تمكن المسلحون الأكراد ومن يقاتل معهم من وقف تقدم مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية
«داعش» في بلدة عين العرب أمس الاول، لكن معلومات تحدثت أمس عن وقوع عدة انفجارات
ضخمة قال ناشطون انها عمليات قام بها مقاتلو الدولة.
ومع استمرار الغارات الجوية التي تشنها الولايات المتحدة وشركاؤها في التحالف
الدولي ضد «داعش» يبدو ان الضغوط الاميركية لم تفلح في اجبار تركيا على الانضمام
ولو بشكل غير مباشر الى هذا التحالف، اذ نفت انقرة السماح لواشنطن باستخدام قواعدها
لاسيما قاعدة «انجرليك».
ومن على الحدود التركية سمع دوي الطلقات النارية وقذائف الهاون في اطراف المدينة
التي يطلق عليها الاكراد «كوباني»، على مسافة اقل من كيلومتر واحد من الاسلاك
الشائكة التي تفصل تركيا عن سورية.
وقد نجح المقاتلون الاكراد في استرجاع موقعين كان استولى عليهما تنظيم «داعش» في
جنوب عين العرب، بحسب الوكالة الفرنسية.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان أمس «نفذت وحدات حماية الشعب هجوما معاكسا في
القسم الجنوبي لمدينة عين العرب انتهى بتمكنها من التقدم والسيطرة على نقطتين
لتنظيم الدولة الإسلامية».
وبالتزامن، شنت طائرات تابعة للتحالف الدولي خمس غارات جوية على الاقل على مراكز
تجمعات لعناصر التنظيم في عين العرب.
وأضاف المرصد في بيان ان الغارات الجوية الاربعة استهدفت مراكز تجمعات داعش في
القسم الجنوبي من المدينة فيما استهدفت الغارة الخامسة مركز تجمع للتنظيم على اطراف
المدينة من جهة هضبة مشتى نور الاستراتيجية.
واطلقت قوات التحالف الدولي 12 صاروخا على مواقع في منطقة الفرقة 17 في مدينة
الرقة والتي يسيطر عليها داعش.
في المقابل، نقلت شبكة «سكاي نيوز» البريطانية عن مصادر للمعارضة السورية قولها
إن مهاجما انتحاريا من داعش فجر شاحنة ملغومة في الجزء الشمالي من «كوباني».
ونقلت القناة الإخبارية عن المرصد السوري لحقوق الإنسان ومسؤولين أكراد قولهم إن
الهجوم وقع على بعد كيلومترين تقريبا إلى الشمال من كوباني التي شهدت اشتباكات
عنيفة بين القوات الكردية ومقاتلي تنظيم داعش الذين شددوا قبضتهم على المدينة.
وأضافت المصادر أن مسلحي تنظيم داعش فجروا سيارة مفخخة بالقرب من جامع حج رشاد
الواقع شمالي المدينة في منطقة يسيطر عليها المسلحون الأكراد، ما أدى إلى سقوط خمسة
جرحى في حالة خطيرة.
على صعيد متصل، نفت تركيا السماح للولايات المتحدة باستخدام قواعدها الجوية
وخصوصا قاعدة انجرليك في الجنوب للتصدي لداعش.
وأكد مسؤول حكومي تركي في تصريح لوكالة فرانس برس ان بلاده لم تسمح لواشنطن
باستخدام قواعدها في الحرب ضد داعش وقال لم نبرم «اتفاقا جديدا» مع الولايات
المتحدة. واوضح المسؤول التركي «ليس هناك اتفاق جديد مع الولايات المتحدة بخصوص
انجرليك»، في اشارة الى القاعدة الجوية الواقعة جنوب تركيا التي تريد الولايات
المتحدة استخدامها لشن ضربات جوية. واضاف ان «المفاوضات مستمرة» على اساس الشروط
التي وضعتها تركيا سابقا.
كما نقلت رويترز عن مصادر في مكتب رئيس الوزراء التركي أحمد داود اوغلو نفيها ان
تكون تركيا قد توصلت الى اتفاق جديد يسمح للولايات المتحدة باستخدام قاعدة انجيرليك
الجوية في حربها ضد داعش.
وقالت المصادر للصحافيين ان تركيا توصلت الى اتفاق مع الولايات المتحدة بشأن
تدريب قوات المعارضة السورية دون ان تذكر من سيدرب مقاتلي المعارضة وأين.
وجاءت هذه التصريحات بعد ان أعلنت مستشارة الامن القومي الأميركية سوزان رايس ان
تركيا وافقت على السماح لقوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة باستخدام
قواعدها للقيام بأنشطة داخل سورية والعراق وعلى تدريب قوات المعارضة السورية
المعتدلة.
ويستخدم سلاح الجو الاميركي منذ زمن طويل قاعدة انجرليك، حيث ينشر حوالي 1500 من
عناصره.
إلا أن الطائرات التي تشن غارات على مواقع التنظيم في سورية والعراق تنطلق حتى
الآن من قواعد الظفرة في الامارات العربية المتحدة وعلي السالم في الكويت والعديد
في قطر، حيث مركز العمليات الجوية الاميركي الذي يغطي 20 دولة في المنطقة.
كما تستخدم الولايات المتحدة قاعدة دييغو غارسيا وهي منطقة بريطانية في المحيط
الهندي لقاذفاتها بي52 وبي1 وبي2.
وشكر وزير الدفاع الاميركي تشاك هيغل تركيا خلال مكالمة هاتفية مع نظيره التركي
عصمت يلمظ «لاستعدادها للمساهمة في جهود الائتلاف» الدولي «ولا سيما بايوائها
وتدريبها عناصر من المعارضة السورية» بحسب المتحدث باسمه.
الى ذلك، يجتمع القادة العسكريون في 21 بلدا عضوا في التحالف الذي تقوده
الولايات المتحدة ضد تنظيم «الدولة الاسلامية» اليوم قرب واشنطن.
وسيعقد هذا الاجتماع الاستثنائي في قاعدة اندروز الجوية بضاحية واشنطن. وسيضم
ممثلين عن كل الشركاء الاوروبيين في التحالف بالاضافة الى خمس دول عربية تقوم بدور
نشط في الغارات الجوية ضد الدولة الاسلامية وهي البحرين والاردن وقطر والسعودية
والامارات.