استخبارات العدو: فوجئنا بالتغير النوعي لمقاتلي حماس

 أكد محققون في وحدة الاستخبارات السريّة الصهيونية “504”، أنهم فوجئوا بالتغير النوعي الذي مرت به حركة حماس خلال السنوات الأخيرة، ومن القدرات القتالية ومستوى الثقافة التي يتمتع بها المقاتلون الفلسطينيون.
وأشارت صحيفة يديعوت أحرنوت الصهيونية على موقعها الالكتروني مساء الخميس (25-9)، إلى أن “وحدة 504 هي إحدى الوحدات السريّة في الجيش الصهيوني، ومهمتها تجنيد مخبرين في البلاد المعادية والتحقيق مع الأسرى في الأوقات العادية وفي أوقات الحرب”.
وأورد التقرير الذي نشر في ملحق خاص بمناسبة ما يسمى رأس السنة العبرية، مقابلات مع ضباط ومحققين في الوحدة ويستشف من حديثهم أن عدد الأسرى الذين وقعوا بيد الجيش الصهيوني خلال العدوان على قطاع غزة لا يتجاوز الاثنين من “كتائب القسام” حينما حاولا الخروج من أحد الأنفاق في خانيونس خلال الحملة البرية.
ونقلت الصحيفة عن محقق كبير في الوحدة قوله: “فوجئت.. لم أعرف أنهم على هذه الدرجة من الثقافة؛ فمن المعتاد التفكير بمقاتل فلسطيني على أنه تلقى تعليماً أساسياً، متلعثم متطرف مليء بالحقد، لكنك تجد نفسك قبالة شخص أنهى تعليمه الأكاديمي وتعلم موضوعاً علمياً، وتدرب مدة سنتين من أجل الالتحاق بقوات حماس، ويقوم في ساعات المساء بممارسة رياضة الجري على شاطئ البحر، وتدرب على رفع الأثقال من أجل الانضمام لقوة الكوماندو الخاصة”.
وأضاف: “حديثه على مستوى عال، يحدثك عما يحصل في غزة لكنه مطلع على ما يحصل في العالم، تستمع منه إلى أحاديث أيديولوجية صعبة لكنه يبدي انفتاحاً، بالنسبة لي كان ذلك مثيراً بشكل كبير”.
ويقول قائد الكتيبة إن “مستوى أفراد الذراع العسكري لحركة حماس تحسن كثيراً مقارنة بالمرة الأخيرة التي واجهناهم بها في حملة “الرصاص المصبوب” قبل 5 سنوات ونصف، يدور الحديث اليوم عن مقاتلين بمستوى آخر تماماً عما عرفناه، لا أمجّد بهم، لكنهم مروا بمراحل استخلاص العبر وتحسين القدرات القتالية”.
وقال إنهم رجال نوعيون، وقدراتهم القتالية وعلى التحمّل مثيرة للانطباع، ويضيف الضابط: “سألت خريج الكلية كم من الوقت أمضوا في النفق، فأوضح أنهم أمضوا أسبوعين هناك”.
وأضاف المحقق: “إنهم على مدى أسبوعين ناموا في النفق، وأكلوا التمور، وشربوا الماء فقط”، وأكد أنهم كان يمكنهم البقاء لفترة أطول قد تصل إلى أكثر من شهر ونصف، وأوضح أنهم “تدربوا على التحمل والانتظار حتى عبور قواتنا خط النفق ومن ثم الخروج ومهاجمتهم من الخلف”.