متوقعا. حتى قيادة الجيش التي أعطت ثلاثة أيام لإنهاء هذه المواجهة، لم تكن تتوقع
هذه النتيجة السريعة.. وهذا الحسم، وحتى لو استند الى تسوية ميدانية قضت بخروج
المسلحين أو فرارهم واختفائهم، لم يكن ليتحقق لولا العملية العسكرية التي قام بها
الجيش وأظهر فيها تصميما وحزما حتى تحقيق الهدف وهو السيطرة الكاملة على
طرابلس.
وهذا ما تحقق للجيش اللبناني الذي توصل الى إنجاز كبير بأقل خسائر
ممكنة بشريا وماديا.
المعركة حسمت وسيطرة الجيش تحققت.. هذا هو المهم والباقي تفاصيل.
والنتيجة العملية الأساسية أن الجيش دخل الى باب التبانة المنطقة التي كانت
مغلقة في وجهه، وظلت مرتعا لمجموعات متطرفة حتى بعد دخول الجيش الى جبل محسن وفرار
زعيمه رفعت عيد وتسليم قادة المحاور في باب التبانة أنفسهم…
ومن هنا، فإن لهذا الإنجاز المتأخر مفعولا رجعيا ويعلن اكتمال عقد الخطة الأمنية
وانتقال طرابلس الى وضع جديد يؤمل أنه وضع مستقر ونهائي.
وإضافة الى الواقع الجديد على الأرض، أكدت معركة طرابلس على واقعين:
? الأول هو الالتفاف الشعبي حول الجيش ليظهر أن طرابلس خصوصا والشمال «السني»
عموما تشكل بيئة حاضنة للجيش وليس للإرهاب والتطرف، وتحديدا «داعش» و«النصرة»
اللتين اصطدمتا بواقع شعبي لا يمكن توظيفه في عملية التغلغل والتمدد عبر تأليب
السنة على الدولة والجيش.
? الثاني أن هذا الاحتضان الشعبي أكمله ودعمه غطاء سياسي سني شامل من خلال مواقف
داعمة بوضوح للجيش من داخل طرابلس وزعمائها، ومن بيروت وتحديدا من زعيم المستقبل
الرئيس سعد الحريري الذي كان حازما في تأمين الغطاء السياسي و«الحكومي» للجيش الذي
بات متمتعا ببيئة سياسية حاضنة أيضا، وهو ما مكنه من تسريع عملية الحسم ومن تعويض
ما خسره في معركة عرسال واستعادة المكانة والهيبة والدور
والسلطة.
طرابلس حسمت بأسرع مما كان متوقعا. حتى قيادة الجيش التي أعطت ثلاثة أيام لإنهاء هذه المواجهة، لم تكن تتوقع هذه النتيجة السريعة.. وهذا الحسم، وحتى لو استند الى تسوية ميدانية قضت بخروج المسلح” itemprop=”description”>