الماتادور الاسباني جاهز لترك بصمة جديدة على تاريخ كأس العالم، لكن مجموعة صغيرة من الظروف السلبية تهدد مسيرته في نهائيات البرازيل.
الأمر الأكيد هو أن المنتخب الاسباني فقد جزءا من قوته، الدليل على صحة هذه المقولة موجود في مشوار الفريق بالتصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2014، حيث فشلت اسبانيا في تحقيق العلامة الكاملة، على عكس مشواريها في تصفيات مونديال 2010 وكأس أوروبا 2012 عندما حققت الفوز في 18 مباراة متتالية دون خسارة أو تعادل.
وعندما تنطلق منافسات كأس العالم قبل أقل من شهر، يجب على الإسبان أن يبرهنوا أنه مايزالوا القوة الأكبر في كرة القدم العالمية، من خلال الحفاظ على اللقب الذي أحرزوه للمرة الأولى قبل أربعة أعوام.
خلال التصفيات، تعادل المنتخب الاسباني في مباراتين متتاليتين، ما يعني أنه توجب عليه السفر إلى فرنسا وتحقيق الفوز لتجنب خوض ملحق التصفيات، وهو ما تحقق بفضل هدف يتيم أحرزه بدرو رودريغيز، هذا الفوز جاء كتذكير لبقية المنافسين بأن اسبانيا عاقدة العزم على المنافسة كما كانت في المرة السابقة، وأن الجيل الذهبي للكرة الاسبانية لم ينقض عصره بعد.
ويمكن القول أن المدرب فيسنتي دل بوسكي محظوظ إلى حد ما لوجود عدد كبير من اللاعبين يمكنه الإختيار من بينهم للتشكيلة النهائية المشاركة في البرازيل، ويكفي أنه لا يوجد منتخب في العالم يمكنه الإستحواذ على الكرة بطريقة المنتخب الاسباني بوجود لاعبين أذكياء في خط الوسط يقودهم الجندي المجهول تشابي ألونسو، لكن ما هي الظروف التي تجعل الفريق أقل حظوظا هذا العام من الأعوام الماضية؟
أهم الصعوبات التي ستواجه المنتخب الاسباني في البرازيل هي صعوبة المجموعة الثانية، فالمباراة الأولى ستكون إعادة للمباراة النهائية لنهائيات جنوب افريقيا أمام المنتخب الهولندي، وبعد ذلك، سيكون عليه ملاقاة المنتخب التشيلي المعروف بأدائه الهجومي، ثم يواجه أستراليا في المجموعة الثالثة، وفقدان النقاط في المجموعة قد يعني إما الوداع مبكرا، أو مقابلة صاحبة الأرض البرازيل في الدور ثمن النهائي.
ومن الأمور التي تؤرق دل بوسكي، الحالة البدنية التي قد يظهر عليها قلب الفريق النابض تشافي هرنانديز الذي يبلغ من العمر 34 عاما وقدم أداء عاديا هذا الموسم مع برشلونة، كما أن القائد والحارس الأمين إيكر كاسياس لعب مباراتين فقط في الدوري الاسباني هذا الموسم واكتفى بالمشاركة في كأس اسبانيا ودوري الأبطال، ما يعني أنه قد يفتقد لحساسية المباريات عند انطلاق النهائيات.
واستبعد لاعب ريال مدريد ألفارو أربيلوا من التشكيلة المبدئية بعدما أبعدته الإصابة عن الثلث الأخير من الموسم، وسيكون دل بوسكي في حيرة من أمره عند الإختيار بين سيزار أزبيليكويتا وخوانفران وحتى داني كارفاليو لشغل مركز الظهير الأيمن.
أمر آخر يقلق دل بوسكي، وهو عدم وجود المهاجم الصريح الجاهز الذي يروق له ويمنحه خيارات إضافية في خطته الهجومية، خصوصا وأن البرازيلي الأصل دييغو كوستا سيعود للتدريبات أوائل الشهر المقبل، حيث من المنتظر أن يغيب عن مباراة فريقه أتلتيكو مدريد أمام جاره ريال في نهائي دوري أبطال أوروبا، كما أن فرناندو توريس يواصل ابتعاده عن مستواه المعهود، كما جلس ألفارو نيغريدو عن مباريات الربع الأخير من الموسم بعدما فقد موقعه الأساسي في مانشستر سيتي لصالح البوسني إديم دجيكو.
وفي ظل هذه الصعوبات، من المتوقع أن يتكون التشكيل الأساسي للمنتخب الاسباني في المونديال المقبل من كاسياس في حراسة المرمى، ويقف امامه قلبي الدفاع سيرجيو راموس وجيرار بيكيه في عمق الدفاع، فيما يحتفظ يوردي ألبا بمركز الظهير الأيسر على أن يحتل أزبيليكويتا مركز الظهير الأيمن.
نقاط القوة
الثقة بالنفس من أهم مزايا الفريق الاسباني كمجموعة واحدة متحدة رغم المشاكل التي تظهر بين الحين والآخر، التنافس المحموم بين لاعبي برشلونة وريال مدريد لم يؤثر سلبا في السابق ولا يتوقع أن يؤثر لاحقا، كما أن القدرة على السيطرة على الكرة وتناقل الكرة بسلاسة متناهية بين لاعبي الوسط، يمنح الفريق قوة إضافية بغض النظر عن المنافس.
نقاط الضعف
مستوى جيرارد بيكيه يبعث القلق في خط الدفاع، وربما يجرؤ دل بوسكي ويستعين بخافي مارتينيز بديلا له، كما أن أسلوب تناقل الكرات والسيطرة على وسط الملعب مرتبط بالحالة البدنية لتشافي الذي يعد وجوده في الملعب ضرورة ملحة لتنفيذ هذه الخطة.
الحظوظ
اسبانيا تبقى اسبانيا مهما كانت الظروف، تكفي سيطرتها المطلقة على مسابقات الأندية الأوروبية، إذا لعب الجميع بمستواه فإن المنتخب الاسباني قد يصل مجددا للمباراة النهائية، لكن عقبة واحدة كفيلة لإنهاء حلم الاحتفاظ باللقب، وإذا ما أراد الفريق فعلا وصول النهائي، فعليه تجنب أي سيناريو يضعه في مواجهة البرازيل بالدور ثمن النهائي.