كل الملفات اللبنانية تراوح مكانها لا بل “معقدة” في مكانها، حيث اللقاءات الحاصلة على أكثر من صعيد لم تؤدِّ الى ايجابيات، وبالتالي الحراك الحاصل ليس منتجاً، فالهدف في الاساس ليس ايجاد الحل، بل هو استباقي لأي حدث متوقع لا سيما على المستوى الأمني.
وقد كشفت مصادر وزارية متابعة لوكالة “أخبار اليوم”، أن الجولات التي يقوم بها النائب وليد جنبلاط وكان آخرها زيارة معراب امس، لا تتناول الملف الرئاسي فقط، حيث يبدو أنه تم تجاوزه، إذ الهدف الأساسي اليوم هو الملف الأمني الضاغط بشكل كبير جداً.
وإذ أكدت المصادر ان الملفين السياسي والأمني مترابطان، دعت للبحث في “موضوع العماد ميشال عون” لنجد حلاً.
وأوضحت أن عون يؤيد “حزب الله” في طريقة تعاطيه مع الأزمة السورية كل ذلك بهدف الوصول الى كرسي بعبدا، وقالت: بمجرد وصول عون الى رئاسة الجمهورية، فليس مستبعداً ان يعلن الحرب على “الحزب”، “تحت حجّة” تسليم سلاحه للدولة، قائلة: هذه هوايته وقد مارسها سابقاً، واستطردت للقول: لكن ذلك قد يدخل في متاهة كبرى لن نعرف كيف سنخرج منها.
وأضافت: لو لم يكن “حزب الله” خائفاً من هذا الموضوع لكان أيّد وصول عون الى الرئاسة.
وفي هذا الإطار، نوّهت المصادر بأداء الرئيس نبيه بري وهو يعرف كيف يحاذر الأمور أحياناً وكيف يساير احياناًأخرى من أجل الوصول الى مخارج توصل البلد الى برّ الأمان.
ولفتت الى أن بري يبقى صمّام الأمان لا سيما في ظل ما نسمعه في “خطابات طائشة” أكان من هذا الفريق او ذاك.
وأضافت: الرئيس بري، يتمتع برؤية أوسع وأشمل من باقي أطراف 8 آذار، قائلة: المشكلة ان ليس لدى جميع الأطراف هذا المستوى من التعاطي.
واشارت الى أن لدى بري قدرة على استيعاب الأمور، لا سيما من خلال حفاظه على ميثاقية الجلسات وضرورة ان تتمثل فيها كل المكوّنات، اذ ان لو الرئيس بري سمح بالتشريع بغياب اي من المكونات الاساسية لكانت ربما الجهة الغائبة عبرت عن غضبها في الشارع، وعندها من كان سيدري كيف ومتى ستنتهي الامور في ظل التوترات والانقسامات في المنطق، وبالتالي طريقة الرئيس بري انعكست ايجاباً على الشارع وحافظت على المجلس، قائلة: مَن ينجح في استيعاب الشارع ينجح في تنفيس الإحتقان.
الى ذلك أكدت المصادر ان صورة المشهد السياسي ما زالت غير واضحة المعالم حتى الآن، متوقعة ان تنقشع قريباً، لأن نقاط كثيرة تتبلور على الساحة الإقليمية والدولية ما ينعكس ايجاباً على الواقع الداخلي، ومن هنا، وقد يكون هناك أمل بايجاد الحلول.
وأشارت الى أن أكثر من جهة تسعى الى ايجاد مخرج للملف الرئاسي لكن الأمور ليست بيد أحد أكان البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي او الرئيس سعد الحريري.
واعتبرت المصادر انه في انتظار هذه المخارج لا حل إلا التمديد للمجلس النيابي، الذي بات أمراً واقعاً، لتجنّب الفراغ الحكومي، ما سيؤدي الى شلل تام في البلد.