بعد الزيارة التاريخية، التي قام بها الرئىس الايراني السابق، محمود احمدي نجاة، للمملكة العربية السعودية، والتي هدفت لتبديد مخاوف دول الخليج ولا سيما السعودية، والتي عززها الغرب بقيادة الولايات المتحدة الاميركية، من رغبة طهران ممارسة حقها في انتاج الطاقة النووية السلمية، الا ان هذه الزيارة انتهت مفاعيلها بحسب مصادر ديبلوماسية مع عودة الرئيس الايراني الى بلاده، لان الهواجس والقلق ارتفع منسوبهما في المملكة، ورسمت سياسات انطلاقاً من هذه المخاوف، وخصصت ميزانيات مالية هائلة لشراء السلاح من بريطانيا، فرنسا واميركا، لمواجهة الخطر الايراني المفترض، والذي وضعت له ايديولوجيات عميقة، وتحليلات تاريخية عن هذا العدو الموجود في المخيلة الخليجية بواسطة التلوث الفكري والثقافي واستمرت القيادات الايرانية في اكثر من موقع تؤكد في كل مواقفها، حرصها على افضل العلاقات مع السعودية ودول الخليج، حفاظاً على الكثير من المشتركات اليومية، الاقتصادية والاجتماعية والدينية، وحفاظاً على امن واستقرار الخليج التي تحاول الولايات المتحدة الاميركية ان تزرع فيه كل اسباب الاحترابات التي تسعى اليها.
اما اليوم تضيف الاوساط انه رغم كل ما قامت به طهران مع السعودية ودول الخليج، من مد يد التعاون لدرء الاخطار عن المنطقة، نرى ايران اليوم غيّرت سلوكها هذا عكس الحقبة السابقة، والتي وصفت خلالها ايران بان السعودية دولة محورية، حيث قررت وزارة الخارجية الايرانية وبلسان نائب وزير الخارجية عبداللهيان، ان تنفي كل المعلومات الصحفية والتي سربتها قيادات سعودية، بان وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف سيزور السعودية، ولم يكتف عبد اللهيان بنفي الزيارة بل ذهب الى ما هو اقسى من ذلك، عندما قال: «لا يوجد في برنامج اعمال الوزير ظريف اي زيارة للسعودية، الا ان ايران ترحب بزيارة وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل».
واشارت اوساط سياسية في 8 آذار متابعة للملف، العلاقات الايرانية ـ السعودية الى ان الدور التخريبي في سوريا والعراق، خاصة في الآونة الاخيرة تجلّى حيث قامت السعودية بتشجيع داعش الى دخول العراق، لذلك لا ترى طهران الوقت مناسباً لزيارة السعودية لان السعودية ما زالت مصرة على الدور التخريبي الذي اطلعت به في الحرب الكونية التي تواجهها سوريا.
ولفتت الاوساط الى ان فتح قنوات الاتصال مع السعودية، لم يتوقف عما قام به وعبر عنه الرئيس الايراني السابق، بل تابعه الرئيس الايراني الحالي الشيخ حسن روحاني وحكومته التي عبرت عن رغبتها بتعزيز العلاقات بين البلدين، لكن استمرت السعودية تراوح مكانها ولم تبد اي رغبة بتديل سياساتها في لبنان وسوريا والعراق، في وقت يعبّر المجتمع الدولي عن رغبته بضرورة التواصل بين البلدين، والذي من شأنها تخفيف حدة التوتر في المنطقة.
وترجع الاوساط السياسية، اسباب السياسات السعودية في المنطقة وترددها في المراحل السابقة بملاقاة طهران الى منتصف الطريق الى عاملين اثنين، العامل الاول هو دين يرتكز على الفكر الوهابي، والعامل الثاني وجود الامير سعود الفيصل على رأس وزارة الخارجية السعودية منذ عشرات السنين، والذي بات أسير افكار وسياسات كارهة لطهران لا يستطيع التخلي عنها، ولكن تؤكد الاوساط ان العلاقات الايرانية ـ السعودية تمر في اسوأ مراحلها وسيكون لها ارتداداتها على العديد من الميادين المشتعلة في المنطقة من بينهم لبنان في حين تشير كل المؤشرات الدولية الى قرب توقيع الاتفاق بين طهران والسداسية الدولية وهذا ما كانت تخشى منه الرياض، وشكل سبباً في العديد من مواقف السعودية
عبد السلام: دول العدوان تتحمل مسؤولية إفشال الهدنة باليمن وتفاقم المعاناة
كشف رئيس وفد صنعاء المفاوض محمد عبد السلام، اليوم الإثنين، عن آخر مستجدات الهدنة أثناء التواصل مع الاتحاد الأوروبي للشؤون...