فيما كان طيران التحاف الدولي ـ العربي يدمر مصافي النفط السورية تحت عنوان ضرب «داعش» على أرض الجمهورية العربية السورية كان الجيش اللبناني بأسلحته المتواضعة ولكن بعنفوان عال وبقوة وإرادة فولاذية لضباطه وجنوده البواسل يقصف مواقع المسلحين الإرهابيين التكفيريين في جرود عرسال ويحقق اصابات مباشرة ويحبط محاولاتهم المتكررة بالتسلل باتجاه البلدة، ما يعني بأن الأداة العسكرية الفعلية الفاعلة والناجعة لإستئصال الإرهاب التكفيري سريعا تبقى للمعارك العسكرية البرية في حين أن الضربات الجوية من أعالي السموات التي تدمر كل شيء بما فيها البنية التحتية لسوريا من شأنها أن تجعل معركة القضاء على تنظيم «داعش» يستغرق وقتا طويلا قد تستمر السنوات لن يبقى فيها «حجر على حجر» في سوريا كما أن الخسائر البشرية في صفوف المدنيين ستجعل فاتورة هذه الحرب التي تخوضها أميركا وحلفائها الغربيين والعرب من الجو باهظة الأثمان ليس فقط على الشعب السوري الذي يتحمل مباشرة وزر هذه الحرب بل أيضا على كافة الدول المحيطة والمجاورة لسوريا. هذا ما قالته مصادر دبلوماسية في بيروت لـ «الديار».
المصادر اشارت الى ان هناك أكثر من علامة استفهام ترسم حول عنوان الحرب على «داعش» مع ما يتخلله من ضربات جوية عنيفة وغير منضبطة تقوم بها الطائرات الغربية والعربية في سوريا والعراق مع ما يتخللها من استعراضات عربية بالية فارغة كما ظهر من خلال المفاخرة بأن أن نجل ولي العهد السعودي شارك بصحبة مجموعة من الطيارين السعوديين في تنفيذ الهجمات ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا وكأنه يحقق عملا بطوليا اسطوريا لا مثيل له، أو من خلال الإعلان على أن هناك سيدة إماراتية تقود طائرة حربية للمشاركة في الضربات الجوية ضد تنظيم «داعش» وكأنها بذلك تنقذ النساء العربيات من مهالك التمييز والتعنيف التي تمارس ضدها في المجتمعات العربية ، حيث أن وسائل الإعلام ركزت في تقاريرها على مثل هذه الأخبار التي جرى بثها لشغل الرأي العام عن مسألتين أساسيتين: المسألة الأولى وهي الأهداف الحقيقية المتوخاة من هذه الضربات الجوية التي تظهر التقارير الميدانية بأنها إلى جانب كونها تستهدف تنظيم «داعش» وغيره من التنظيمات الإرهابية إلا أنها أيضا تساهم بشكل منهجي في تدمير سوريا حتى اشعار أخر، والمسألة الثانية تضيف المصادر تتعلق بإبعاد تركيز الرأي العام عن السيرة الذاتية لبعض الدول الإقليمية والعربية التي تشارك في العمليات العسكرية ضد «داعش» سيما أن التقارير الإستخباراتية السرية العديدة المصادر تثبت على أن السيرة الذاتية لتلك الدول مشبعة بالأحداث المتتالية التي تؤكد تورطها المزمن في دعم المسلحين الإرهابيين بالمال والسلاح والعتاد وأمنيا وعسكريا واستخباراتيا ولوجستيا، ما يعني بان مسارعة بعض الدول المشاركة في التحالف الدولي ـ العربي بالإعلان من أعلى منابر بعض المنتديات العالمية على أنها شريكة في مكافحة الإرهاب وبأنها من خلال مشاركتها هذا التحالف الدولي قد حفظت لنفسها موقعا على خريطة العالم كدولة محسوبة في الصف المحارب للإرهاب، لا يمكن أن ينفي أو يمحي الوقائع الدامغة التي تبرهن بالدليل القاطع بأن تلك الدول هي متورطة وعلى أعلى المستويات في انتاج الخلايا التكفيرية الإرهابية ليس فقط على مساحة المنطقة العربية وحسب أي في لبنان وسوريا والعراق واليمن وليبيا وتونس والجزائر ومصر وغيرها من البلدان العربية بل على مساحة كل العالم.
المصادر عينها أضافت بأن أهمية العمليات العسكرية البرية الميدانية في التصدي لأوكار الإرهاب وبؤره الخطيرة يمكن الإستدلال عليها من ما يتعرض له الجيش اللبناني من اعتداءات متكررة تدل على أن المسلحين الإرهابيين قد أصابهم الضعف والوهن جراء هذه الضربات الميدانية للجيش التي احبطت مخططات الإرهابيين وشلت حركتهم من خلال توقيف أبرز عناصرهم الحاضرة والجاهزة لتنفيذ العمليات الإرهابية على أرض لبنان، والدليل الساطع عن مدى ارباك المسلحين جراء العمليات التي تنفذها نخبة الوحدات القتالية العسكرية اللبنانية يكمن في ما يتعرض له الجيش اللبناني من اعتداءات تكاد تكون شبه يومية على جنوده وسياراته وآلياته ومراكزه في عرسال وطرابلس وعكار وغيرها من المناطق اللبنانية ما يدل ويؤكد بشكل واضح بان العمليات الميدانية التي قامت بها المؤسسة العسكرية على صعيد تنفيذ المداهمات لمخيمات اللاجئين السوريين والتي أسفرت عن توقيف مئات المطلوبين المشاركين والمتواطئين والحاضنين للإرهاب التكفيري ومخططاته الإجرامية ضد لبنان كانت عمليات ناجحة بكافة المقاييس الأمنية والعسكرية وهذا ما جعل المسلحين الإرهابيين وبعض القوى المتضامنة والمتعاطفة معهم أو المراهنة على الإرهاب التكفيري في لبنان تفقد صوابها من خلال التصريحات التي أطلقت من هنا أو هناك.
وفي هذا الإطار، قالت أوساط متابعة بأن هناك من أراد التشويش على النجاح الأمني والعسكري الذي حققه الجيش ضد الإرهابيين الذين كانوا يخططون ويحضرون وفقا للمعلومات الأمنية الدقيقة لتنفيذ عملية عسكرية مباغتة للجيش في بلدة عرسال. وما الإعتداءات التي كانت تستهدف الجيش في مدينة طرابلس وغيرها من المناطق إلا وسيلة يستخدمها الإرهابيون التكفيريون وعملائهم الأصوليون السلفيون التكفيريون في بعض المناطق اللبنانية من أجل تشتيت تركيز الجيش وتضعضع قواه العسكرية، وهدف مخطط المسلحين الإرهابيين في جرود عرسال بحسب الإعترافات التي أدلى بها بعض الموقوفين كانت تقضي بفك الطوق المحكم عليهم وفتح خطوط الامداد التموينية والغذائية والعسكرية في فصل الشتاء بين بلدة عرسال وجرودها الوعرة والباردة خصوصا أن هؤلاء المسلحين فشلوا مرارا وتكرارا في محاولاتهم في فتح ممر لهم من خلال الأراضي السورية.
واشارت الى أن التشويش على الإنجاز العسكري والأمني الذي حققه الجيش اللبناني في حربه المستمرة مع المسلحين الإرهابيين ظهر في أبهى تجلياته من خلل مسارعة البعض إلى إثارة الرأي العام السني عن سابق تصور وتصميم تحت عنوان رفض الإنتهاكات بحق اللاجئين السوريين في عرسال عبر الإعلان عن تنفيذ «جمعة رفض ذبح عرسال» على أثر المداهمة التي نفذها الجيش اللبناني للمخيمات التي تأوي عشرات المطلوبين والمشتبه بهم الخطيرين في عرسال وفقا للقوانين والأنظمة المرعية الإجراء وتنفيذا لقرار المرجعية السياسية للدولة اللبنانية القاضي بمحاربة الإرهاب، بحيث أن العشرات ممن اعتقلهم الجيش اللبناني قد اعترف في التحقيقات بأنه شارك المسلحين الإرهابيين في جرود عرسال بأعمال عسكرية وأمنية ارهابية ضد الجيش والمواطنين الأبرياء في عرسال… وضمن هذا السياق كان للجيش تحركا سياسيا باتجاه المرجعيات السياسية لتوضيح حقيقة ما يجري على أرض الواقع لناحية العمليات العسكرية التي تنفذها وحداته العسكرية على مساحة كل أرجاء الوطن وفقا لأعلى المعايير الأمنية البعيدة كل البعد عن أي خلفيات واعتبارات سياسية والحريصة على حماية لبنان واللبنانيين والنازحين السوريين على حد سواء من الإرهاب التكفيري الذي لا يتوانى عن استخدام السوريين الأبرياء النازحين وقودا لبربرية ووحشية اجرامه في لبنان.
هشام يحيى