كان ينقص ملف العسكريين المخطوفين لدى «النصرة» و«داعش» في جرود عرسال منذ خمسة اشهر ان تقع معركة القلمون وحرب الإلغاء التي شنتها «داعش» على المعارضات السورية و«الجيش السوري الحر» لتحكم قبضتها الإرهابية والعسكرية على تلك البقعة، ليزيد ملف العسكريين المخطوفين تعقيداً إضافياً، في حال نجحت، على حدّ قول اوساط متابعة للملف، يضاف الى الاشكاليات والتعقيدات التي يرزح تحتها هذا الملف والذي بات يلامس حدود الصفر بالنتائج او ما دون الصفر، في ظل العجز الفاضح للحكومة ولخلية الأزمة وعدم حصر إدارة الملف بيد جهة تفاوضية موحدة او واحدة والتناقضات التي سادت في الفترة الأخيرة بين الداعين الى المقايضة الشاملة وبدون اي سقوف وبين الفرق الداعية الى التشدد والحزم مع الارهابيين. فالواضح، كما تقول الاوساط، ان التطورات الأمنية او الميدانية الجارية في القلمون وعلى الحدود السورية وفي جرود عرسال لا تصب في خانة مصلحة العسكريين في الوقت الذي لا تزال الدولة تختلف حول جنس الملائكة في هذا الملف وحول المرجعية الصالحة للإمساك بالملف وفي ظل التجاذب الذي وقع بين المختارة والوزير وائل ابو فاعور من جهة بعد الثورة التي قادها وليد جنبلاط ضد تلكؤ السلطة بحل القضية وبين الفريق الأمني المتمثل بالأمنيين والمدير العام للأمن العام عباس ابراهيم الذين يملكون تصوراً مختلفاً ومخرجاً آخر غير تسليم الإرهابيين الخطيرين.
وتقول الاوساط المطلعة على تفاصيل الملف ان المباحثات الأخيرة او المفاوضات السرية كادت تصل الى اتفاق مبدئي بالمقايضة غير الشاملة وبتراجع الخاطفين عن الأرقام او الاعداد التي حددوها للمبادلة من عشرة موقوفين في السجون اللبنانية مقابل كل جندي محتجز لديهم الى اثنين او ثلاثة وذلك بعد الحصار وبعد ان أحكم الجيش قبضته على المنافذ والمعابر العرسالية، بحيث شعر المسلحون بالاختناق ونقص المواد التموينية والعتاد مما كان سيسمح باطلاق فرضية ان يقوم الجيش بعملية عسكرية قاسية لتحرير مخطوفيه، خصوصاً مع بدء تسييل الهبة المالية للمؤسسة العسكرية مما سيوفر الاسلحة اللازمة والمتطورة لمعركة الجرود، إلا ان المواجهة في القلمون بين «داعش» وفصائل المعارضة وعملياتها النوعية التي قد تحسم الوضع لصالحها في المعركة على «الجيش الحر» من شأنه ان ينعكس بحسب الاوساط على الوضع اللبناني وسيكون له تداعيات في عرسال وربما على مستوى بعض المناطق البقاعية، ولن يكون ملف العسكريين بمنأى عنه في حال سيطرت «داعش» على «النصرة» واصبح العسكريون المخطوفون في عهدتها وحدها، وعلى المشهد الأمني في عرسال وجوارها.
من هنا فان مسار معركة القلمون وجرود عرسال، تضيف الاوساط، هو محور ترقب ومتابعة من الأجهزة الأمنية ومن الفريق السياسي الذي يتابع ملف المخطوفين، فسيطرة «داعش» في القلمون اذا حصلت تعني ان التنظيم الإرهابي سيطلب من الفصائل المعارضة مبايعته واعلان الولاء له، ومما يعني في مرحلة لاحقة عملية سيقوم بها التنظيم لإنهاء حصاره وفك طوق العزلة الذي يرزح تحته في الجبال العالية وفي ظل الظروف المناخية الصعبة وتعقيدات ملف التموين ومصادر السلاح، مما يعني أيضاً ان الملف الامني سيعود الى الواجهة مع احتمالات التصعيد في الداخل اللبناني وعودة الارهابيين الى تهديد الساحة الداخلية، ولعل اللافت في هذا المجال عودة المسلحين الارهابيين الى التصعيد والى بث التسجيلات المصورة وتناقل الاخبار عن تدهور صحة عدد من العسكريين. ألم يعمد الشيشاني الى تصعيد هجومه وتهديد «حلفاء فرنسا» سعد الحريري وسمير جعجع ووليد جنبلاط في لبنان؟
تعميم المركزي يخفض سعر صرف الدولار؟
بعد أن اصدر مصرف لبنان تعميماً جديداً يلزم المصارف بالحصول على موافقة مسبقة منه قبل فتح اعتمادات او دفع فواتير...