ما كان ينقص اللبنانيين ان يفكروا مليا اي سندويش سيتناولون وماذا يحمل الـPlat de jour هل هو شهي ولذيذ ام ممتلىء بالسموم وسيدفعهم الى الذهاب للجحيم، فهذه الهواجس والمخاوف اضحت الشغل الشاغل لهم امام هذا الكم الهائل من الملفات تقول مصادر سياسية متابعة، التي تقض مضاجعهم فاضيف الاستحقاقات الغذائي الى الاستحقاق الدستورية، بمعنى الحلول حتى الان في مهب الريح والسؤال: هل يحتاج «سندويش الكفتة او الرستو» مثلا الى قرار اقليمي من اجل تسوية هذا الملف ووضعه على السكة الصحيحة؟ اي ان يتناول المواطن اللبناني وجبته ويتحلى وهو في امان واطمئنان وينام هادئ البال في منزله لا في هذه المستشفى او تلك.
وفي غضون ذلك، يضج البلد بالملفات السياسية والدستورية والاجتماعية والاقتصادية تضيف المصادر ناهيك بالقلق الامني، في حين هنالك مخاوف من ان تبقى هذه الملفات مفتوحة باعتبار انها برمتها على صلة بالواقع السياسي ربطا بالمنحى الاقليمي الذي يفرمل كل الملفات مجتمعة، فعلى صعيد الاستحقاق الرئاسي فانه كما الوجبات الغذائية المسمومة ما زالت تخضع لفحوص المختبرات الاقليمية والدولية والنتائج حتى الساعة لا توحي باي ايجابية، بمعنى المعلومات المتوفرة حول هذا الموضوع لا توحي بالتفاؤل باعتبار ما جرى مؤخرا من تطورات واحداث سياسية محلية واقليمية فذلك لا يوحي بانفراجات على مستوى الانتخابات الرئاسية وان ولاول مرة، المح رئيس المجلس النيابي نبيه بري الى مؤشرات ايجابية لديه حول هذا الاستحقاق.
وهنا، تكشف المصادر ان مسار المحكمة الدولية والشهادات التي تتلى في قاعة المحكمة في لاهاي، سيكون لها وقعها على الداخل اللبناني، وبالمحصلة ستترك تأثيرات في اطار الوضع الحكومي والشأن السياسي بشكل عام، وستعود الخلافات الى المربع الاول وربما الى مرحلة ما بعد العام 2005 ربطا بما سيكشف في قاعة المحكمة، وبالتالي من الطبيعي هذا الامر سيؤدي الى ارتدادات سلبية على المنحى السياسي العام والاستحقاق الرئاسي بشكل اساسي، اضافة الى التوافق الخليجي الجامع بعد قمة الرياض، سيشكل اجماعا من هذه الدول وتوافقا حول الملف اللبناني، اضافة الى عامل اخر ويتمثل بمواقف الرئيس الاميركي باراك اوباما الاخيرة حول الرئيس السوري بشار الاسد، اي لن يكون جزئا من التحالف الدولي لمواجهة «داعش» وامور اقليمية ودولية عديدة وابرزها ترقب مسار نتائج الملف النووي الايراني، ما يشير الى ان الاستحقاق الرئاسي راقد في ثلاجة الانتظار الى ان تتبلور كل هذه الملفات وتفضي الى انقشاع الرؤية الاقليمية والدولية، ليبنى على الشيء مقتضاه محليا ولا سيما على مستوى الانتخابات الرئاسية.
من هذا المنطلق تؤكد المصادر ان الامور مكانها والاتصالات والمشاورات واللقاءات الجارية اليوم «حركة دون بركة»، وكلما فتح ملف يقابله شقيق اخر، اي كلما داويت جرحا سالت جراح. والان، الامن الغذائي وسلامة المواطن الهاجس الابرز لدى الناس ونجوم الساحة ينحصرون في «الهمبرغر» و«الشاورما» وصولا الى «حلاوة الجبن» وسواها، وذلك ما يتبدى في المشهد السياس الحالي، ما يعني وفق المتابعين لمسار الاوضاع الحالية ان الايام المقبلة صعبة وقاسية على مختلف الصعد والانقسام الداخلي مكانه، لا بل مرشح للتفاعل والتفاقم على خلفية ما يجري محليا واقليميا.
تعميم المركزي يخفض سعر صرف الدولار؟
بعد أن اصدر مصرف لبنان تعميماً جديداً يلزم المصارف بالحصول على موافقة مسبقة منه قبل فتح اعتمادات او دفع فواتير...