بات محسوما ان التمديد للمجلس النيابي اصبح مؤكدا وليس هنالك من اي عوائق تقول مصادر نيابية، وان صدرت مواقف من هذا الطرف وذاك تندد بالتمديد وتدعو لاجراء انتخابات وكأن البعض يعيش في عالم آخر دون ان ينظر الى الحروب المحيطة بلبنان والاحداث اليومية والاهتزازات الامنية المتنقلة في هذه المنطقة وتلك.
وهنا، يقول احد النواب المخضرمين اذا كان البعض حقا لا يريد التمديد ويطلق مواقف شعبوية، فما عليه الا الاستقالة. وما هذا الكلام الا للاستهلاك المحلي والشعبوي، باعتبار ان القاصي والداني، ولا سيما النواب انفسهم وجميع القوى السياسية وخصوصا هيئات المجتمع المدني، يدركون انه وفي هذه المرحلة بالذات لا يمكن اجراء انتخابات نيابية اطلاقاً، لا بل لا يمكن إقامة «حفل كوكتيل» بسيط في الهواء الطلق. فمباريات الدوري اللبناني لكرة القدم، تلك اللعبة الشعبية، تجري دون جمهور، والا الحرب تعود في اية لحظة الى لبنان، والامر عينه لأحزاب وقوى سياسية الغت مناسباتها ومؤتمراتها، فكيف الاحرى بانتخابات نيابية على امتداد لبنان تحتاج الى ستين الف رجل امن، وهؤلاء منتشرون على الحدود وفي مناطق متعددة لمواجهة الإرهاب والإرهابيين، وكأن البعض لا يسمع اخبارا بل ام كلثوم والسيدة فيروز مع التقدير لصوتيهما اللذين لا يتكرران.
وفي هذا السياق، تشير المصادر النيابية الى ان الأسبوع الجاري من شأنه ان ينطلق لبلورة مسار وضع الاليات الدستورية والمخارج المحتملة لتظهير التمديد والذي بات محسوما حول المدة التي ستعتمد، اي استكمال ولاية المجلس سنتين وسبعة اشهر، وبالتالي الجميع في الصورة واي مواقف منددة ومستنكرة باتت غير مسموعة وتصب في خانة البازار السياسي والمزايدة وغير مقبوضة لا سياسيا او شعبويا.
وفي هذا الاطار، تؤكد مصادر في تيار المستقبل ان الكلام الذي صرح به الرئيس سعد الحريري بعد لقائه البطريرك مار بشارة بطرس الراعي حول التمديد للمجلس النيابي كان منطقيا وموضوعيا وواضحا في سياق المقاربة التي قام بها الحريري والذي اقر بالتمديد من منطلق واقع البلد والاجواء المحيطة به سياسيا وامنيا وخصوصا على صعيد صعوبة واستحالة اجراء الانتخابات، ولكن الحريري كان واضحا ايضا وبحسب المصادر نفسها، عندما ربط التمديد باجراء الاستحقاق الرئاسي وانتخاب رئيس للجمهورية، وهذا امر محسوم بالنسبة اليه ويدركه ويقدره البطريرك الراعي والجميع. ولهذه الغاية فان الحريري سيواكب ويتابع هذه المسألة مع الجهات المحلية والاقليمية والدولية واتصالاته مفتوحة بحلفائه واصدقائه، بحيث وفي جولاته الاخيرة شرح الظروف المحيطة بالتمديد للمجلس النيابي من كل الزوايا، الامر الذي يستوجب اللجوء الى هذا الخيار على طريقة «مكره اخاك لا بطل».
وفي موازاة ذلك تؤكد مصادر المستقبل ان الحريري يتمنى على جميع اصدقاء لبنان ان يعملوا لتسهيل اجراء هذا الاستحقاق الابرز، بمعنى، وهذا ما يؤكده البطريرك، فالحريري، وفي اللقاءات الثلاثة التي جمعتهم في الاونة الاخيرة، هو ضنين وحريص الى ابعد الحدود ليكون في لبنان رئيس ماروني مسيحي وطني لما لهذا الرمز من دلالة وطنية وعربية واشارت المصادر الى انه وبعد مرحلة التمديد سينطلق السباق الرئاسي وان كان مغايرا لوضعية التمديد الذي يعتبر صناعة محلية مئة بالمئة، اما الاستحقاق الرئاسي فالواضح دون مواربة وانشائيات وتحليلات له خلفيات اقليمية ودونها لا رئيس، فالاشتباك الاقليمي يصعب من مهمة ولادة الرئيس والتوافق يأتي برئيس و«بكبسة زر» وفي الدقائق القاتلة او ربع الساعة الاخير.
تعميم المركزي يخفض سعر صرف الدولار؟
بعد أن اصدر مصرف لبنان تعميماً جديداً يلزم المصارف بالحصول على موافقة مسبقة منه قبل فتح اعتمادات او دفع فواتير...