ينطلق الكيان الاسرائيلي من تعامله مع التحالف الدولي الذي اقامته الولايات المتحدة الاميركية لضرب «دولة داعش» في العراق وسوريا، من التسويق لنظرية الجمع بين المنظمات الارهابية وحركات المقاومة في سلة واحدة، فالاسرائيليون الذين باتوا يتحدثون عن انهم جزء لا يتجزأ من هذا التحالف، يفاخرون بـ «ان «داعش» لم توجه اهتمامها صوبنا، فلا تعوزنا أخطار امنية في المنطقة»، وهي بالتالي لن تنجر الى هذا «السيرك» .. الممثل في التحالف الدولي، طالما انه لا يشمل حركات ارهابية تحولت الى «دول ارهابية» كحماس في قطاع غزة، و«حزب الله» في لبنان ، ولعل ما قاله رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو يشير الى حاجة اسرائيل لقيام دول قائمة على التطرف الديني على شاكلة «داعش» فـ «اسرائيل ليست عدوا للدول السنية في المنطقة بل نحن نكافح سوياً»، ولا مصلحة لاسرائيل في ضرب المتطرفين السنة.. وتقوية «المتطرفين الشيعة»(!).
لكن الكيان الاسرائيلي يضع نفسه معنيا بالمشاركة في التحالف الدولي ضد «داعش»، انطلاقا من مزاعمه التي تحاول ان تقنع اصدقاء اسرائيل من الاميركيين والاوروبيين وبعض العرب ، بانها اول من حارب الارهاب ، في اشارة الى حركة «حماس» و «حزب الله» ، وسعيا منها لتوريط المشاركين في التحالف في حرب مع «حزب الله»، ولايجاد «سلة كاملة» لـ «المنظمات الارهابية» ، من «داعش» الى منظمات معادية لاسرائيل «، ومنها «حماس» و «حزب الله»، وما يُزعج الاسرائيليين ، وفق ما جاء في صحيفة «هآرتس» الصهيونية ، ان التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الاميركية ضد «داعش» في العراق وسوريا ، لن يؤثر سلبا على المسار التفاوضي القائم بين ايران والاوروبيين والاميركيين في شأن الملف النووي، بل ان الاعتقاد الاسرائيلي السائد يتحدث عن مصلحة ايرانية لا تعكسها مواقف «الجمهورية النووية» من التحـالـف ، في قيام التحـالف.
والتسويق الذي اطلقه وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان من ان «حركات الارهاب» تحولت الى «دول ارهابية»، كما هو الحال في قطاع غزة و«دولة حماس» وحالة «حزب الله» في لبنان، و«داعش» في العراق وسوريا، وفق ما يرى ، يراهن عليه الاسرائيليون ، في منع اي تقارب بين واشنطن وطهران الراعي الاساسي لـ «حزب الله».
عن الهواجس الاسرائيلية من ان يؤدي الحرب الدولية على «داعش» ، الى تقارب اميركي ــــ ايراني ، تقول صحيفة «يديعوت أحرونوت» ان مسؤولين اميركيين كبارا في البيت الابيض تعهدوا لمسؤولين اسرائيليين ، أنه «لن تكون هناك تسوية في الموضوع النووي الايراني»، وتنقل الصحيفة عن رئيس المعارضة الاسرائيلية ، بإن المسعى الاسرائيلي امام الاميركيين والغرب عموما، هو في افهامهم بان محاربة «داعش» يجب ألا تؤثر بالمطلق على محاربة جهات وعناصر «ارهابية» اخرى في المنطقة، وعلى رأسها ايران و«حزب الله» في لبنان. وتلفت الصحيفة الى انه لا يجب الاستهانة بالخطر الآتي من قبل تنظيم «داعش» ودولتها التي نجحت خلال بضعة أشهر في أن تقلب برنامج العمل الاستراتيجي للشرق الاوسط، وتسيطر الآن على مساحات واسعة من غرب العراق وشرق سوريا، وتهدد بالدخول الى لبنان والاردن ودول الخليج، والدول السنية «المعتدلة» قلقة جدا، والاميركيون مستعدون للتعاون مع ايران لصد تقدم التنظيم الارهابي الذي يخلف وراءه سلسلة طويلة من الفظاعات واعمال القتل، ولا تجد الصحيفة سببا في ان تنجر اسرائيل الى هذا «السيرك» المشكل لمواجهة تنظيم «داعش» الذي لا يوجه اهتمامه الى الان صوبنا، فلا تعوزنا أخطار امنية في المنطقة، تجربة الاسرائيليين مع المنظمات الاسلامية المصنفة ارهابية ، كانت مشجعة لهم، بحيث نسجت معها علاقات ودية، ترجمت بتقديم تسهيلات لها عبر جبهة الجولان ومعبرها الى داخل الاراضي السورية المحتلة في الجولان، وقد وصفت اسرائيل هذه المنظمات بـ «المعتدلة»، بعد ان تلقت اسرائيل رسائل ودية تفيد بان لا داعي لقلق اسرائيل من الأوضاع في الجولان، ونقل موقع «روتر نت» الصهيوني تأكيدات من نائب قائد ما يسمى «كتيبة ألوية صلاح الدين» تطمينات، بأن منظمته وغيرها من التنظيمات الاسلامية المعارضة للنظام في سوريا، لن تُقدم على الاضرار بالامن الاسرائيلي او شن عمليات ضد الاسرائيليين».
فيما يبالغ نائب وزير الخارجية الصهيوني تساحي هنغبي في تفاؤله من قيام التحالف ضد تنظيم «داعش»، حين يصف قيام التحالف بـ «البشرى السارة» لاسرائيل، خاصة انه يمكن القول ان لا تعاون بين ايران والولايات المتحدة في هذا الشأن، وقال ان تبلور الائتلاف الدولي ضد تنظيم «داعش» جيد، خاصة بعد سنين شعرت خلالها «اسرائيل» انها مضطرة لمواجهة الارهاب لوحدها، واضاف ردا على سؤال حول تعاون اميركي ايراني محتمل في محاربة «داعش»، ان مسؤولين اميركيين التقاهم في واشنطن أخيرا، اكدوا له ان هذا الامر لن يؤثر على موقف الولايات المتحدة الحازم فيما يتعلق بالبرنامج النووي الايراني.
«اي تحالف تقوده الولايات المتحدة الاميركي في منطقة الشرق الاوسط ، فان مهامه ووظيفته لن تكون الا لمصلحة اسرائيل» ، تلك هي قناعة الاسرائيليين التي بنوها على سياسات استراتيجية قائمة بين الولايات المتحدة الاميركية والكيان الاسرائيلي، فالطرفين، برأيه رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو، لهما نظرة واحدة تصنف حركات المقاومة بـ «الارهاب»، وبخاصة تلك المرابضة في قطاع غزة من قبل حماس، وفي جنوب لبنان من قبل «حزب الله»، ويُنبه نتنياهو خلال «مؤتمر السياسات ضد الارهاب» في هرتسليا قرب تل ابيب، من ان يؤدي محاربة «داعش» الى تقوية من اسماهم بـ «الشيعة المتطرفين»، في اشارة منه الى طهران وحلفائها في العراق والمنطقة، «داعش»، وقال : «إن تل ابيب جزء لا يتجزأ من هذا الحلف، انطلاقا من وضع حركات المقاومة والتنظيمات الارهابية في سلة واحدة، ويقول ان «حماس» و«حزب الله» وتنظيم القاعدة و«داعش» وبوكو حرام في نيجيريا، هم فروع من نفس الشجرة السامة»، مؤكداً «على محاربة هذه التنظيمات بنفس الطريقة، لانه «اذا حققت مآربها في مكان ما، فستتمكن من تحقيقه في اماكن اخرى ، ثم يُطلق نتنياهو الغزل نحو ما اسماها «الدول السنية» في المنطقة ، ويقول «لقد بات على هذه الدول ان تفهم بان اسرائيل ليست عدواً لها ، بل نحن نكافح سوياً»، و«ممنوع علينا ان نقوي «متطرفين شيعة» من اجل اضعاف «متطرفين سنة».
لماذا يهدّد الروس العالم بالسّلاح النووي؟
كان الخطاب الذي أطلقه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال الاحتفال بضمّ الأقاليم الأربعة إلى روسيا بمنزلة استكمال للخطاب السابق الذي...