يبدو جلياً ان مساحة التفاؤل التي أُشيعت في الآونة الأخيرة على ضوء بروز بعض المعطيات الاقليمية والمحلية بما معناه هنالك اجواء قد تُفضي الى انتخاب رئيس للجمهورية خلال الشهرين المقبلين، قد تبخّرت لا بل أن حالة التشاؤم هي السائدة في هذه المرحلة لجملة معطيات واجواء لا تبشّر بالخير اذ بداية تكشف اوساط سياسية مطّلعة بعد جولة استطلاعية في بعض عواصم دول القرار قامت بها شخصيات لبنانية وعادت بخفّي حنين حيث قيل لهم ان لبنان ليس أولوية لدى دول القرار والمحور الاقليمي، فالاهتمامات الآن تنصب على العراق وترتيب مآل حكومة الوحدة الوطنية وبالتالي استرجاع المدن والبلدات التي سيطرت عليها «داعش» وذلك يحتاج الى وقت طويل خصوصاً لم يحصل اجماع حتى الآن من قبل دول القرار بالتوافق على توجيه ضربة عسكرية لـ«داعش» على غرار ما حصل مع صدام حسين.
وفي حين ان الحرب في سوريا تضيف الاوساط آخذة الى مزيد من الاشتعال ويلاحظ تكثيف سير العمليات الميدانية ومن ثم دخول اسرائيل على الخط عبر قصفها لبعض المواقع السورية مما يعني اعادة خلط الأوراق اقليمياً ومن الطبيعي ان الساحة اللبنانية الهشّة الأكثر عرضة لتلقّف ما يجري في سوريا والعراق.
وتؤكد الاوساط ان لبنان أضحى في قلب المعركة بعد ما جرى في عرسال والتداعيات المستمرة لتلك الاحداث وحيث تؤكد الاوساط ان الساحة المحلية وخلافا لكل التصاريح والمواقف والتحليلات والتنظيرات غير ممسوكة والاحتمالات واردة لأي تفجيرات وإشكالات خصوصاً وأن الانقسام السياسي يتفاقم وانتخاب رئيس للجمهورية في علم الغيب ولهذه الغاية سيبقى البلد دون رئيس الى حين حصول التسوية الاقليمية والتي يبدو أنها لم تُقلّع الى الآن بفعل ما يحصل في العراق وسـوريا وأيضاً الخـلافات حول الملف اللبناني كثيرة عبر تشابك المصالح الاقليمية.
من هنا، تفيد المعلومات وفق تقارير دبلوماسية عربية وغربية بأن أمام لبنان مخاض عسير وذلك ليس للتخويف وإنما حقيقة راسخة باعتبار البلد يعشعش بالارهابيين والتكفيريين والاصوليين والسلاح منتشر بكثرة والجرائم تتفاعل وتتكاثر والحالة السياسية هي الأسوأ وباتت أم المهازل دون الاكتراث حيال ما يجري من مخاطر محدقة بالبلد، وان المجتمع الدولي والمحور الاقليمي غائبان عن السمع والنظر في ظل الاحداث التي تجري في العراق وسوريا وصولاً الى اوكرانيا حيث ايضاً هنالك اهتمام أميركي وغربي بالأزمة الأوكرانية وتُعتبر ايضاً أولوية لدى المجتمع الدولي والغربي على وجه الخصوص في ظل المصالح الاستراتيجية والاقتصادية أوروبياً ما يعني أن لبنان يعيش حالة ترقّب ووقت ضائع وأمام هذه الأجواء كل الاحتمالات تبقى واردة سياسياً وأمنياً.
وجدي العريضي