هكذا ستوزع مكرمة النصف مليار السعوديّة المخصّصة للجيش اللبناني

مطار رفيق الحريري الدولي – بيروت، تسليم دفعات متتالية من الاسلحة الاميركية الدفاعية والهجومية الخفيفة والمتوسطة في اطار الدعم الاميركي لجهود الجيش اللبناني في مكافحة الارهاب، بموجب اتفاقيات التعاون بين الطرفين. الاليزيه – باريس، وزير الدفاع السعودي يذلل جزءا من العقبات امام تسييل مكرمة الثلاثة مليارات. الرياض- السعودية، خط مفتوح بين الرئيسين بري والحريري للاسراع في تنفيذ هبة المليار للاجهزة العسكرية والامنية. ثلاث عواصم، هدف واحد وتشكيك واحد.
فحماس واشنطن على تسليح الجيش فتح شهية دول اوروبية وعربية على تسويق وعرض ما لديها من اسلحة وذخائر، مع فتح حساب في الولايات المتحدة من «هبة المليار» للصرف على السلاح النوعي المزمع شراؤه، حيث اعتبرت مصادر عسكرية ان الخمسمئة مليون دولار كافية لتامين حاجات الجيش في حربه الحالية،كاشفة ان الولايات المتحدة الاميركية «خففت» من حظرها المفروض على السلاح للبنان باعتباره جزءا من محورها ضد الارهاب، لافتة الى ان شراء السلاح سيتم من بلدان عدة في مقدمتها الولايات المتحدة الاميركية والمانيا وفرنسا.
فعلى صعيد الهبة الاميركية اكدت مصادر عسكرية معنية ان المعدات التي وصلت على دفعتين من رشاشات ومدافع هاون وصواريخ مضادة للدروع هي بالتحديد ما تحتاجه الوحدات الخاصة المشاركة في العمليات العسكرية التي تشهدها عرسال، كونها تستعمل في وقف تقدم المشاة، فضلا عن ان صواريخ AT4 المضادة للمدرعات ضرورية لايقاف اي تقدم مدرع للمسلحين، بعدما بينت التقارير الاستخباراتية وجود عدد من الدبابات والمدرعات لديهم، في حال تم نشرها بكثافة على مختلف المحاور من دون الحاجة الى ترتيبات معقدة، متابعة بان الاسلحة ادخلت الخدمة على جبهة عرسال، مضيفة الى ان المناظير الليلية متوافرة بكمية لا باس بها، مع تأكيد التقارير الاميركية ان الجيش اللبناني تسلم على سبيل المساعدة اكبر كمية من المناظير الليلية نسبة الى عديده، مشيرة الى ان الايام المقبلة ستشهد وصول كميات من الذخائر من الرصاص الخاص برشاشات «الام 4» كذلك قذائف مدفعية من عيار 155ذات حشوات مخصصة لحروب التلال والمغاور والخنادق، بعدما كان تسلم عددا من مدافع الهاوتزر من عيار 155 ملم وناقلات جند من طراز ام 113 معدلة الهيكل كان يستخدمها الجيش الاميركي في عمليات التدريب، فضلا عن مئات آليات الهامفي والشاحنات و12 طائرة من دون طيار وطوافات وطائرتي سيسنا ومراكب خفيفة فضلا عن آلاف رشاشات الام 4 أ1 مع ملايين الطلقات.
واوضحت المصادر ان الولايات المتحدة ستحظى بحصة لا باس بها من النصف مليار، لتمويل عملية شراء سلاح نوعي يتضمن طائرتي سيسنا وصواريخ «هيل فاير»، وطائرات اسناد بري مختصة بالمواجهات المباشرة في طبيعة تشبه جرود لبنان الشرقية، اثبتت نجاحها في افغانستان مزودة بصواريخ وتصل سرعتها الى 500 ميل في الساعة، كذلك مدفعية متطورة، علما ان ما تسلمه الجيش حتى الساعة لا يدخل في اطار الصفقة الجاري تحضيرها، والتي سلكت طريقها الى التنفيذ اذ لن يستغرق تسليمها اكثر من 30 يوما، بل هو من ضمن البروتوكول الموقع بين بيروت وواشنطن .
اما في الرياض فعلم ان الرئيس الحريري بانتظار اللوائح النهائية من الجيش، قبل ان يقوم بجولة على عدد من دول اوروبا الشرقية سابقا، حيث تقرر ان يصرف جزء من المساعدة في شراء اسلحة من هذه الدول، وصولا الى موسكو التي قررت الافراج عن «مساعدتها» الموعودة بعد توفر الاموال، ست طائرات مروحية هجومية مزودة بصواريخ هجومية واجهزة رؤية ليلية من طراز MI 24 ، و77 دبابة ت72أ مزودة بمدفع من عيار 125 ملم واجهزة رؤية ليلية، سيعاد تجديدها، فضلا عن مليون طلقة و37000 قذيفة مدفعية من عيارات مختلفة،مقابل مبلغ رمزي ووعد بحصة وازنة من المبلغ المخصص للاجهزة الامنية، غير ان مصادر مطلعة شككت في امكانية تزويد لبنان بسلاح روسي، نظرا الى التعقيدات الكثيرة التي تتعلق بآلية الحصول على هذه المساعدات، مرتبطة بطبيعة وحساسية الظروف التي تحيط بالازمة اللبنانية.
وفيما اكدت مصادر مطلعة ان الرئيس نبيه بري على تنسيق يومي مع الرئيس الحريري حول مسألة تأمين السلاح، اشارت الى ان الجهات المعنية تبلغت رسائل من الاردن، التي قدمت دبابات «ام 60- أ 1» مع الذخائر العائدة لها، ومصر والامارات، التي قدمت عددا من طوافات البوما والغازيل والدروع وذخائر للاسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة، والكويت وقطر والمانيا، التي سلمت القوات البحرية عددا من المراكب متوسطة الحجم والسريعة فضلا عن معدات مختصة في حماية الحدود، واعدة بتأمين اسلحة رشاشة متطورة وصواريخ مضادة للمدرعات، وايطاليا وبلجيكا، اللتين أمنتا ناقلات جند مدرعة مزودة بمدافع من عيار 20 ملم، وبريطانيا التي قدمت قوارب بحرية وسيارات رباعية الدفع وابراج مراقبة حدودية، مقدمة معونة عاجلة لتحصين المواقع العسكرية في جرود عرسال، عرضت كلها المساهمة في تامين الحاجات الضرورية وتفعيل وتسريع دورات التدريب.
يشار الى ان تعديلا طرأ في بيروت قضى باقتطاع مبلغ من حصة المديريتين العامتين للامن العام والامن الداخلي لصالح وزارة العدل بناء على طلب الوزير المختص.
وفي انتظار ما سيحصل عليه لبنان من المساعدات، باعتباره الحلقة الاضعف في سلسلة دول التحالف وكونه اكثر البلدان تضررا من الحرب ضد الارهاب، اتجهت الانظار مجددا، وفي ظل تعثر المليارات الثلاثة بين الرياض وباريس، اطلقت الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، من مدينة «جوان لي بان» جنوب فرنسا، في موازاة الهبات الدولية المقدمة للمؤسسة العسكرية وأجهزة الامن اللبنانية لدعمها بالسلاح والعتاد في مواجهة الارهاب لا سيما السعودية، مؤتمرا خاصا لجمع تبرعات لصندوق خاص لدعم الجيش اللبناني، تمكنت خلاله من جمع مبلغ مليوني دولار كخطوة اولى تقرر وضعها مباشرة تحت تصرف القيادة، على ان يستكمل التمويل من خلال جولة يقوم بها وفد من اركان الجامعة على دول الانتشار اللبناني، في ضوء عزم الجامعة على عقد مؤتمرات مماثلة في عدد من بلدان الاغتراب من اجل تشجيع الجاليات اللبنانية على تقديم التبرعات والعون المادي لجمع المبلغ المتبقي لتحقيق هدف المليار دولار كحد ادنى، علما ان اكثر من 17 مليون لبناني منتشرون في دول العالم .