تتسارع الاحداث مجدداً على الجبهة الجنوبية لسورية من جديد. فبعد فترة هدوء نسبي قصيرة نوعاً ما عادت معارك الجنوب لتشتعل من جديد لكن هذه المرة بطابع مختلف.
يظهر جلياً هذه المرة، بعد معارك ريف القنيطره الاخيرة ودرعا، الى معارك تلال المال و الحارة الاستراتيجيان وصولاً الى معارك اليوم حول معبر نصيب الحدودي مع الاردن، يظهر بشكلٍ واضح أن مجموع هذه المعارك تدار برؤية أستراتيجية من قبل من يدير هذه المجاميع المسلحة المعارضة للنظام السوري.
هنا بوضوح للجميع أن هدف من يدير هذه المجاميع المسلحة بألاساس، هو فتح طريق أو أحداث إختراق ما يسهل لهم العبور باتجاه العمق أإاستراتيجي لدمشق، بمحاولة جديدة لتخفيف الضغط على جبهات قتال اخرى خصوصاً في العاصمة دمشق وريفها الشرقي، وهنا لا يخفى على كل المتابعين لمسار هذه المعارك، أنها إذا أستمرت بوتيرتها الحالية فهنا من الطبيعي انها ستشكل عامل ضغط على بعض الخواصر الرخوة للعاصمة دمشق وريفها وخصوصاً من جهتي ريفيها الشرقي والغربي، اللذان يعتبران المدخل الرئيسي للعمق الاستراتيجي للعاصمة. ب
عد مجموعة الهزائم التي تلقتها المجاميع المسلحة خصوصاً في العاصمة ومحيطها تحديداً وريفها الشرقي، وماسبقها ومازال يدور من معارك كبرى بارياف حماه وحمص الشرقية الشمالية والغربية، التي حسم ويحسم بها الجيش السوري جملة معارك بعمليات نوعية وخاطفة، ومايدور ألان من معارك كبرى بحلب وريفها ومعظم مؤشراتها تؤكد أن الكفة الراجحة بهذه العمليات تميل لصالح الجيش السوري، تسعى للتعويض عبر تهديد العاصمة في سيناريو مشابه لما جرى في عزو للغوطة الشرقية في تشرين من العام الماضي.
من هنا فلم يعد أمام من يدير عمل هذه المجاميع المسلحة الا أن يحرك الجبهة الجنوبية، وهنا لا يخفى ان الامريكان والاسرائيليين والسعوديين قدمو سلاحاً ودربوا اعداد كبيرة من هذه المجاميع التي أنطلقت مؤخراً من القنيطرة، وقدموا لها أضافة للسلاح النوعي، الامداد اللوجستي والطبيفي الجنوب، هذا ما أكدته معارك القنيطره بالفترة الاخيرة ومدى الترابط العضوي بين الاسرائيليين وهذه المجاميع المسلحة.
فبعد أن أصبحت معظم الجغرافيا السورية المحاذية للجولان السوري المحتل ومساحة ليست بقليلة من الشريط الحدودي الاردني –السوري ترزح تحت سيطرة “النصرة” ومن ولاها، وبعد أن وصلو الى تل الحارة الاستراتيجي وتل المال اللذان يفتحان الطريق لهم للاندماج والتوسع بمعاركهم الى ريف دمشق الغربي، يحاولون الان قدر الامكان ضبط أيقاع المعركة من جديد، ومن الجنوب السوري سيتجهون الى أقصى الجنوب بأتجاه العمق الاستراتيجي لدمشق، ليس بهدف التقدم ومسك المزيد من الارض، أإما بهدف تخفيف الضغط عن جبهات أخرى يوشك بها المسلحين على الانهيار.
من هنا، يبدو واضحاً وجود بعض تحركات لبعض الفصائل المسلحة، خصوصاً في جنوب وشرق العاصمة دمشق، بعد التحالف الذي حصل مؤخراً بين جيش الاسلام و جبهة النصره من جهة وجبهة النصره و تنظيم داعش، من جهة اخرى، والهدف كما يبدو واضحاً هو الاستعداد لمعارك كبرى ستجري بالعمق الاستراتيجي للعاصمة دمشق كما يعتقدون بعد أن وصلتهم مؤشرات تؤكد أقتراب غزوة دمشق التي سيقوم بها مجموعات كبيرة من المسلحين قادمين من الجنوب السوري “درعا والقنيطره “، وكل ذلك بهدف فك الحصار عن غوطة دمشق الشرقية التي يتحصن ببعض مناطقها مجموعات كبيرة من المسلحي، والهدف ليس التقدم لمناطق جديدة ومسك ألارض بعمق دمشق إنما فك الحصار عن المسلحين ببعض المناطق بالعاصمة وريفها وتخفيف الضغط عن بمجموعات أخرى بجبهات أخرى وخصوصاً بريفي حماه وحمص.
في النهاية، ناك تأكيدات من قبل الاجهزة المختصة بالجيش السوري، أن كل هذه السيناريوهات وهذه التكهنات تؤخذ بالحسبان وأن هناك مجموعة عمليات مشابهة لهذا السيناريو المفترض قد حصلت فعلاً، بيد أن هذه المجاميع قد أستطاعت بفترات ماضية أحداث أختراق وبدعم إستخباراتي إسرائيلي واسع واستطاعت الوصول الى اطراف بعض المناطق بريف دمشق الشرقي أو الغربي. ان الجيش السوري حينها أستطاع أن يستوعب الضربة الاولى، وبعمليات نوعية وخاطفة نجح بصد هجمتها بعد ان كبدها خسائر فادحة، ومن هنا يؤكد القادة الميدانيين بالجيش السوري أستعدادهم الكامل لضبط أيقاع أي معركة قادمة من الجنوب باتجاه دمشق مع حديث عن احتمال شن هجوم مضاد لؤد أي مخطط يستهدف العاصمة دمشق من جهة الجنوب. ومن هنا ايضاً، سننتظر ألاسابيع القليلة المقبلة علينا لتعطينا أجابات واضحة عن كل مايتم الحديث عنه ألان من اقتراب لغزوة دمشق