» هو من جلب اسلوب وتكتيك الأنفاق الى منطقتنا، وحماس تعلمت هذا الأسلوب من «حزب الله» الذي يستخدم هذه الأنفاق منذ التسعينيات، أي أن لديه خبرة اكثر من 20 سنة، فالمخاوف الامنية الاسرائيلية، من «حزب الله» برأي المحلل نفسه، تتزايد مع فرضيات يضعها قادة الاحتلال الذين شاركوا في العدوان على غزة مؤخرا، بحيث يضع الاسرائيليون في حساباتهم ان «حزب الله» فيما لو انشأ شبكة أنفاق، فهي ستكون متطورة جدا، قياسا الى انفاق غزة، ويقول.. نحن نتحدث عن شبكة انفاق يوجد فيها كل ما يلزم لمئات وربما لآلاف المقاتلين للبقاء مدة طويلة تحت الأرض، بالاضافة الى منصات الإطلاق وغرف الحرب. هناك عيادات طبيّة وغرف طعام ومراحيض أي كل ما يحتاجونه مثل الإضاءة والإتصالات، ومن الصعب معرفة عمـق هذه الانفاق لأن «حزب الله» لا ينشر تفاصيل (!)، وينصح بيسكين الأخذ بعين الإعتبار أن كل ما قامت به حماس يستطيع «حزب الله» القيام به بشكل أكبر، وعلينا أن نكون قلقـين من أنه منذ حرب لبنان الثانيـة، و«حـزب اللـه» يتحدث عن السيطرة على نقاط في الجليل.
في الحرب المنتظرة بين اسرائيل و«حزب الله»، يرى المحلل الصهيوني ان بنك الاهداف الاسرائيلية في اي حرب جديدة مع «حزب الله» سيكون مضاعفا مئات المرات عن البنك الذي كان خلال حرب العام 2006، وهي ستكون حربا مختلفة تماما، والتقديرات الاسرائيلية تتحدث عن حرب وحشية وفتاكة، سيما لدى الـطرف اللبنـاني، وان «حزب الله» تعاظم ويملك قوة عسكريـة هائلة تشمل آلاف الصواريخ ضدّ الدبابات، الراجمات، المدافع وعشرات آلاف الصواريخ المتوسطة والبعيدة المدى، من الواضح أنّ عدد الصواريخ التي ستُطلق من لبنان ستصل إلى الآلاف، ومنظومات القبة الحديدية وإنْ كانت ستعترض بعضها، إلا أنها لا يمكنها أنْ تحمي إسرائيل على مدى الزمن،.. نعم «حزب الله» هو العدو الاكبر لاسرائيل في الشرق الاوسط.
تعميم المركزي يخفض سعر صرف الدولار؟
بعد أن اصدر مصرف لبنان تعميماً جديداً يلزم المصارف بالحصول على موافقة مسبقة منه قبل فتح اعتمادات او دفع فواتير...