لم تكن مداهمات الجيش اللبناني في الاسابيع الاخيرة حتى يومنا هذا لمخيمات اللاجئين السوريين في عرسال وبعض القرى البقاعية المنتشرة على الحدود السورية وليدة صدفة بل كان عملا استخبراتيا بامتياز مقصودا من قبل الاجهزة المعنية وبالتنسيق فيما بينها.
فالاسبوع الماضي وتحديدا بعد حادثة الاعتداء على آلية الجيش واستشهاد عنصرين منه في جرود عرسال، داهم الجيش وفق معلومات حصلت عليها الكلمة اونلاين خيم النازحين بعد معلومات عن وجود خلايا ارهابية في داخلها تخطط لعملية كبيرة، لتخرق الطوق الامني الذي يفرضه الجيش على المسلحين في جروده، ويومها اوقف الجيش نحو 250 شخصا معظمهم من المتنمين الى الجهات التكفيرية.
واليوم ووفق المصادر الامنية لموقعنا، وبعد ورود معلومات للجيش عن قيام مجموعة من داخل المخيمات بعملية ارهابية واسعة انطلاقا من مخيمات الجبالي والمصيدة غربي عرسال وصولا الى القارة وفليطا والجبة والنعمات حتى القاع لفتح منفذ للسلسلة الشرقية وتمكين المسلحين من الدخول الى عرسال وتأمين شريان حيوي لها داخل هذه المنطقة الا ان الجيش تمكن منذ الصباح من افشال هذا المخطط ومن مداهمة المخيمات المذكورة حيث القى القبض على نحو 200 شخص من بينهم قادة في جبهة النصرة وتنظيم داعش اضافة الى ضابط كبير منشق من الجيش السوري لتبلغ الحصيلة النهائية للموقوفين منذ اسبوع حتى اليوم 450.
ويعمل المسلحون وفق المعلومات الامنية ليل نهار على فتح ثغرة في الطوق الامني الذي يفرضه الجيش عليهم وحصرهم في جرود عرسال قبل الشتاء لان ذلك سيكلفهم الكثير من الخسائر نظرا للطبيعة المناخية والجغرافية التي تحيط بمنطقة الجرود. ومن هنا كانت الرسالة من قبل الارهابيين الى الدولة اللبنانية والتي حملتها رنا الفليطي زوجة الجندي المخطوف علي البزال، وهي كما تسميها الجماعة التكفيرية بالقضايا الانسانية كنقل الادوية والمواد الغذائية اضافة الى مواد التدفئة الى الجرود والتي كانت تنقل قبل ان يحكم الجيش السيطرة عن طريق منطقة الحصن.
الجيش استمر باتخاذ الخطوات الاحترازية تقول المصادر الامنية نفسها ومنها توقيف الدراجات النارية والسيارات المزورة الاوراق داخل المخيمات السورية وعمد الى تلفها عبر ملالاته وألياته العسكرية وهذا ما ظهر جليا عبر فيديوهات تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي.
هذه الاجراءات ضيقت الخناق كثيرا على المسلحين الذين وجدوا في عرسال ساحة لتصفية حساباتهم من خلال بعض المؤيدين لهم داخل البلدة والذين خرجوا اليوم في تظاهرة من امام مركز البلدية وهم يهتفون لداعش ويحملون رايات واعلام الدولة الاسلامية .