كثف تنظيم الدولة الإسلامية قصفه معبر مرشد بينار الحدودي في مدينة عين العرب (كوباني) شمالي سوريا، لكنه لم يحرز تقدما في أحدث هجوم له. من جهتها، تعتزم قوات البشمركة الكردية العراقية التي دخلت المدينة إنشاء غرفة عمليات مشتركة لإسناد المقاتلين الأكراد السوريين.
وقالت المعلومات إن هدوءا ساد في مدينة عين العرب ، مشيرا إلى تحليق طائرات التحالف الطائرات التي قصفت موقعا مفترضا لتنظيم الدولة في محيط المركز الثقافي جنوب شرقي المدينة (150 كيلومترا شمال شرقي حلب).وأضافت أن مقاتلي التنظيم شنوا هجوما شمال شرقي المدينة باتجاه معبر مرشد بينار الحدودي الذي يقع شمالي المدينة، لكنهم لم يحرزوا تقدما، مما أبقى الخارطة العسكرية على حالها.
وفي الهجوم الجديد، فجر مقاتل من تنظيم الدولة سيارة ملغمة عند مقر لـوحدات حماية الشعب الكردية بالقرب من الفرن الآلي (شمالي المدينة).
كما أفادت المعلومات بأن وتيرة قصف تنظيم الدولة المدفعي لمحيط معبر مرشد بينار انخفضت في الأيام العشرة الماضية بسبب غارات التحالف الدولي.واستهدف التنظيم حي الجمرك (شمالي المدينة) بقذائف الهاون والأسلحة الرشاشة الثقيلة.ورغم هذا القصف، تمكنت طلائع قوات البشمركة التي أُرسلت من إقليم كردستان العراق من دخول المدينة بمساندة طيران التحالف الدولي.ووفقا لما تردد فإن وحدات البشمركة ستنشئ غرفة عمليات مشتركة مع الفصائل الكردية والمجموعات التابعة للجيش السوري الحر في عين العرب.
القيادة المركزية الأميركية لفتت الى أن «الجيش الاميركي واصل استهداف «داعش» بأربع غارات جوية قرب بلدة كوباني السورية»، مبينة أن «الغارات الاربع أوقعت أضرارا بأربعة مواقع قتالية وأحد المباني التي يستخدمها التنظيم».وأشارت القيادة في بيان الى أن «أربع ضربات جوية قادتها الولايات المتحدة استهدفت تنظيم داعش في العراق».
الى ذلك وصل وزير الدفاع العراقي، خالد العبيدي، الجمعة، إلى قاعدة عين الأسد الجوية في محافظة الأنبار، وتفقّد القطعات البرية للجيش في المناطق الغربية بمنطقة البغدادي، وبرفقته عدد كبير من القادة الميدانيين. وذكر بيان للوزارة أن العبيدي التقى عددا من الوجهاء وشيوخ العشائر وقوات الحشد الشعبي هناك، وناقش معهم الوضع الراهن في مدينة هيت، واطلع على الخطط العسكرية الموضوع لغرض تطهير هذه المدينة.
وقال المستشار الإعلامي لوزارة الدفاع، إن الوزير نقل للحاضرين رسالة من القائد العام للقوات المسلحة حثّهم فيها على الصمود ومواصلة مقاتلة الإرهابيين واستثمار الانتصارات المتحققة للقوات المسلحة، مثلما أصدر توجيهاته للقادة الميدانيين في قاطع عمليات الجزيرة والبادية في البدء بتنفيذ عمليات تعرّضية ضد عصابات داعش الإرهابية.وأضاف المستشار العسكري أن الوزير العبيدي وبعد وصول معلومات استخباراتية دقيقة عن رتل للدواعش يتحرك ضمن قاطع العمليات، أشرف مع طيران الجيش على توجيه ضربة جوية أسفرت عن تدمير 10 عجلات وقتل الإرهابيين الموجودين فيها.
في غضون ذلك تسرب الخلاف بين الإدارة الأميركية ووزارة الدفاع «البنتاغون» بشأن ما يجري في سوريا، وبدا واضحاً أن العسكريين في واشنطن لا يتفقون مع البيت الأبيض حيال ما يجري في سوريا، وخاصة عدم وجود أية نوايا أو خطط حتى الآن لدى إدارة أوباما لإسقاط النظام السوري أو شنّ هجمات ضد قواته على غرار تلك التي يتعرض لها تنظيم «داعش».
وانتقد وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل بشدة السياسة الأميركية في سوريا، وقال في مذكرة رسمية إن على الولايات المتحدة أن توضح موقفها ونواياها تجاه النظام السوري الذي يقوده بشار الأسد.
وبعث هيغل بمذكرته إلى مستشارة الرئيس الأميركي باراك أوباما لشؤون الأمن القومي سوزان رايس الأسبوع الماضي، بحسب ما كشف مسؤول عسكري لصحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية.وبحسب المذكرة فإن «السياسة تجاه سوريا تواجه خطر الانهيار»، بسبب التضارب في المواقف الأميركية تجاه نظام الأسد.
ويصب بعض الأعضاء في الكونغرس الأميركي، إلى جانب محللين ومتقاعدين عسكريين ونشطاء في المعارضة السورية سيلاً من الانتقادات لسياسات الرئيس باراك أوباما تجاه سوريا، متهمين الإدارة الأميركية بأنها تدعم نظام الأسد من خلال الضربات الجوية التي تستهدف تنظيم «داعش» وحده دون النظام، مع عدم وجود أي مؤشرات على أي استهداف للنظام وقواته. ووصف الباحث في الشؤون الدولية أنتوني كوردسمان، والذي يقدم النصح والمشورة للبنتاغون بين الحين والآخر، وصف السياسة الأميركية في سوريا بأنها تمثل «فوضى استراتيجية»، في مؤشر على ضبابية الموقف الأميركي وعدم وضوحه.
سياسيا أكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أن «هناك ضرورة لوجود قوات على الأرض لمحاربة «داعش»، مشيرا الى أن «فرنسا ستواصل دعمها للجيش السوري الحر».وطالب هولاند خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، المجتمع الدولي «بحشد قوته لمواجهة خطر داعش»، لافتاً الى أن «منطقة حلب هي المنطقة الأساسية بالنسبة لقوى التحالف.
من جهته نفى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الفرنسي فرانسوا هولاند، تقديم «تركيا أي دعم لتنظيم الدولة الاسلامية «داعش».وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن بلاده مستعدة لمساعدة السنة بالعراق على مواجهةتنظيم الدولة الإسلامية وطالب التحالف الدولي بتوسيع عملياته في سوريا لتشمل مناطق أخرى غير عين العرب (كوباني) على الحدود مع تركيا. وقال إن الجيش العراقي غير قادر حتى الآن على التحرك الناجع ضد تنظيم الدولة وتخلى عن الموصل وتركها بيد التنظيم. وأكد أن بلاده مستعدة لتدريب السنة في العراق ومدهم بالمعدات لمساعدتهم على دحر تنظيم الدولة الإسلامية.
في السياق قال أردوغان إن التحالف الدولي يركز أكثر من اللازم على مدينة عين العرب السورية القريبة من الحدود التركية وطالبه بتوسيع تحركاته لتشمل مناطق أخرى.
وتساءل لماذا التركيز على عن العرب دون مدن أخرى مثل إدلب أو حماة أو حمص، بينما تخضع 40% من الأراضي العراقية لسيطرة الدولة الإسلامية» ووصف الاتهامات لبلاده بدعم تنظيم الدولة بأنه ظلم وإجحاف، وقال إن بلاده استقبلت 200 ألف لاجئ فروا إليها من كوباني.
رئيس الجمهورية فؤاد معصوم أكد على أهمية مواصلة بذل الجهود من قبل الجميع للوصول إلى اتفاق يفضي إلى حل المشاكل بين حكومتي بغداد واربيل بشكل إيجابي من الاتحاد الوطني الكردستاني برئاسة نائب الامين العام للاتحاد كوسرت رسول، مشيرةً الى انه جرى التأكيد على اهمية مواصلة بذل الجهود من قبل الجميع من أجل الوصول الى الاتفاق وحل المشاكل بشكل ايجابي بين الحكومة الاتحادية وإقليم كردستان.
وشدد معصوم، وفقا للبيان، على ضرورة الالتزام بالعمل بمساواة بين مختلف المكونات والأطراف وبما يعزز الوحدة الوطنية، لافتا إلى أن هذا المنهج هو ذاته الذي كان الرئيس مام جلال يحرص على الالتزام به خلال فترة رئاسته الجمهورية. وأشاد بالدعم والإسناد الذي يقدمه الاتحاد الوطني وعموم قوى الشعب من اجل تعزيز جهود رئاسة الجمهورية، في العمل على الالتزام بالدستور وتطوير العملية السياسية ومواجهة المشاكل التي تعترضها، وكذلك مراعاة تطبيق الاتفاقات بين مختلف الأطراف وبما يسهم في تحقيق الاستقرار السياسي ويساعد على الاستقرار الأمني.
مكتب وزير الخارجية العراقية إبراهيم الجعفري أفاد في بيان أنه «بحث مع وزير الدفاع خالد العبيدي عملية التنسيق مع الجهود الدولية لتقديم الدعم الجوي وتدريب وتجهيز القوات العراقية بالمعدات والأسلحة المتطورة»، مشيرا إلى «مستجدات الوضع الأمني والسياسي والخطط العسكرية اللازمة للقضاء على عصابات «داعش» الإرهابية».
الى ذلك حذّر المرجع الشيعي علي السيستاني المجموعات المسلحة التي تقاتل إلى جانب القوات العراقية -والمؤلفة في أغلبيتها من الشيعة- من الإساءة إلى «الأبرياء» في المناطق ذات الأغلبية السنية بعد استعادتها من تنظيم الدولة الإسلامية. وتوجّه ممثل السيستاني الشيخ عبد المهدي الكربلائي في خطبة الجمعة بصحن الإمام الحسين رضي الله عنه في مدينة كربلاء، بالقول إلى عناصر هذه المجموعات «المطلوب منكم أيها المقاتلون الأبطال والمتطوعون أن تمسكوا الأرض التي طهرت من دنس الإرهابيين الغرباء وتتعاونوا مع أبناء المناطق التي يسيطر عليها الإرهابيون لتطهيرها منهم».وأضاف «عليكم الحفاظ على أرواح المواطنين الأبرياء وحفظ أرواحهم وممتلكاتهم مهما كانت انتماءاتهم المذهبية، فإنها أمانة في أعناقكم وأشعروهم بالأمن. حذار حذار أن تمتد يد إلى شيء من ممتلكاتهم أو تصيب أحدا منهم بسوء، فإنه حرام حرام».وطالب الكربلائي الحكومة العراقية بتقديم الدعم والإسناد إلى العشائر العراقية التي تقاتل «الإرهابيين».
على صعيد آخر اتهمت منظمة العفو الدولية في 14 تشرين الأول هذه المجموعات المقاتلة إلى جانب القوات العراقية، بارتكاب «جرائم حرب» ضد السُّنة، وأكدت أن هؤلاء يتعرضون إلى «إعدامات عشوائية» وعمليات خطف، مشيرة إلى أن هذه المجموعات تستخدم الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية كحجة لشن هجمات «انتقامية» ضد السُّنة.
وجه قائد جبهة ثوار سوريا، وهو جمال معروف، انتقادات لاذعة لجبهة النصرة وقائدها «الجولاني»، وقال إنها توالي تنظيم داعش، وأعمالها تخدم النظام السوري.وقال جمال معروف، في فيديو منشور على الإنترنت، موجهاً حديثه للجولاني: «أتحداك أن تظهر على حقيقتك، نحن ندافع عن قضية ندافع عن سوريا، أما أنت يا معمم فقد خرجت من أجل إيران وغايات شخصية».وتساءل معروف: «لماذا تقاتلوننا.. اذهبوا وقاتلوا النظام، اذهبوا واثبتوا على جبهات مورك.. حلب وواد الضيف تسقط، وأنتم تحاصرون جبل الزاوية.. جبل الزاوية محرر من بدية الثورة، يا بغدادي يا داعشي».
على صعيد آخر كشفت السلطات السويسرية عن «قيامها باحباط هجمات كان تنظيم «داعش» يخطط لشنها في أوروبا، حيث ذكر الادعاء العام السويسري في بيرن أنه تم القبض على ثلاثة عراقيين للاشتباه بدعمهم لداعش والإعداد لهجمات تفجيرية»، فيما لم تعلن السلطات تفاصيل عن تلك الخطط».
في الاثناء أفاد تقرير للأمم المتحدة نشرته صحيفة «غارديان» البريطانية، اليوم الجمعة، أن نحو 15 ألف أجنبي من 80 بلداً توجهوا إلى سوريا والعراق خلال السنوات الماضية للقتال في صفوف تنظيمات مثل «داعش». ويعزو التقرير الذي نشرت الصحيفة مقتطفات منه هذا العدد المرتفع إلى تراجع تنظيم القاعدة، لكنه يقول إن «نواة» التيار المتطرف لا تزال ضعيفة.
وأضاف التقرير الذي أعدته لجنة مراقبة نشاط القاعدة في مجلس الأمن الدولي أنه «منذ 2010» بات عدد الجهاديين الأجانب في سوريا والعراق «يزيد بعدة مرات عن عدد المقاتلين الأجانب الذين تم إحصاؤهم بين 1990 و2010، وهم في ازدياد».وقال: «هناك أمثلة على مقاتلين إرهابيين أجانب جاؤوا من فرنسا وروسيا وبريطانيا» وفي الإجمال من 80 بلداً بعض منها «لم يعرف في السابق مشكلات على صلة بالقاعدة».
ويؤكد التقرير أن أنشطة التنظيمات الجهادية، مثل «داعش» تتركز بشكل خاص في الدول التي تنشط فيها، حيث إن «الهجمات الكبيرة (ضد أهداف) عبر الحدود أو أهداف دولية تبقى قليلة».ويركز التقرير مع ذلك على الخطر الذي يمثله هؤلاء المقاتلون لدى عودتهم إلى بلدهم الأصلي، وهو تهديد دفع العديد من البلدان مثل بريطانيا أو فرنسا إلى اتخاذ تدابير للكشف عنهم ومنعهم من التوجه إلى سوريا والعراق.وتؤكد اللجنة التابعة لمجلس الأمن الدولي كذلك حسب تقرير «غارديان»، على فعالية وسائل التجنيد «الموجهة للجميع» التي يلجأ إليها تنظيم «داعش» مستفيداً من شبكات التواصل الاجتماعي في حين أن المنشورات العقائدية للقاعدة لم تعد تجذب المقاتلين.
الصدر: نوافق على الحوار إذا كان علنيًا ولتشكيل حكومة بعيدة عن التبعية والتدخلات الخارجية
أعلن زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر، عن موافقته على المشاركة في الحوار مع جميع الجهات في البلاد ولكن...