ما زال الامن الشمالي عنوانا يحتل صدارة الاهتمامات السياسية كما الامنية في موازاة عنوان الحدود الشرقية والمفاجآت الارهابية المرتقبة في اي لحظة في ظل التهديدات الميدانية اليومية.
وبرأي اوساط نيابية شمالية فان القطوع الامني المتربص بمدينة طرابلس لم يمر حتى الساعة وذلك على الرغم من كل الاجراءات والخطوات الامنية كما السياسية التي اتخذت في الاسابيع الماضية كما استمرار حال الاستنفار لدى كل فاعليات عاصمة الشمال لتطويق واستيعاب اي محاولات للعبث بالاستقرار واعادة عقارب الساعة الى الوراء اي الى مرحلة خطوط التماس السابقة في باب التبانة – جبل محسن. واضافت ان غياب رموز خطوط التماس التقليدية لا يعني غياب عوامل التوتر والتشنج الامني في مناطق اخرى شمالية حيث تبرز اتجاهات الى خلق محاور جديدة ولكن بعناصر مختلفة عن عناصر الصراع المذهبي في التبانة – جبل محسن السابق.
وسألت هذه الاوساط عن طبيعة الواقع الميداني في عاصمة الشمال حيث تجهد القوى السياسية الفاعلة الى المبادرة لسحب كل فتائل التفجير على انواعها، ولكن لم يحل ذلك دون تكرار حوادث الاعتداء المجرمة على عناصر الجيش اللبناني والتي كان آخرها الجريمة الارهابية التي استهدفت دورية للجيش وادى الى استشهاد احد عناصرها. ولاحظت ان هذه الجريمة قد اظهرت بوضوح ان الملف الامني ما زال غير ممسوك على مستوى المعالجات اولا كما ان الواقع معرض لاكثر من سيناريو ارهابي تحدد ساعة الانطلاق جهات خارجية ثانيا، وبالتالي فان محاولات الاستيعاب المبذولة تبقى غير كافية للاحاطة بكل عوامل الخطر الارهابي المتربص بالشمال والتي لم تغب يوما واحدا عن مسرح الاحداث وحافظت على وتيرة استهدافها للقوى الامنية من خلال عمليات الاعتداء على عناصر الجيش.
وانطلاقا من هذه الوقائع الميدانية المسجلة اخيرا فان الاوساط النيابية تحدثت عن تعزيز الخشية لدى اكثر من مرجعية شمالية من وجود مخطط ارهابي تكفيري لتفجير الاوضاع في الشمال، يركز في مرحلته الاولية على استهداف الجيش. واكدت ان ملامح الاستقرار التي سادت في الفترة الماضية بفعل الاجراءات السريعة المتخذة للحد من تدهور الوضع الامني وتخفيف منسوب الاحتقان المذهبي، قد زالت بفعل استشهاد الجندي جمال الهاشم بنيزان مسلحين ارهابيين، مما يؤكد ضرورة المبادرة الى الامساك بيد من حديد بالوضع الامني وضبط كل محاولات تفجير هذا الوضع تزامنا مع التصعيد على الحدود الشرقية الذي تواكب عليه المجموعات الارهابية بين فترة واخرى.
واستدركت في هذا السياق مشيرة الى ان الاجراءات المتخذة من قبل الاجهزة الامنية لملاحقة الارهابيين والمتعاونين معهم قد نجحت في التخفيف من منسوب الخطر ولكنها ادت في الوقت نفسه الى تصعيد هجوم الارهابيين على الجيش وابقاء الساحة الشمالية في دائرة الخطر على الاقل في المرحلة المقبلة.
ولاحظت الاوساط نفسها ان هذا الواقع بات يستدعي توسيع اطار المواجهة للمخططات الارهابية، رغم الكلفة المرتفعة، وذلك لحماية الاستقرار في منطقة الشمال ومنع تكرار تجربة الحروب «الصغيرة» في طرابلس. وشددت على ان المواجهة باتت مفتو حة مع الارهاب في كل المناطق من دون استثناء وليس فقط في بعض البلدات المعينة في البقاع او في الشمال. خصوصا في ضوء تنامي القلق لدى القيادات البارزة شمالا من مخطط لاستهداف الجيش تمهيدا لايجاد معادلة امنية وامر واقع يصب في مصلحة التنظيمات الارهابية التي تعمل لنقل المواجهات من القلمون الى الداخل اللبناني.
تعميم المركزي يخفض سعر صرف الدولار؟
بعد أن اصدر مصرف لبنان تعميماً جديداً يلزم المصارف بالحصول على موافقة مسبقة منه قبل فتح اعتمادات او دفع فواتير...