هل سينخرط لبنان في الحلف الدولي ضد «داعش»؟
طالما السياسة بالتراضي والامن بالتراضي في لبنان وفي ظرف استثنائي هو الاخطر في تاريخ المنطقة، فان لبنان ذاهب نتيجة «غباء مسؤوليه الى شفير الهاوية» وتحضير ارضه لفتن طائفية ومذهبية حسب مصادر سياسية مطلعة على كل التفاصيل، خصوصاً وان المسؤولين شرعوا البلد «وفتحوا رجليه» لكل عابر سبيل وهذا ما ظهر في جلسة مجلس الوزراء الاخيرة حيث فوجىء الوزراء بعد عرض التقارير بحجم التدخل القطري والتركي بملف المخطوفين العسكريين رغم اعلان الدولتين عدم تدخلهما. لكن المعلومات السرية من مجلس الوزراء كشفت انهما يعملان بصمت ويفاوضان مسلحي «داعش» في جرود عرسال عبر ضابطين قطري وتركي وصلا الى لبنان كل على حدة وانتقلا الى عرسال لمفاوضة المسلحين والبحث في شروطهم، حيث أكد المسلحون على شرطهم الأساسي منذ اسابيع لجهة اصرارهم على تأمين مكان آمن يقيهم فصل الشتاء في ظل استحالة البقاء في الجرود او الانتقال الى شمال حلب او الداخل السوري وهذا ما يرفضه حزب الله والنظام السوري جملة وتفصيلاً.
وحسب المصادر السياسية نفسها التي تؤكد ان «ذبح» الجندي اللبناني علي السيد تم قبل وصول الضابطين القطري والتركي، واشارت الى أن «الوزراء في جلسة مجلس الوزراء فوجئوا بالتقارير عن حجم المسلحين وتزايدهم في جرود عرسال وبالعديد من المناطق اضافة الى الخلايا النائمة بين اللاجئين السوريين والمخيمات التي لا تبشر بالخير. وبالتالي فان المسلحين جاهزون وربما ينتظرون كلمة سرها، للتحرك واخذ البلدة، او المخيمات لتفجير الاوضاع عندما تنضج الظروف وتحديداً من قبل الدول في ظل لعبة كبيرة في المنطقة لا ترحم ولا توفر احداً.
وتضيف المصادر «ان لبنان ليس في اهتمامات احد الا في «الباب العرسالي» وخطر «داعش» وليس من باب بعبدا؟ وبالتالي لم يعد لبنان صندوق رسائل بين الدول او حاجة غربية او عربية لادواره، وتؤكد المصادر ان كل الذين زاروا الخارج ومنهم قيادات مارونية دينية وسياسية توصلوا الى قناعة ان الانتخابات الرئاسية ليست في اهتمامات احد، ولم يعد رئىس الجمهورية «الماروني» الضمانة لاستقرار البلد، فميول لبنان السياسية وموقعه لم يعد يغري الدول الغربية الذين يعرفون ان قراره ليس في بعبدا او في السراي بل في الخارج وان معظم اللبنانيين ينتظرون بفارغ الصبر هذه الاشارات والرسائل وبالتالي، فقد لبنان دوره الذي كان يتباهى به البعض والذين ما زالوا على عنادهم بأن لبنان هو آخر الكون.
وحسب المصادر، فان اللقاء السعودي ـ الايراني لم يتطرق نهائىاً الى الملف اللبناني ولا الى رئاسة الجمهورية وركز بالدرجة الاولى على الملف العراقي وكيفية ترتيب «البيت العراقي» كون العراق على الحدود السعودية الايرانية مباشرة وان مصالح الدولتين يفرضان ترتيب الوضع في العراق، كما جرى التطرق الى الملف السوري في ظل استمرار الخلاف لكن ليس بالحدة التي كانت سائدة مع بداية الاحداث السورية، وحتى الآن لم يفهم التدبير السعودي الايجابي تجاه سوريا لجهة اعطاء تسهيلات لـ5 ديبلوماسيين سوريين يعملون بالقنصلية السورية في جدة لانجاز المعاملات السورية، وهل تم هذا الامر بطلب ايراني او انه بادرة سعودية، لكنه لا يبنى عليه حسب المصادر السياسية للشروع بتحسين العلاقات. علماً أن الملف السوري كان على طاولة البحث بين مسؤولين سعوديين وروس وتبين للمسؤولين السعوديين ان الروس متشددين في الملف السوري اكثر من اي جهة اخرى، وربما فاقوا الايرانيين في تشددهم خصوصاً مع الهجوم الغربي على روسيا من الباب الاوكراني حالياً.
وتتابع المصادر ان الديبلوماسية الايرانية ابلغت كل من فاتحها بالملف الرئاسي وتحديداً فرنسا منذ اشهر «انها لن تتجاوز سوريا وقرار الرئيس بشار الاسد في لبنان رئاسيا لحساسية هذا الملف عند السوريين»، كما ان السوريين ابلغوا «بالواسطة» انهم مع ما يقرره السيد حسن نصرالله في هذا الملف وهم موافقون على ما يقترحه. ولذلك فان الملف الرئاسي في «حارة حريك» وليس في دمشق أو طهران او موسكو وعلى 14 اذار ان تفهم هذه المعادلة ولا تنتظر «السجاد» من ايران ليفرش على طريق بعبدا بل عليها الاقتناع بهذه المعادلة، وحتى ايران ابلغت هذا الامر للمسؤولين اللبنانيين مؤخراً، وبالتالي فان الاستحقاق الرئاسي ليس في حسابات الكبار، ولا انتخابات رئاسية في العام 2014 وحتى 2015، وطالما اللبنانيون وحسب المصادر غير متفقين على طريقة مواجهة «داعش»، العدو الاساسي لهم فكيف سيتفقون على اسم رئيس للجمهورية. الوضع في لبنان مأساوي والمعارك في عرسال ستتمدد عاجلاً ام اجلا، حسب المصادر السياسية، وطرفيها الاساسيين حزب الله وسوريا من جهة و«الداعشيون» من جهة اخرى يتحضران للمعركة الكبرى ويعرفان انها قادمة، فكيف سيتصرف لبنان، وهنا السؤال، هل سيشارك لبنان في الحلف الدولي لمحاربة «داعش»، خصوصاً ان سوريا ترفض المشاركة والدخول منفردة دون روسيا وايران، وهذا موقف 8 اذار ايضا، فيما واشنطن قامت بالاستفسار عن موقف لبنان ووجهت الدعوة له للمشاركة، اما الموقف الاميركي من سوريا فتؤكد المصادر السياسية ان لا فيتو من واشنطن على دخول سوريا شرط تخليها عن مطلب مشاركة روسيا وايران وعندها تكون حليفة المجتمع الدولي، لان الهدف الاميركي – الاسرائيلي فصل ايران عن سوريا، وهذا من المستحيل الموافقة عليه من سوريا ولذلك فإن المعركة في دمشق طويلة.
اما في لبنان تضيف المصادر فان واشنطن تنتظر الرد، فاذا كان ايجاباً فان جولة الامين العام للامم المتحدة الغربية الى المنطقة ستشمل لبنان وكذلك سيزور وزير خارجية اميركا لبنان للتأكيد على الشراكة، واذا بقي الموقف اللبناني «لا معلقا ولا مطلقا» فان لا مساعدات للجيش من قبل دول الغرب، خصوصا ان واشنطن تعد لتحالف دولي شبيه بالتحالف الدولي الذي ضرب العراق ودمره وما زالت المنطقة تدفع ثمنه لليوم، ولذلك سيبقى الوضع في لبنان في ثلاجة الانتظار هبّة باردة وهبّة ساخنة حتى تتبلور الامور بين اللاعبين الكبار.
رضوان الذيب
مقتل قياديين اثنين من “داعش” في غارة أميركية شمالي سوريا
أعلنت القيادة المركزية الأميركية، مقتل قياديين اثنين ينتميان لتنظيم "داعش" في غارة جوية، في القامشلي شمالي سوريا. وقال بيانٌ للقيادة...