اشتدت الحرب الباردة الأميركية – الروسية، مجتاحة الشرق الأوسط وصولا إلى شرق أوكرانيا، عابرة جوا فوق العراق وسوريا، حيث الحشد الاميركي الذي تعارضه روسيا ومعها ايران، من زاوية عدم اشراكهما من جهة، وعدم تغطية مجلس الأمن الدولي لها.
وإذا كان تبنّي وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل للبيان الذي صدر عن «لقاء جدة» أثار بلبلة في الكواليس السياسية تقول مصادر متابعة، لجهة انه جعل لبنان سياسياً في قلب معركة ستحصل من خارج مجلس الامن ومن دون روسيا وايران ومع رفع السعودية وواشنطن شعار «إسقاط نظام الرئيس بشار الاسد» من بوابة التصدي لـ «إرهاب التنظيمات المتطرفة» و«الأنظمة الارهابية» وصولاً الى انتقاد الثامن من آذار توريط لبنان في استراتيجية اميركية – سعودية تُدخله نهائياً في هذا المحور، فان الاهتمام بمؤتمر جدة وتداعياته بدا مركزاً في جانب آخر على اولى «خطواته التنفيذية» في باريس اليوم.
مؤتمر، تؤكد المصادر الدبلوماسية، انه سيتيح لكل طرف مزيدا من الدقة في تحدي ما يمكنه او يريد فعله، والدور الذي سيتولاه كل من البلدان التي تتضارب مصالحها احيانا وهي احيانا مهددة من التنظيم الاسلامي، حيث ينبغي التأكد من أن ما تفعله جهة هنا لن تبطله اخرى هناك، فالمطلوب تلاقي الاهداف وتكامل المبادرات العسكرية والانسانية والمالية، مشيرة الى أن القرارات التي ستتخذ لن تعلن جميعها بالضرورة، خاصة «من سيضرب وأين ومتى»، وسط الأسئلة المهمة المطروحة حول موقفي، روسيا المختلفة مع الغرب بخصوص اوكرانيا، وايران التي تلعب دورا اقليميا كبيرا، لكن ضلوعها في الازمتين العراقية والسورية يجعل منها طرفا.
وكما في سوريا كذلك، الى حد ما، في لبنان تضيف مصادر في 14 آذار، ترحيب فتحفظ فدعوة للتعاون، مع انقلاب تهليل الثامن من آذار لضرب «داعش» واخواتها، تحفظا، من حزب الله تحديدا، بعد استبعاد طهران عن التحالف الدولي ضد «داعش»، على موقف وزير الخارجية جبران باسيل المتوازن، الموقع باسم لبنان على بيان «لقاء جدة»، كشريك في الاصطفاف الغربي – العربي – التركي.
حزب الله المتحفظ، اشارت مصادر في 8 آذار الى تعاطيه مع ما حصل على انه توقيع بالاحرف الاولى، لأن الموقف اللبناني النهائي والرسمي من اجتماع جدة وبيانه يصدر عن مجلس الوزراء مجتمعا، الموحد لجهة التزامه محاربة الإرهاب منذ عام 2000، بعد سلسلة مشاورات، رغم وقوف رئيس الحكومة الى جانب الوزير «الذي كان على تواصل دائم معنا»، لافتة إلى أن لدى «حزب الله» مجموعة أسئلة وملاحظات وسألت: أين سياسة النأي بالنفس، غير الواقعية، التي انتهجتها الحكومة السابقة بالنسبة الى الازمة السورية؟
في هذا الاطار، تكشف اوساط سياسية، عن اتجاه لدى وزراء الثامن من آذار، لطرح مجموعة اسئلة،خلال الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء على وزير الخارجية، تتعلق بأسباب التوقيع على بيان جده وخروج لبنان عن سياسة النأي بالنفس المتبعة، مركزة على عدم تفرده بالقرار دون العودة الى الحكومة، مستفهمة عن النتائج السلبية لهذا التوقيع، والاهم الالتزامات التي تعهد بها لبنان خاصة في المجال العسكري والعمليات الحربية.
واقع يضع لبنان أمام اختبار صعب تقول الاوساط خصوصاً إذا أفضت الحرب على «داعش» في بعض جوانبها الى مواجهة سياسية بين السعودية التي تتصدّر المحور الجديد، وايران التي ابدت شكوكاً حيال الأهداف الاميركية – الخليجية من هذه الحرب، وسط قلق من مسار الحرب العالمية الثالثة وما قد تحمله معها من تداعيات على لبنان، الواقع في قلب هذه الحرب بدءا من جرود عرسال، والغارق في ملفاته الحساسة والخطيرة، من امنية وسياسية، المتزاحمة على احتلال مركز الصدارة.
بيروت في خضم الحرب الباردة، تقول مصادر في 14 آذار، تؤيد الحرب على «داعش» لكنها تجاري إيران وروسيا في المطالبة بقرار من مجلس الأمن لهذه الحرب. معادلة تقتضي تشاورا جديا وواسعا في المواقف اللبنانية لئلا يصب في خانة الجبهة الروسية – الإيرانية على حساب الجبهة الأميركية – الأوروبية والعربية وبصورة خاصة الخليجية منها. في كل الحالات لا بد من ثمن، قد يكون باهظاً جداً هذه المرة، غي حال تراجع لبنان عن «امضاء» وزير خارجيته.
تعميم المركزي يخفض سعر صرف الدولار؟
بعد أن اصدر مصرف لبنان تعميماً جديداً يلزم المصارف بالحصول على موافقة مسبقة منه قبل فتح اعتمادات او دفع فواتير...