ترتدي المرحلة الراهنة أهمية خاصة، نظراً لتشعّب وتعقيدات الملفات السياسية والاستحقاقية وسط اجماع من كافة المكونات السياسية على أن الاستحقاق الرئاسي الى الوراء درّ، وبالتالي المبادرات التي طرحت وتطايرت من هذا الفريق وذاك أو من هذه الجهة وتلك لم تعطِ أي نتيجة بل صبّت في سياق المناورات ومحاولات الاستدراج السياسيّ مع معرفة وثيقة لمن يطلقها بأنها كمن يفتش عن «إبرة في كومة قشّ».
من هنا وبخفي حنين عاد التفاؤل الذي ساد بعض القوى السياسية بقرب انتخاب رئيس للجمهورية الى المربّع الأول، وذلك مردّه وفق اوساط في «تيار المستقبل» الى جملة تطورات محلية واقليمية فرملت الاشارات المريحة التي سبق وتحدث عنها تحديداً رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وذلك من خلال العناوين التالية:
اولاً: يظهر جلياً أن الصراع السياسي بين الأفرقاء المسيحيين في مكانه ولم يتغير شيء وتحديداً على مستوى التيار الوطني الحرّ والقوات اللبنانية وهذا ما يظهر عبر الحملات المتبادلة بين الطرفين وعليه ان الردّ على ما طرحه العماد ميشال عون من حصر المنافسة بينه وبين الدكتور سمير جعجع وانسحاب عضو «اللقاء الديمقراطي» المرشح السياسي هنري حلو، ولد ميتاً بمعنى أن مبادرة عون لم يكتب لها النجاح مع الإشارة ان رئيس اللقاء الديمقراطي لن يسحب النائب حلو.
ثانياً: ان التطورات الاقليمية متسارعة، فالمملكة العربية السعودية طالبت بوضع حزب الله على لائحة الارهاب الدولي، ولكن هذا لا يعني تقول الاوساط ان الرياض تسعى لأي تدخل في الملف الرئاسي أو اي شأن لبناني داخلي، فموقفها من النظام السوري وحزب الله ليس بالجديد فسبق لها ودانت تدخل طهران وحزب الله بالحرب السورية الى استيائها من الحملات التي طاولتها مؤخراً من قبل الحزب، انما من الطبيعي هذه الاجواء لها تأثيراتها على مجريات الأحداث في لبنان ومن ضمنها الاستحقاق الرئاسي.
ثالثا: استمرار الحرب السورية ودون أفق لأي حلّ مرتقب لهذه الأزمة الكبيرة والمعقدة والصعبة والتي لها ارتدادات على الداخل اللبناني وصولا الى ما يجري في العراق واليمن وفلسطين، فهذه العوامل تؤكد المصادر، تبقي الصراع الاقليمي قائماً، ربطاً بأزمة أوكرانيا والخلاف الدولي ولا سيما بين الولايات المتحدة الأميركية وروسيا، ايضاً لها تأثيرات واضحة على الساحة المحلية ومن الطبيعي ذلك ما يعيق أي توافق دولي لإمرار الاستحقاق الرئاسي على خير وسلام.
وأخيراً ترى الأوساط أن هذه النقاط عوامل أساسية في اطار فرملة الانتخابات الرئاسية وعودة الامور الى الوراء اضافة الى الانقسام الداخلي الذي بدوره له المعطى الأساس في عدم ولوج أي حلّ في هذه المرحلة، ولكن قد تأتي اللحظة الاقليمية «في ليلة ما فيها ضو قمر» وعندئذ يحصل التوافق الداخلي وبكبسة زرّ ويذهب الشباب الى ساحة النجمة لانتخاب الرئيس بمعزل عن أي خلافات وتباينات أو اذا اعتبر هذا المجلس شرعي بعد التمديد أم غير شرعي، وسألت اوساط المستقبل كيف يقبل البعض أن ينزل الى المجلس النيابي وهو مرشح رئاسي ويعتبر المجلس غير شرعي ومطعون فيه والطعن يرقد في المجلس الدستوري ما يثير التساؤلات وهو لأمر مضحك ومبك في آن.
تعميم المركزي يخفض سعر صرف الدولار؟
بعد أن اصدر مصرف لبنان تعميماً جديداً يلزم المصارف بالحصول على موافقة مسبقة منه قبل فتح اعتمادات او دفع فواتير...