بين ادعاء القاضي صقر صقر على شادي المولوي واسامة منصور ، وكشف قائد الجيش العماد جان قهوجي عن اكتشاف خلية ارهابية في طرابلس جار التعامل معها بحسب المقتضى ، ترتفع وتيرة التحذيرات من انفجار الوضع الأمني الهشّ في عاصمة الشمال تقول مصادر متابعة، والمفتوح على كلّ الاحتمالات ، بانتظار الانفجار المحتوم بعد العيد ، تزامنا او استباقا لحدث عسكري او امني كبير، يصعب التكهن في مكانه وزمانه وكيفيته، وان هدفه الظاهري اشغال الجيش باكثر من جبهة وبالتالي الحد من قدراته.
تحليلات عززها التطور القضائي الذي يدل على ان شيئا ما يجري تحضيره على طريق انهاء تلك الظاهرة، سواء من خلال تسليم افراد المجموعة انفسهم او التواري عن الانظار. رغم ان فرص المواجهة تتقدم على اي الحل سلمي في ظل المبادرات المحدودة وغير الفاعلة، والتي آخرها تلك التي قام بها النائب مصباح الاحدب.
وبحسب المعلومات التي تقاطعت لدى الجهات الامنية ، تمكنت «جبهة النصرة» من خرق الساحة الطرابلسية من بوابة باب التبانة مستفيدة من الثغرة التي تركتها الخطة الامنية للمدينة بعد توقيف قادة المحاور في التبانة واحالتهم للمحاكمة ، حيث عمد المطلوبون للعدالة بجرائم ارهابية ، شادي المولوي ، واسامة منصور وشخص ثالث يدعى «ابو خليل» من منطقة المنكوبين وصادر بحقه حكم بالاعدام في قضية جنائية ، الى تشكيل خلية ارهابية اتخذت من مسجد عبد الله بن مسعود المعروف بمسجد الطرطوسي مربعا امنيا لهم ، حيث عملوا على تجنيد عدد من شبان المنطقة من لبنانيين وسوريين حيث بلغ عددهم حوالي 300 مسلح في غضون ايام ، بعدما نجح المولوي في اظهار نفسه «كمنصف للمضطهدين» عبر قمعه لعمليات «فرض الخوات والتشبيح»، نواتها القتالية حوالى 40 عنصرا من المقاتلين السوريين واللبنانيين الذين فروا من القلمون بعيد معركة عرسال الاخيرة وقبلها قلعة الحصن في حمص.
وبحسب المعلومات خضع جميع عناصر تلك المجموعة للتدريب على استعمال السلاح واعداد العبوات الناسفة ، متخذين من الجامع واحدى الشقق والمحال الملاصقة له مقرات لهم ، حيث يعمدون الى الانتشار ليلا في الشوارع وعلى اسطح المباني مزودين باسلحة خفيفة وقناصات واسلحة متوسطة وقاذفات صاروخية ، علما ان الجهات الامنية تؤكد ان القيادة الفعلية هي لمنصور ، التي يحصر الاتصال بمجموعات النصرة بنفسه، ويعمد الى تغيير ملامحه بشكل دوري عند مغادرته «المربع الامني «. وبحسب التقارير الاستخباراتية فان المجموعة تستعد لتنفيذ سلسلة من العمليات الارهابية عبر العبوات الناسفة ضد مراكز الجيش ، وتنفيذ عمليات خطف لعسكريين لتعزيز الضغوط على الدولة في ملف عرسال . وتكشف المعطيات عن رصد اتصالات تهديد بين قادة تلك المجموعة واحد قادة المحاور السابقين الموقوف في سجن رومية .
مصادر عسكرية مطلعة افادت بان كشف قائد الجيش للخلية كان مقصودا ، وهو جاء من باب العمل الامني الاستباقي الوقائي، اذ يؤدي الاعلان عن كشف الخلايا الى شل حركتها ودفعها الى وقف تحركها ريثما تغير تكتيكاتها وخططها ، وقد نجحت هذه السياسة في اكثر من مرة سابقا عبر تسريبات اعلامية مقصودة جنبت البلاد «كوارث « كبيرة، معتبرة ان العماد قهوجي اراد من خلال ما قاله تجنيب المدينة الذهاب الى معركة تاركا للسياسيين وللشارع الطرابلسي الضغط على تلك المجموعة خاصة ان المولوي صاحب باع طويل في مهاجمة مراكز الجيش ودورياته وقد حاول منذ مدة اقتحام ثكنة القبة عن طريق مظاهرة مدنية ، كما ان اسمه وارد في اكثر من قضية مرتبطة بجرائم تمس امن الدولة ، يضاف الى كل ذلك ظهوره الاعلامي المتكرر ودعوته الى ذبح العسكريين.
واشارت المصادر الى ان الاجهزة المعنية تدرس مجموعة من الخيارات المتاحة لاستئصال تلك الخلايا من منطقة طرابلس عموما وباب التبانة خصوصا والتي تعمل تحت قيادة المولوي ومنصور والتابعة لـ «لجبهة النصرة» ، قبل ان تتحول الى امر واقع كما حصل في عبرا مع ظاهرة الاسير والثمن الكبير الذي دفع نتيجة تلكؤ السياسيين يومها ، خاصة ان خلية التبانة باتت تستهوي شبابا ما دون العشرين سنة يتم اغرائهم بالمال وغسل ادمغتهم عقائديا وفكريا ، مستفيدة من اوضاعهم الاقتصادية الصعبة ، يصار الى ارسالهم للقتال الى سوريا والقلمون تحديدا ، وقد تمكن الجيش خلال الفترة الاخيرة من القضاء على مجموعة للمولوي في جرود عرسال ومن بين افرادها ابو ليث الطرابلسي. واذ اكدت المصادر ان لا خطر بالمعنى العسكري لتلك المجموعة الا انها قادرة على احداث فوضى امنية من خلال تنفيذها عمليات ارهابية تربك الوضع وتشتت القوى العسكرية والامنية، رغم ان قيادة الجيش استدركت هذا الامر وتم نشر «قوة ضاربة» كافية لضبط الوضع في طرابلس ومحيطها. وتتابع المصادر ان خيار الحسم العسكري عبر دخول الجيش إلى باب التبانة وانهاء تلك الظاهرة الذي اتخذ بعيد خطف عنصري الأمن الداخلي وتعذيبهما لساعات ، بعد الظهور التلفزيوني للمولوي ومبايعته لـ «النصرة»، تمت العودة عنه لسببين ، الاول سقوط ضحايا من المدنيين الابرياء في منطقة مقتظة سكانيا ،والثاني ،التداعيات السلبية التي يمكن ان تتركها العملية العسكرية على البيئة السنية والتأليب الذي قد يتعرض له الجيش، كاشفة ان اتفاقا جرى بين القيادتين السياسية والعسكرية يقضي بان يتم اخراج قادة المحاور الاساسيين الموقوفين في رومية على ان توكل لهم مهمة انهاء تلك الظاهرة ، لما يتمتعون به من تعاطف شعبي ولان من يتم تجنيدهم اصلا هم من مقاتلي مجموعاتهم.
تعميم المركزي يخفض سعر صرف الدولار؟
بعد أن اصدر مصرف لبنان تعميماً جديداً يلزم المصارف بالحصول على موافقة مسبقة منه قبل فتح اعتمادات او دفع فواتير...