بعد ان هدأت موجة السيارات المفخخة التي تنقلت منذ فترة في عدد من المناطق اللبنانية ، ثمة معلومات من مصادر محلية واقليمية عن إمكانية عودة هذه الموجة الخطرة، خصوصاً بعد اكتشاف السيارة المفخخة في عرسال قبل يومين، بالتزامن مع قدوم مجموعات إرهابية انتحارية من معبر «تلة الحصن» قبل ان تسيطر نيران الجيش اللبناني عليه، هذا وتنقل مصادر سياسية عن جهاز أمني بارز أن هؤلاء على قدر كبير من الخطورة، ما يعني ان لبنان يعيش اليوم على فوهة بركان وخصوصاً المناطق الشيعية المهددّة، لان الهدف من عودة السيارات المفخخة الى مناطق البقاع الشمالي هو إشعال الفتنة المذهبية، وفق ما تبلّغت القيادات من أكثر من مرجعية أمنية، في ظل استعداد التنظيمات المخرّبة استغلال الأوضاع وتنفيذ عمليات انتحارية من خلال احزمة ناسفة عند ساعة الصفر، اي بحسب ما تقرّر اجندة المجموعات التي ُترسلهم الى لبنان بهدف توجيه رسائل سياسية في عدة اتجاهات، منها تعطيل الاستحقاقات المرتقبة بشتى الوسائل لإبقاء الوضع السياسي على حاله.
واستناداً الى معلومات فإن قيادات امنية بارزة عزّزت كثيراً من الإجراءات حول منازلها ومكاتبها، كما عمدت الى الحد كثيراً من تنقلاتها إلا في حالات الضرورة القصوى، على أثر تلقيها تحذيرات بوجود لائحة تضم أسماءها مهدّدة بالاغتيال.
الى ذلك تعتبر مصادر سياسية مواكبة للاحداث أن الاجهزة الامنية حققت ضربة استباقية نوعية وانتصاراً جديداً على المشروع التكفيري، الذي دخل لبنان بقوة على أثر عودة التدهور الامني الى العراق ، لكن في ظل تفاقم الوضع بشكل غير مسبوق هنالك تخوّف من عمليات انتقامية على حواجز الجيش كردة فعل من الحكومة والمؤسسة العسكرية، وهذا ما استدعى رفع مستوى التعاون بين الاجهزة الامنية بأجمعها منذ فترة، وخصوصاً مع شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي التي كانت وراء كشف اسماء ومكان تواجد المنتمين الى جهات اصولية، والذين كانوا يتحّضرون للقيام بأعمال انتحارية في اماكن محدّدة في العاصمة بيروت قبل فترة، وذلك من خلال تقارير حصلت عليها من أجهزة استخباراتية غربية.
واكدت هذه المصادر وجود اتجاه لتفعيل دور الامن العام بعد نجاحه في العمليات النوعية، خصوصاً ان ما يجرى من انتهاكات عبر الحدود له صلة وصل بمهامهم، ومنها دخول الارهابيين بطرق غير شرعية، او بطريقة ملتبسة من خلال الحدود او المطار والى ما هنالك من طرق عبور، مشددة على ضرورة تنفيذ هذه الاجراءات بعد اكتشاف سيارة عرسال، وهذا يعني الخوف من تحويل هذه البلدة البقاعية الى قلمون اخرى من خلال جعلها مكاناً لتجهيز السيارات المفخخة من قبل المجموعات الارهابية، مشيرة الى ان الاجهزة الامنية ستقوم بالتأكيد بعملية مسح شامل في البلدة للتفتيش عن سيارات مماثلة، ستكون وجهتها المناطق الشيعية لتحقيق ما عجزت عنه في عمليات الخطف والخطف المضاد التي سرعان ما أطفأ الجيش وهجها التخريبي، اذ كانت ستوصل لبنان الى الحرب الاهلية من جديد، كاشفة عن معلومات بوجود سيارتين مفخختين يقوم الجيش بالتفتيش عنهما، في ظل طبيعة المنطقة الوعرة جغرافياً، حيث تكثر التضاريس والمخابئ، وسط صعوبة كبيرة في ضبط دخول المسلحين والسيارات على الحدود اللبنانية – السورية.
وختمت هذه المصادر بالاشارة الى ان الوضع الامني في مناطق البقاع خطر جداً، خصوصاً في حال تعرّض العسكريون المخطوفون لأي سوء، لان بلدات البقاع الشمالي تحديداً ستكون حينها امام منعطف خطر، واصفة الوضع بالمقلق بسبب الاحتقان المتواجد على الساحة السياسية والامنية، في ظل استنفار عام من كل القوى المتواجدة هناك.
صونيا رزق