ذكرت مصادر عدة أن مجلس الأمن القومي الأميركي كثف اجتماعاته داخل وخارج البيت الأبيض بشان سوريا، وبعد إقرار ضمني بأن الاستراتيجية الجوية تفشل في سوريا وان استكمالها بهذا المسار سيعني القضاء على المعارضة المعتدلة في الشمال، وتصدع التحالف بسبب عدم تعاملها مع ما يراه الكثيرون جوهر المشكلة: الرئيس السوري بشار الأسد.
وتقول المصادر إن “هناك مخاوف متزايدة داخل البيت الأبيض من تفكك التحالف في حال عدم تصعيد التحرك في سوريا باتجاه تقوية المعارضة المعتدلة سريعاً والخروج باستراتيجية ضد الأسد”.
ومن بين الأفكار المطروحة والتي سيبحثها نائب الرئيس جوزيف بايدن في تركيا هذا الأسبوع إقامة منطقة عازلة في الشمال لإنقاذ “كتائب الجيش الحر” من زحف “جبهة النصرة”، وتفادي سقوط ريف حلب المعقل الأخير للمعارضة المعتدلة في الشمال بتعريفها التقليدي.
وكانت تركيا طالبت بهكذا منطقة منذ ستة أشهر. وحاولت واشنطن شراء الوقت في سوريا والتركيز على العراق قبل التحرك جدياً هناك، وهو ما بدأ يتغير اليوم بسبب الانتكاسات على مستوى المعارضة المعتدلة وعدم كفاية الضربات الجوية.
ونقلت صحيفة “واشنطن بوست” ان القيادة العسكرية الأميركية ستسرع برنامج تدريب وتجهيز المعارضة المعتدلة العسكرية وبالتعاون مع تركيا والسعودية، كما تدرس واشنطن إقامة معسكرات تدريبية خاصة يشرف عليها البنتاغون. ومن الخيارات المطروحة تأمين غطاء جوي لهذه القوة فور دخولها الى سوريا في فترة 8-12 شهراً (الربيع المقبل) وضرب أي جهة تتعرض لها بمن في ذلك قوات النظام السوري.
وحذر وزير خارجية قطر في مقابلة مع “وول ستريت جورنال” اليوم ان عدم التعاطي مع مشكلة الأسد قد يؤدي الى “تصدع” التحالف، مؤكداً انه يجب التعامل مع هذا الأمر في “المدى القصير” وكون الصورة عن الحملة اليوم ومسارها في سوريا يؤجج الانقسام السني- الشيعي ويفيد “داعش“.