اصيبت اسرائيل بصفعة كبيرة نتيجة الانجازات الهامة التي تحققت على ايدي الجيش العربي السوري وقوات الدفاع الوطني وحزب الله في محافظة حمص منذ استعادة القصير الى يبرود وبعض القرى المحيطة الى الزارة والحصن وقلعتها وقد عبر المحللون والسياسيون ووسائل اعلامهم المرئي والمسموع والمكتوب عن خيبة الامل الكبيرة، بل ان تقييمهم لما تحقق هي انتصار لسوريا وكل محور المقاومة وهزيمة واضحة لاسرائيل وفق التعبير الاسرائيلي الذي عبّر عن قلقه الكبير من مجرى الاحداث في سوريا منذ عدم قدرة واشنطن على القيام بعملية عدوانية ضد سوريا الى الامس القريب في يبرود وكيف ان اتفاق نتنياهو واوباما لم يتحقق حول اضعاف جبهة المقاومة اذا لم يمكن ضربها.
واعتبر الموقع العبري المقرب من الدوائر الاستخباراتية (ديبكا) بأن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو و وزير دفاعه موشيه يعالون بجانب العديد من المسؤولين البارزين في تل أبيب فشلوا في الحرب ضد الرئيس بشار الأسد
وأضاف موقع ديبكا أن تصريحات الرئيس الأميركي باراك أوباما عقب المبادرة الروسية الخاصة بوضع الأسلحة الكيماوية تحت الرقابة الدولية، هزيمة جديدة للسياسة الإسرائيلية والأميركية في حربهما ضد محور المقاومة وأشار الموقع الاسرائيلي إلى أن هذا الفشل الواضح بجانب تراجع واشنطن حيال التدخل عسكرياً ضد النظام السوري، سوف يكون له انعكاسات قوية حول مستقبل البرنامج النووي الإيراني، معتبراً أن هذه السياسة سوف تحمل تراجعاً في الملف النووي وربما تسوية أيضاً تنهي الخلاف بين طهران والمجموعة السداسية.
وأوضح ديبكا أن استراتيجية كسر محور المقاومة وإسقاط نظام الأسد، تقوم على أساس تطور الحرب الدائرة في سوريا لتصل لمرحلة استخدام الكيماوي، فتقوم على أثر ذلك واشنطن ومحورها الذي تتصدره إسرائيل بالتدخل عسكرياً لإسقاط النظام السوري، وأكد أن الاستراتيجية التي كان متفق عليها خلال الاعوام الماضية بين نتنياهو وأوباما هي تفكيك محور المقاومة أو إضعافه على الأقل، مضيفاً لكنه بعد تصريحات أوباما والمبادرة الروسية وسقوط القصير ومن ثم يبرود وما سيلحقهما عما قريب وما سترتب على ذلك مع تراجع الضربة العسكرية فإن محور المقاومة أضحى أكثر قوة.
وقال ديبكا إن هذا الانتصار السياسي تعزز بانتصار عسكري للجيش السوري على الأراضي السورية مؤخراً، خاصة في معركة يبرود ومن ثم معركة حلب القادمة، موضحاً أن نتنياهو حذّر أوباما من خطورة انتصار الجيش السوري في هذه المعركة وانعكاساته ليس على سوريا فقط بل على محور المقاومة كله، واشار الموقع الى ان كل معطيات الوضع في سوريا حالياً سواء عسكرياً أو سياسياً يشير لخسارة إسرائيل هذه المعركة دون شك.
وأوضح الموقع الصهيوني أن سيطرة الجيش السوري وحزب الله على تلك المدينة ( يبرود ) ضربة قوية للجماعات المسلحة، حيث تفتح الطريق مباشرة بين مدينة حمص للعاصمة دمشق وبين دمشق وباقي المدن الواقعة غرب سوريا، مشيرا إلى أن سيطرة الجيش السوري على يبرود تقطع خطوط الإمداد والاتصال بين مقاتلي القاعدة في لبنان ونظرائهم في سوريا.
ولفت الموقع وثيق الصلة بالدوائر الاستخباراتية إلى أن سيطرة الجيش السوري على تلك المدينة لن تتوقف على تغيير الوضع في سوريا فقط، بل على لبنان أيضا خاصة في منطقة حزب الله، مضيفا أن العمليات التفجيرية التي تشهدها مناطق حزب الله سوف تتراجع في الأيام المقبلة إثر هذا التغيير الاستراتيجي، واشار الى ان منفذي عمليات التفجير في مناطق الضاحية وبعلبك جاؤوا من مسلحي مدينة يبرود السورية، مشيرا إلى أن سيطرة الجيش السوري على هذه المدينة سوف تزيد موقف الجماعات المسلحة في سوريا ضعفا، فضلا عن أنها تعزز وضع الحكومة السورية.
نشر موقع ديبكا الاستخباري الإسرائيلي تقريرا له حول تطورات الحرب الدائرة في سوريا بين الجيش السوري والجماعات المسلحة خاصة في منطقة الجولان الحدودية، مؤكدا أن القيادة العسكرية تدرس خلال الفترة الراهنة موقفها من هذه المعارك القريبة منها بين المعارضة والجيش السوري.
واشار الموقع الاسرائيلي إن الدوائر الأمنية بوزارة الجيش الإسرائيلية تبحث تطورات المعارك الدائرة بين الجيش السوري والجماعات المسلحة بمنطقة الجولان ايضا، ونتائج هذه المعارك على إسرائيل، خاصة حال انتصار الجيش السوري في هذه المعركة
وطبقا لتقييمات الموقع القريب من الدوائر الاستخباراتية فإن وضع الجماعات المسلحة ضعيف بهذه المنطقة، مضيفا أن النصر في النهاية سيكون حليف الجيش السوري، ولن تختلف نتائج هذه المعركة عن كثير من سابقيها، معتبرا أن فرار المسلحين أو استسلامهم من هذه المنطقة الحدودية بات مسألة وقت لا أكثر.
ولفت ديبكا إلى وجود تخوفات إسرائيلية من استعادة الجيش السوري سيطرته على المنطقة الحدودية مرة أخرى ودحر الجماعات المسلحة منها، موضحا أن الجيش الإسرائيلي رغم ذلك لا يرغب في التدخل بهذه المعركة، وأشار الموقع إلى أن تطورات الوضع في هضبة الجولان خلال معارك الجيش السوري والجماعات المسلحة ستحمل إسرائيل لخيارين لا ثالث لهما إما التدخل لمنع تخطي الجيش السوري للخط الفاصل، أو عدم التدخل عسكريا خاصة مع ضعف موقف الجماعات المسلحة.
الديار