من تحذيرات الناظر الخاص بتنفيذ القرار1559 تيري رود لارسن خلال الجلسة المغلقة التي عقدت قبل يومين في نيويورك حيث عرض تقريره، يبدو القلق الدولي البالغ على استقرار لبنان، المهم جدا للمنطقة وللمجتمع الدولي، والذي يدفع ثمنا باهظا على حدوده نتيجة الصراع الشرق الاوسطي المستمر، جليا، مع اقتراب حلقات التصعيد في الداخل وعلى طول الحدود من الشمال الى الجنوب، ليكمل المشهدان السياسي والامني رسم صورة مسلسل الانهيارات المتتالية، بعدما ثقبت مظلة الاستقرار وباتت الانفجارات على انواعها متوقعة في أي لحظة.
ففيما الاهتمام الدولي واللبناني منصب على الوضع الميداني لانتشار المجموعات المسلحة على طول الحدود الشرقية، وتطلع الاوساط الدولية الى موقف لبنان من التحالف ضد الارهاب، وسط تركيز الجهود الدولية لاسيما منها الأميركية على دعم لبنان والجيش لتقليص حجم الإرهاب الذي تمثله «داعش» و«جبهة النصرة»،
التطورات الميدانية على الحدود اللبنانية الجنوبية والجنوبية الشرقية، تحسبا لاي تسلل للمسلحين السوريين الى الداخل اللبناني، اعتبر وزير الدفاع الاسرائيلي موشي يعالون ان «حزب الله» يحاول ترسيخ معادلة ردع جديدة على الحدود السورية واللبنانية ويقوم بالرد على كل خطوة عسكرية ينسبها الى اسرائيل، محذرا من تدفيع لبنان ثمنا باهظا في حال قرر حزب الله التصعيد، وأراد تثبيت معادلة ردع جديدة على الحدود. غير ان اللافت في كلامه اقراره بتقديم جيشه المساعدة لمسلحي المعارضة السورية في الجولان، واصفاً «جبهة النصرة» «بـالتيار الأكثر اعتدالاً في تنظيم القاعدة»، معترفا بسوء تقدير حجم «ثقة حزب الله بنفسه».
خطأ ذهب في توضيحه اكثر اللواء عاموس يدلين، رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية السابق والرئيس الحالي لمركز أبحاث الامن القومي، محذرا من وقوع الاستخبارات الاسرائيلية ضحية الحسابات المغلوطة في ما يتعلق بالأحداث والعمليات التي تطلق عليها تسمية «أحداث موضعية»، داعيا إلى ضرورة العمل على تجنب التقديرات القاطعة، وتحديداً تجاه حزب الله، لأن ثمن الخطأ في الساحة اللبنانية، كلفته اغلى بكثير من الساحات الاخرى، متحدثا عن قصور لدى الاستخبارات الإسرائيلية في فهم آلية اتخاذ القرار في الحزب ومنطقه ورؤيته، ما سمح له بمفاجأة تل ابيب، اكثر من مرة سواء في أصل الفعل والرد، أو في التوقيت والاسلوب .
غير ان التهديدات الاسرائيلية، المدعومة بتحركات ميدانية وتعزيز المواقع العسكرية ورفع المزيد من الأعمدة المزودة باجهزة تجسس وكاميرات مراقبة وتنصت موجهة نحو الاراضي اللبنانية، قابلها بحسب مصادر ميدانية، استنفار وجهوزية تامة في صفوف الجيش وحزب الله ورفع في درجة التنسيق مع القوات الدولية، كاشفة ان المقاومة بكل فصائلها من حزب وحركة أمل، من رصد ومراقبة للتحركات في المستعمرات والمواقع العسكرية المحاذية للحدود، وتنفيذ كمائن ليلية في مناطق جنوب وشمال الليطاني خصوصا في الاودية القريبة من النهر وصولا الى البحر، تحسبا لعمليات انزال اسرائيلية، على غرار ما جرى في فترات سابقة، وتعويضا عن النقص و«الانكشاف» التي تسببت به عملية الانتشار الذي نفذها الجيش نتيجة التطورات على الحدود الشرقية.
توازيا عزز الجيش اللبناني من انتشاره على طول الحدود القريبة من مرتفعات جبل الشيخ والجولان، حيث أوضحت مصادر عسكرية ان الجيش استقدم تعزيزات اضافية الى تلك المنطقة لدعم مراكزه، عاملا على ضبط المنطقة الممتدة من بيت جن السورية مرورا بالممرات والاودية المؤدية الى بلدة شبعا، مشيرة الى انه منذ اكثر من شهرين لم يدخل الى بلدة شبعا اي نازح سوري تنفيذا لقرار اهلها وفاعلياتها، بعدما لم تعد تتسع المنازل للنازحين الذي فاق عددهم الـ 5 الاف في البلدة ومحيطها، كاشفة عن نجاح الطرف اللبناني في احباط اكثر من عملية تسلل، كما نجحت الاجهزة الامنية في توقيف عدد من الخلايا العاملة في مجال تهريب الاسلحة، ابرزها احباط عملية شراء اسلحة كان يقوم بها سوري يدعى احمد محمد خميس في عين جرفا – حاصبيا لصالح جبهة النصرة، وثبت ذلك من خلال رسائل نصية على هاتفه الذي اجرى منه اتصالات بجبهة النصرة خارج لبنان تمهيدا لشرائه الاسلحة ودفع ثمنها، مؤكدة ان هذا الامر يثبت اليقظة والتنبه والرصد الدائم، فيما بدا لافتا تفعيل المخابرات الاسرائيلية لخلاياها الاستخباراتية في تلك المنطقة.
تعيش اسرائيل هذه الايام ازمة حقيقية، مردها النقاش حول سؤال كبير مطروح على طاولة النقاش،هل ثقة حزب الله بنفسه أعلى مما قدّرته الاستخبارات؟ الجميع يدرك ان هامش الحزب بالرد على اي اعتداء كبير ، نتيجة الخبرات المتراكمة والتي زادتها مشاركته في الحرب السورية، رغم ان عملياته لا تزال، حتى الآن، تقتصر على التسلل وزرع عبوات، مع أن لديه القدرة على اللجوء إلى أساليب أخرى.
فهل قررت اسرائيل تغيير قواعد اللعب بدورها من خلال دعم «الميليشيات الاسلامية « ووضعها في مواجهة الحزب على الارض ؟ للعلم فان التقارير الاستخباراتية اللبنانية تتحدث عن تسريب «مدروس « في الكم والنوع للمسلحين الى منطقة شبعا ومحيطها، ما يعني ضبطا صارما من قبل اسرائيل لتلك العملية، ما يعني عمليا علاقة تعاون مشروطة بتحقيق مصلحة اسرائيل الامنية، مقابل «المعونة « التي يتلقوها منها.
تعميم المركزي يخفض سعر صرف الدولار؟
بعد أن اصدر مصرف لبنان تعميماً جديداً يلزم المصارف بالحصول على موافقة مسبقة منه قبل فتح اعتمادات او دفع فواتير...