اهميه عالية ينطوي عليها «مؤتمر علماء المقاومة» الذي عقد امس في قرية الساحة التراثية كونه ضم علماء من مختلف الدول العربية والاسلامية، وهذا المؤتمر الذي يعتبر انطلاقة فعليه للاعمال المعني فيها له اهمية اساسية كونه انطلق من لبنان، اذ تعتبر شخصيات دينية بارزة شاركت في المؤتمر ان لبيروت نكهة خاصة تتلخص بكون لبنان يضم مختلف الديانات والمذاهب ويلعب دورا اساسيا في مواجهة الهجمة على الاسلام التي تتأتى من وراء بعض الجماعات المسلحة القائمة على تكفير الآخر، اي آخر حتى ذلك الذي يخالفها الرأي والفكرة.
وتضيف الشخصيات كما ان لبنان بتنوعه وتعدده الديني والفكري يلعب دورا لمواجهة التشويه المتعمد لصورة الدين الحنيف القائم على قبول الآخر وحفظه والعيش معه اما اخ لك في الدين او نظير لك في الخلق، وبالتالي الجميع يحفظ الجميع في المنطقة العربية والاسلامية، من هنا مهمة المسلم اليوم الدفاع عن دينه بوجه هذا التضليل والتشويه المتعمد للدين الاسلامي ، وقد دارت النقاشات في المؤتمر في هذا السياق وتمحورت الكلمات والجلسات على مواجهة هذا التكفير والجماعات التكفيرية التي تجتاح العالم العربي والاسلامي على حد سواء.
من هنا اعتبرت هذه الشخصيات الدينية التي شاركت في اعمال المؤتمر بحضور الشيخ الاراكي ونائبه الشيخ حسان عبدالله ، ان لعلماء المقاومة مهمة اساسية وملحة اولها مواجهة التكفير والدفاع عن فلسطين ودعم المقاومة، فالمشروع التكفيري بوصف هؤلاء العلماء والمشروع الصهيوني وجهان لعملة واحدة، وهما اي التكفير والصهيونية مهمتهما البارزة والملحة الوقوف بوجه هذين الفكرين المتكاملين اللذين يسعيان لضرب المقاومة في فلسطين وتحييد انظار الامة العربية والاسلامية عن القضية المركزية للامة – اي القضية الفلسطينية، وتحويل الصراع الى صراع طوائف ومذاهب، والقتل والتهجير والذبح والسبي، كما يحصل في العراق وسوريا مع كل من يخالف هذه الجماعات.
والاهمية القصوى التي جاء بها خطاب ومواقف العلماء من شيعة وسنة في هذا المؤتمر تضيف الشخصيات، هو مواجهة الفتنة بين المسلمين، لأن اسرائيل تريد الفتنة بين ابناء المنطقتين العربية والاسلامية وبين الطوائف والمذاهب الاسلامية لتثبت نظرية الدولة اليهودية وتعطي لنفسها شرعية الوجود ومبرر تهجير المسيحيين والمسلمين من فلسطين المحتلة . وتبقى الكيان العنصري المخرّب في جسد الامة.
لماذا «اتحاد علماء دعم المقاومة»، تجيب هذه الشخصيات الدينية، لأن المقاومة بوجه العدو الاسرائيلي هي البوصلة التي توحد الامة وتجعلها تستمر في جهادها لتحرير كل فلسطين الذي لا حق للصهاينة فيها مهما اخذت من اعترافات دولية بالكيان الاسرائيلي المغتصب للارض، وبالتالي لا شرعية للاحتلال والمقاومة في فلسطين وانجازاتها وكذلك في لبنان وحدها قادرة على مواجهة المشروع الصهيوني، وان برأي العلماء، الضرورة تقتضي ان تتوحد الامة في مشروع مقاومة اسرائيل.
واشارت الى ان ما يجري في المنطقة كله يصب في خانة المشروع الصهيوني والكيان الاسرائيلي والمستفيد منه ىاستمرار وجود هذا الكيان من هنا فأن اتحاد علماء المقاومة هو الاقدر على مواجهة هكذا مشروع بمختلف اشكاله اكان تكفيرا للآخر اي آخر مسلما كان ام مسيحيا ام لأي دين انتمى، او دعم المقاومة المسلحة والمباشرة ضد العدو الصهيوني، الذي ثبت بما لا يقبل الشك ان مشروعة المدعوم اميركيا والمتحرك في المنطقة في سوريا والعراق وليبيا ويهدد كل بلد عربي واسلامي ما هو الا مشروع تفتيت المنطقة – اي تقسيم المقسم وتجزئة المجزأ.
الشخصيات العلمائية تؤكد ان لا مجال لعالم الدين او رجل الدين ولمختلف النخب في الدول العربية والاسلامية ان تقف لتواجه هذا المشروع حماية للانسان ودفاعا عن الاسلام وكل الديانات السماوية، ولا يمكن ان نحصد اي نتائج هامة ومباشرة الا عبر دعم مشروع المقاومة في الامة ودعم ان تبقى فلسطين قضية الامة المركزية لاستعادتها كاملة من المغتصب الصهيوني.
واشارت الى ان الذين اجتمعوا في المؤتمر في اطار الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة يشددون على التنوع الفكري والثقافي والديني، كمصدر غنى للامتين العربية والاسلامية، وان جزءاً مما يتعرض له ابناء الديانات الاخرى من مسيحيين وغير مسيحيين، هو تماما ما يتعرض له المسلمون انفسهم، وهنا تكمن المسؤولية الانسانية في مواجهة التكفير والارهاب الذي انشأته اميركا وبعض حلفائها العرب بأعتراف كبار الاميركيين والغربين منذ افغانستان الى اليوم مرورا بكل الدول الذي تعاني منه، لذلك المطلوب من علماء الامة التوحد ومواجهة هذا المشروع التكفيري – الصهيوني المدعوم اميركيا ومع الاسف من بعض العواصم العربية، وهذه المواجهة يجب ن تكون مواجهة امة وكل محبي الحفظ على الانسانية في العالم.
تعميم المركزي يخفض سعر صرف الدولار؟
بعد أن اصدر مصرف لبنان تعميماً جديداً يلزم المصارف بالحصول على موافقة مسبقة منه قبل فتح اعتمادات او دفع فواتير...