كانوا قوما لا يتركون أسراهم في سجون الاحتلال وهم اليوم قوم لا يتركون أسيرهم الوحيد إلا حرا يسحبونه من صف جيش حر يأسر على اسم الثورة، عماد عياد مقاتل من حزب الله لم يمض على خطفه شهران خرج بصفقة تبادل ما كانت لتتم إلا بأسلوب اختبره الحزب من عدوه الأول إسرائيل وطبقه على عدوه الثاني في الميدان السوري مستعملا أوراق القوة التي سبق أن نصح بها السيد حسن نصرالله الدولة اللبنانية من موقع العارف بخبايا التفاوض وورقة القوة الوحيدة التي ترد الغائب هنا تكمن في مبادلة المخطوف بالمخطوف.
ولأن الحزب لم يكن ممسكا بهذه الورقة فقد قرر امتلاكها عبر تنفيذ عملية أمنية دقيقة أدت إلى أسر ضابطين من الجيش الحر على مرأى طلوع النهار ضابطان من الحر هما مرعي فاعور وعبد الغني الريس اقتيدا من قلب موقعهما في جرود القتال في خلال كمين نوعي وهما يشغلان مناصب رفيعة المستوى وارتقيا قمة الأسر بهدف التبادل بأسير حجز جريحا من موقعه ومن شروط التفاوض.
الثانية: السرية التي غلفت الملف إلى حين إنجازه بعيدا من الابتزاز والعروض على الهواء والتهديد ورفع الأسعار فتمت الصفقة عبر وسطاء سوريين وفقا لمعادلة: اثنان بواحد وليس لدينا أي فرع آخر ولا تدفعونا إلى أسر المزيد لأن هذا أرفع أسعاركم ضابطان في مقاتل وكفى حزب الله شر الخطف فهل يشكل هذا التبادل نموذجا للتعامل في ملف عجزت عنه الدولة واختفى فيه الوسطاء وتمرد فيه الخاطفون وأمسكوا بالشرايين الحيوية للطرق اللبنانية عبر الضغط على الأهالي الخبز للخباز والتبادل موهبة لها خبراؤها على الأرض.