اعتبر
وزير العدل اللبناني اللواء أشرف ريفي أنه ضد أي مقايضة تمس بهيبة الدولة
اللبنانية في موضوع المخطوفين العسكريين اثر معارك عرسال بين الجيش اللبناني
والمنظمات السورية المسلحة في مقابل الإفراج عن سجناء متشددين في سجن رومية وقال
ان الأمور ممكن ان تُحل بطريقة أخرى تحافظ على هيبة الدولة. وقال أن عدد العسكريين
المختطفين من قوى الأمن الداخلي هو 15 عنصراً و 20 من الجيش اللبناني.
وحول المفاوضات واطلاق النار على هيئة العالماء المسلمين قال: “كنا في الحقيقة امام خيارين اما ان نختار خلية مخابرات لتفاوض وطرحت، واما ان نختار اشخاصا مدنيين ونفاوض، وكان الخيار عند الدولة اللبنانية. نحن كدولة لبنانية لن نفاوض مباشرة ولتكن مفاوضات غير مباشرة ووقع الخيار على هيئة العلماء المسلمين وطلبت منهم، ولعبوا هذا الدور الذي اوجه لهم تحية عليه وعلى ما قاموا به واقول لهم ولمن اصيب منهم الحمد الله على السلامة”.
وعن الجهة التي اطلقت النار على الشيخ سالم الرافعي، أشار الى أن “هناك تحقيقات عند الجيش اللبناني وعند مخابراة الجيش، وقوى الامن الداخلي هي من تحدد الجهة التي اطلقت النار على الشيخ الرافعي، ومن مصلحتنا التكتم على بعض المعلومات الخاصة بهذا الملف الى ان ينتهي ملف الاسرى”. واستبعد ان “يكون الجيش هو من اطلق النار على الشيخ الرافعي”، مضيفا “هو يعرف من اطلق النار عليه وبرأيي الشخصي ان المسلحين هم من اطلقوا النار وانا لست في جو التفاصيل الكاملة لما حصل”.
ورداً على سؤال الإعلامي مارسيل غانم في برنامج كلام الناس قال اللواء ريفي: دفعنا
الثمن الأقل في عرسال وما حصل هناك هو انتصار ولكنه ليس انتصاراً مطلقاً فأخرجنا
المسلحين من لبنان ولكنهم مازالوا “تحت الشباك”. واعتبر ان الحكومة
اللبنانية أخطأت بعدم انشاء مخيمات للنازحين السوريين في لبنان. وقال أن النظام
السوري هو من يقف وراء حساب “أحرار السنة في بعلبك” وليس حزب الله وفي
ذلك دلائل عدة.
وفي الملف اللبناني قال الوزير أشرف ريفي أن العماد ميشال عون لا يرى “أبعد من
منخاره” حين يطلب انتخاب رئيس الجمهورية مباشرة من الشعب فهو بالتالي يفكر
بطريقة آنية شخصية فلو فكر لاحقاً إن خسر الحليف المسلم الذي يدعمه الآن وتوحد
المسلمين فيما بينهم فتسمية الرئيس ستكون من المسلمين ولن يكون للمسيحيين دوراً في
تسمية الرئيس آنذاك.
وقال
ريفي أن اسقاط حكومة سعد الحريري من بيت الرابية أدى الى جرح عند الرئيس الحريري
ولكن رغم ذلك تخطاه للمحافظة على البلد.
وعن حزب الله، قال اللواء ريفي ان الحوار معه هو أساسي طالما انه مكون أساسي في البلد ولا نيتطبع تجاهل بعض، فنحن عندما نحاوره على هذا الأساس ولكننا لا نترك مناسبة إلا وان نؤكد على مبادئنا بمطالبته بالعودة من سوريا وتسليم سلاحه وعودته الى الشرعية.
وأكد ريفي أن “داعش وحزب الله صورتان يشبهان بعضهما البعض، حزب الله الغائي للآخر فكرة ايرانية توسعية كان هدفها الوصول الى المياه الدافئة للبحر المتوسط وآسف ان اقول ان من خطط لها لا يقرأ تاريخ ولا يعلم ما هي ابعاد الامور وباعتقاده ان باستطاعته الهيمنة على لبنان وهذا غير صحيح فهذا البلد له خصوصية معينة توافقنا كلبنانيين لا احد يحكمنا غير الدولة اللبنانية. وبرأيي “بلشوا يفوتو بالحيطان”.
أضاف: “نحن شركاء لنحمي بعضنا البعض وليس لنلغي بعضنا البعض وآسف ان اقول ان هناك فريقا في لبنان اعتقد انه في النهاية سيلغي الفريق الاخر، فريق 8 اذار عندما اخرج الشهيد رفيق الحريري في العام 1998 من السلطة كانت عملية الغاء وعندما لم يلغ سياسيا وعاد بعد سنتين وصار زعيما اكبر في العام 2000 وفرض نفسه بخيار الناس، رئيس حكومة غصبا عن الخيار السوري والايراني الذي كان خيارا مشتركا، الغوه جسديا، عندها كان قرار الغاء الحريرية السياسية، فأتى سعد الحريري كي يقول ان رفيق الحريري لا زال حيا كي لا نحقق حلم المشروع الايراني السوري بالغاء فريق سياسي معين واخضاع لبنان لخيار ايراني – سوري”.
وفي الذكرى السنوية الأولى
لتفجيرات مسجدي طرابلس التقوى والسلام قال ريفي أن الهدف من ذلك كان لإشعال الفتنة
بين السنة والشيعة ونعمل جاهدين لإظهار الحقيقة والعدالة، وطرابلس مدينة العيش
المشترك و”قلعة اللبنانيين” وأن الأحداث الأمنية التي حدثت غريبة عن
الواقع الطرابلسي والتطرف ليس من شيم أبنائها والبيئة السنية في لبنان يمثلها الرئيس سعد
الحريري بنسبة 70% وهي غير حاضنة لجبهة النصرة وداعش (الدولة الإسلامية). أما آخر
المعلومات عن علي عيد فتشير الى انه موجود في الساحل السوري أما رفعت عيد فهو في
الشام وهما مطلوبان للعدالة في لبنان وسيتم توقيفهم فور دخولهم الى الأراضي
اللبنانية.
وعن العدالة في لبنان، أشار اشرف
ريفي أن ورشة عمل قد حصلت في وزارة العدل وان خبراته المؤسساتية نقلها معه وتطوراً
كبيراً قد برز على هذا المستوى ولكن الجسم القضائي يعاني من نقص بنسبة 45% في حين
برزت مشاكل عدة أبرزها ان الملفات القضائية زادت بنسبة 35% منذ تدفق النازحين
السوريين الى لبنان ومعالجة الأمور يجب ان تكون على مستوى أسرع والبت في القضايا
لا يجب أن تأخذ وقتاً طويلاً ” فالعدالة البطيئة ليست عدالة”.
وتطرق الوزير أشرف ريفي الى موضوع
الحدود اللبنانية السورية معتبراً ان التباطؤ في امساك الحدود الشرقية للبنان منذ
عام 2006 كان وراءه حزب الله وسوريا وهما قد يندمان على ذلك داعياً الى إعادة
“ضبط” الحدود فالأوان لم يفت بعد.
وأضاف أشرف ريفي اننا في لبنان
قطعنا مرحلة صعبة وأسقطنا المشروع الفارسي السوري وسنؤسس مع الشعب اللبناني وطنناً
نعتز به.
أدهم الحسيني – صدى العرب