كما كانت عاشوراء لبنانيا مختلفة في الشكل هذا العام، كذلك جاءت الردود الاسرائيلية على خطاب الامين العام لحزب الله، لترفع من درجة التوتر الكلامي، الذي اختارت اسرائيل شبكات التواصل الاجتماعي كجبهة جديدة له، مسيلة كلامه بعبارات الخطوط الحمر والمعادلات الجديدة المدعومة بالترسانة الصاروخية وخبرة القتال في سوريا، خصوصا مع اقران نصر الله تهديداته، بحسب التحليلات بقرائن قرأها البعض في الظهور الاستثنائي «للنينجا» او «ايغوز» حزب الله.
فاسرائيل التي لم تتأخر في الرد، اعتبرت في تعليق لوزير مواصلاتها عبر صفحته الخاصة على الفيسبوك، الكلام عن اغلاق مطار بن غوريون والموانئ الاسرائيلية في اول يوم من الحرب المقبلة تماديا غير مقبول، لترتفع معه وتيرة التهديد المتكرر بإعادة لبنان الى العصر الحجري اذا نفذ حزب الله تهديداته، والسيد نصر الله، بحسب كاتس «سيصبح تحت الردم»، وهو ما استكمله وزير الدفاع موشيه يعالون في الاحتفال بصناعة اجنحة حديثة للطائرة «اف-35» ليعلن ان «نصر الله سيشاهد صور هذه الطائرة ليدرك اي قتال سيواجهه في الحرب المقبلة».
نقطة عبرت عن الاستراتيجية الجديدة للقيادة العسكرية الاسرائيلية المشكلة حديثا، القائلة بأن الجيش الاسرائيلي في أي حرب مقبلة لن يضرب البنى التحتية اللبنانية، بل سيعمد الى استهداف قيادات ومسؤولي حزب الله، المر الوحيد القادر على دفع حزب الله للتراجع، بحسب ضابط رفيع في هيئة الاركان، بعد فشل نظرية تفوق سلاح الجو .
موقف لاقته المصادر العسكرية التي وزعت تصريحات بالجملة من دون الافصاح عن هوية مصدرها، على اكثر من وسيلة اعلامية عبرية، هددت حزب الله ولبنان، مطمئنة الاسرائيليين إلى أن الحرب المقبلة لا تزال بعيدة، رغم التأكيد على التعامل الجدي مع التهديدات على الجبهة الشمالية وتواصل الاستعداد لامكان اندلاع مواجهة جديدة.
فبحسب المحللين الاسرائيليين فهم حزب الله بعد عملية الجرف الصامد نقاط ضعف إسرائيل، وأدرك ان المجتمع والجيش الإسرائيليين لا يستطيعان خوض حرب طويلة، واضعة في نفس الوقت خطاب الامين العام في خانة الردع لا الحرب، رغم تغير الوضع البطيء على الجبهة الشمالية، مبدين اعتقادهم بأن الرسالة موجهة بشكل مباشرة الى قائد الجبهة الشمالية اللواء كوخافي بفقدان اسرائيل قوة ردعها.
قيادة الجيش الاسرائيلي لم تتأخر في استعراض قدراتها متحدثة عن ادخال التعديلات على دبابات «الميركافا 4» المتطورة كذلك تحسينها للمدرعة «نامير» التي ستتحول الى معدات قتالية اساسية في التشكيلات العسكرية تتناسب ومتطلباتها في اي حرب جديدة .
وفي هذا الاطار تحدثت المصادر الاسرائيلية عن ان منظومة «معطف الريح» المضادة للصواريخ تمكنت من اعتراض صاروخ مضاد للدروع اطلق على دبابة من طراز ميركافا 4 مزودة بهذه المنظومة، دون ان تقع اصابات او اضرار في الدبابة.مضيفة ان جهاز الرادار الذكي المركب في المنظومة رصد مصدر اطلاق الصاروخ، فتصدت المنظومة بصورة اوتوماتيكية للصاروخ المعادي وتمكنت من اعتراضه اثناء تحليقه في الجو. يشار الى انه كان قد تم تزويد دبابات الميركافا 4 في الكتيبة التاسعة من اللواء المدرع 401 في الجيش الاسرائيلي بمنظومات (معطف الريح) على ان يصار الى تزويد كل الدبابات بتلك المنظومة تباعا.
الى ذلك، وعلى ضوء اللجان التي شكلها الجيش الاسرائيلي للتحقيق في اسباب اخفاقه في حربه الاخيرة على غزة وتكبده خسائر بشرية كبيرة، قررت رئاسة الاركان التزود بمئات ناقلات الجند المحصنة من طراز «ميركافا-نامار» في إطار خطة لتعزيز القوات الراجلة والبرية، وهي من إنتاج إسرائيلي، دخلت الخدمة عام 2009، تقل 9 جنود، إلى جانب أفراد الطاقم الثلاثة، مزودة برشاش من عيار 7,62 ملم مع إمكانية توجيهه آليا من داخل العربة، وبمحرك بقوة 1200 حصان، ووزنها 60 طنًا.
وبحسب المعروف عن الـ «الميركافا – نامار» فهي عربة الجيل الجديد، وتعتبر بالدرجة الأولى عربة قتال ونقل للمشاة، هيكلها الأساسي هو نفس هيكل دبابة «الميركافا 4» مما يمنحها قوة تدريع كبيرة على عكس أغلب عربات القتال الأخرى، كما تتميز بقدرة مناورة عالية، يعود الأساس في تصميمها إلى إحدى نتائج حرب تموز 2006 حيث إنتبهت القيادة العسكرية إلى التأثير السلبي لغياب المشاة عن أرض المعركة، لذلك تكمن مهمة المدرعة الأساسية في نقل وحدات المشاة بجانب أرتال المدرعات المتقدمة لتوفير الدعم الناري في مواجهة كمائن الصواريخ المضادة للدروع. كما توفر هذه المدرعة إمكانية المناورة في الطرق الغير معبدة وهي مجهزة بوحدة تكييف للهواء وحماية كاملة في مواجهة الأسلحة الكيماوية والإشعاعات النووية، ومزودة بأجهزة تصوير واستطلاع ليلية.وتتحدث المعلومات عن امكان تزويدها بنظام الحماية النشطة «تروفي»، على ان تجهز بها فرق المشاة الميكانيكية إلى جانب سلاح الهندسة، مع طراز جديد يتم تجهيزه لمهام الإستطلاع والقيادة على مسرح العمليات.
وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن وزير الجيش الإسرائيلي، موشي يعلون، اقر خطة رئيس هيئة الاركان العامة، بيني غانتس لتعزيز القوات البرية والتزود بنحو 500 مدرعة من طراز «ميركافا- نامار». علما ان القوات الإسرائيلية تستخدم ناقلات جند قديمة من طراز «برادلس إم 113» المعروفة في الجيش باسم «زالدا» (من نوع ناقلة الجند التي استهدفت في الشجاعية)، وهي قليلة التحصين، فيما تستخدم عددا قليلا من ناقلات الجند الثقيلة من نوع «أخزريت»، وعددا قليلاً من ناقلات «ميركافا- نامار».
الاكيد ان القيادة الاسرائيلية حاولت من خلال التعليق على كلام السيد نصر الله طمأنة جمهورها واظهار تمتعها بالتفوق والقدرات القتالية العالية ما يضمن قوة ردعها، غير ان الكثيرين يبدون عدم ثقة، مشددين على ان النتيجة الوحيدة لاي حرب هي الدمار والقتل على جانبي الحدود.
تعميم المركزي يخفض سعر صرف الدولار؟
بعد أن اصدر مصرف لبنان تعميماً جديداً يلزم المصارف بالحصول على موافقة مسبقة منه قبل فتح اعتمادات او دفع فواتير...