تدفق المزيد من القوات التركية الى قطر
التقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وزير الدولة القطري لشؤون الدفاع خالد العطية، بحضور وزير الدفاع التركي فكري إيشق وعدد من المستشارين من الجانبين.
وتتركز مباحثات العطية خلال زيارته إلى أنقرة على بحث تطورات الأزمة الخليجية والقاعدة العسكرية التركية في قطر. كما التقى العطية نظيره التركي في أنقرة.
وكان الرئيس التركي اعتبر أن مطالبة دول الحصار بالإغلاق الفوري للقاعدة التركية ووقف أي تعاون عسكري قطري مع تركيا، هي «مطالبة قبيحة» ولا يجدها صحيحة، مشيرا إلى أنها تمثل تدخلا في العلاقات الثنائية بين الدوحة وأنقرة.
ونقل عن مصادر مطلعة أن تركيا ستؤكد مجددا موقفها الذي أعلنه أردوغان بشأن رفضها إغلاق القاعدة في قطر، حيث سبق أن صرح إيشق بأن هدف هذه القاعدة يتمثل في مهام تدريبية ودعم الأمن في المنطقة، وأن بلاده ليست لديها أي خطط لإعادة تقييم الاتفاق مع قطر بشأن القاعدة.
وكان أردوغان قد بحث مع نظيره الأميركي دونالد ترمب في اتصال هاتفي، سبل حل الأزمة الخليجية. وقال بيان للبيت الأبيض إن الزعيمين أكدا على أهمية أن تعمل كل الدول على وقف دعم الإرهاب ومحاربة الفكر المتطرف.
وتتزامن زيارة العطية مع إعلان وزارة الدفاع القطرية عن وصول تعزيزات جديدة من القوات المسلحة التركية إلى قاعدة العديد الجوية في قطر، لتنضم إلى القوات التركية الموجودة حاليا في الدوحة. وقد وصلت الدفعة الجديدة من القوات التركية في إطار التعاون العسكري المشترك بين البلدين، وتفعيلا لبنود الاتفاقات الدفاعية بين قطر وتركيا.
يذكر أن قطر كانت وقعت مع تركيا عام 2014 اتفاقية لإنشاء قاعدة عسكرية تركية في الدوحة.
وبدأت الأزمة الخليجية في الخامس من حزيران الجاري، حين قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر، وفرضت الدول الخليجية الثلاث عليها حصارا بريا وجويا، لاتهمها بـ «دعم الإرهاب»، وهو ما نفته الدوحة.
وفي 22 حزيران الجاري، قدمت السعودية والإمارات والبحرين -عبر الكويت– إلى قطر قائمة تضم 13 مطلبا لإعادة العلاقات معها، من بينها إغلاق قناة الجزيرة والقاعدة التركية، وأمهلتها عشرة أيام لتنفيذها، وفق الوكالة البحرينية الرسمية للأنباء.وقد اعتبرت الدوحة المطالب «ليست واقعية ولا متوازنة وغير منطقية وغير قابلة للتنفيذ».
بالمقابل، أعلنت قطر عن استمرار وصول دفعات «تعزيزية» من تركيا إلى البلاد لتنضم إلى القوات التركية الموجودة حاليا بالدوحة والتي بدأت مهامها وتدريباتها منذ تاريخ 19 حزيران الماضي.
وقالت مديرية التوجيه المعنوي في وزارة الدفاع القطرية، في بيان صدر عنها بهذا الصدد ليلة الجمعة، إن «تلك التعزيزات قد وصلت إلى قاعدة العديد الجوية وذلك ضمن التعاون العسكري المشترك بين البلدين وتفعيلا لبنود الاتفاقيات الدفاعية بين دولة قطر والجمهورية التركية الشقيقة».
وأضافت الوزارة أن هذا التعاون الأمني يأتي أيضا «ضمن النظرة الدفاعية المشتركة لدعم جهود محاربة الإرهاب والتطرف وحفظ الأمن والاستقرار في المنطقة».
وكانت وزارة الدفاع القطرية قد أعلنت، يوم 18/06/2017، عن وصول أولى طلائع القوات التركية إلى الدوحة. وأجرت هذه القوات أولى تدريباتها العسكرية في كتيبة طارق بن زياد بالعاصمة الدوحة.
ولم تعلن أي جهات رسمية بعد عن عدد العسكريين الأتراك المتواجدين في الأراضي القطرية والذين من المخطط نشرهم هناك لاحقا في إطار الاتفاقات الثنائية بين البلدين.
بدوره، بحث وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، مع المندوبين الدائمين للدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، الأزمة الخليجية والإجراءات المتُخذة ضد بلاده.
وقالت وزارة الخارجية، في بيان، إن عبد الرحمن آل ثاني التقى بكل من نائب المندوب الدائم لروسيا الاتحادية، والمندوبة الدائمة للولايات المتحدة الأميركية والمندوب الدائم الفرنسي، ونائب المندوب الدائم البريطاني، والمندوب الدائم الصيني.
وأشار البيان إلى أن الوزير عقد اجتماعا مع سفراء الدول غير دائمة العضوية في مجلس الأمن، حضره سفراء السويد وإيطاليا والسنغال وأوكرانيا وكازاخستان والأورغواي وأثيوبيا واليابان وبوليفيا.
وأطلع آل ثاني، خلال الاجتماعات، أعضاء مجلس الأمن على «مستجدات الأزمة الخليجية الراهنة والإجراءات غير القانونية التي تم اتخاذها ضد دولة قطر»، مؤكدا إيمان دولة قطر بأهمية الحوار والتزامها بالقوانين الدولية، مشددا على أهمية دعم الوساطة التي تقوم بها دولة الكويت.