معركة بريتال التي خاضها مقاتلو «حزب الله» ضد مسلحي «جبهة النصرة» كانت متوقعة، وقد تتكرر لاحقاً، وهي لن تتوقف مع حلول فصل الشتاء، لان المسلحين المنتشرين في الجرود بعد فرارهم من جبال القلمون في يبرود والمعرّة ورنكوس، قبل اشهر، يحاولون استرداد احدى هذه البلدات ليأووا اليها، وقد حاولوا مرات عدة، كان آخرها قبل حوالى الشهر، ووقعوا في حقل الغام اقامه الجيش السوري، اضافة الى كمائن له ولـ«حزب الله» في المنطقة.
وفشل المسلحين في العودة الى القلمون، وبعد طردهم من الطفيل، لم يعد امامهم سوى البلدات اللبنانية المتاخمة للحدود السورية، كما تقول مصادر حزبية في 8 آذار وتعرف جيداً جغرافية المنطقة، بأن ما فشل المسلحون فيه في عرسال في 2 آب الماضي، يحاولون تكراره في مناطق اخرى، وهم جربوا العبور الى البلدات المتاخمة للسلسلة الشرقية من جرود يونين ونحله، لكنهم فشلوا في احراز اي تقدم، اذ تصدى لهم مقاتلو «حزب الله» المنتشرون في المنطقة، وسعوا الى فتح ثغرات في جرود رأس بعلبك والقاع وجديدة الفاكهة، لكنهم لم يفلحوا.
وهذه المحاولة سعى المسلحون اليها من جرود بريتال، وتمكنوا من التسلل الى احد مواقع «حزب الله»، واشتبكوا مع عناصره وسقط منهم شهداء، لكن الحزب كان صاحب المبادرة على الارض، تقول المصادر، فعدا عن تصديه لتقدم المجموعات المسلحة، فانه طاردهم في الجرود وقتل منهم العشرات وسحب جثث بعضهم، وابعدهم عن المنطقة لمسافات بعيدة، وقد شكل خط الدفاع الاول عن بريتال، نكسة لـ«جبهة النصرة» ومن يؤازرها، لان مخططها هو الوصول الى البلدة والعبور منها الى السهل، وهو المخطط نفسه الذي وُضع لعرسال بعد احتلالها من قبل المسلحين والانطلاق منها نحو اللبوة والعين والنبي عثمان والفاكهة والتمدد نحو رأس بعلبك والقاع، لكن تصدي الجيش في اليوم الثاني للهجوم الغادر عليه وقتل عناصره وخطف آخرين مع قوى الامن الداخلي، احبط ما كان المسلحون يهدفون اليه من عمليتهم العسكرية، وهو ما اعلن عنه قائد الجيش العماد جان قهوجي، في تصريحاته، تقول المصادر، وما نقله من اعترافات عماد جمعة الذي اعتقله الجيش، وان احتمال فتح معركة عرسال الثانية واردة في اي لحظة يقول العماد قهوجي، وكان يجري الاعداد لمواجهتها، لكن المعركة فتحت في بريتال وبعملية عسكرية مباغتة تشبه ما حصل في عرسال مطلع آب الماضي، لكن التصدي السريع لمقاتلي «حزب الله» للهجوم احبط ما خطط له المسلحون الذين سيعاودون المحاولة، وفي مخططهم ليس العودة الى القلمون، بل العبور الى الطفيل وعسّال الورد للوصول الى الزبداني عبر جرود حام ومعربون.
فمخطط التكفيريين الذي يمر في حقل تجارب، كما في حقول الغام، لن يتوقف، الا بتحقيق اهدافه، وقد ينجح او يفشل، تقول المصادر، لكنه مستمر، وهو يواجه من قبل الجيش السوري عند الحدود السورية، والجيش اللبناني حيث يمكنه التواجد العسكري وبحسب امكاناته البشرية واللوجستية والتسليحية، و«حزب الله» الذي يدافع عن الاراضي السورية وعند الحدود السورية مع لبنان، او في الجرود المتاخمة للحدود، حيث لا وجود لجيش لبناني، تضيف المصادر، التي تتوقع حصول اي شيء، لان المعركة كرّ وفرّ، والمجموعات المسلحة لا يمكن التقليل من قدراتها القتالية، ولولا ان «حزب الله» ليس لديه من العناصر الذين يمتلكون خبرة قتالية، واسلحة متطورة، لكانت الحدود سقطت كما حصل في غرب العراق مع شمال سوريا وشرقها، وان الحدود بين لبنان وسوريا معرضة للسقوط، عبر محاولات التقدم للمسلحين باتجاه الزبداني وسرغايا، ومنها الى جديدة يابوس ومجدل عنجر والتمدد نحو البقاعين الاوسط والغربي والتواصل مع منطقة راشيا ومنها الى شبعا المتصلة بالقنيطرة وريفها والتي احرزت فيها «النصرة» تقدماً واستولت على رادار عسكري متطور اقامه الروس، وهو تطور عسكري يجب التوقف عنده، ان يخسر الجيش السوري منطقة واسعة من محافظة القنيطرة وريفها، بالتزامن مع معركة بريتال، وهذا الوضع العسكري المستجد، لا بدّ ان لبنان سيكون تحت تأثيره، تقول المصادر، في البقاع من شماله الى وسطه وغربه، وربط ما يحدث بالسكوت الاسرائيلي عن تقدم المسلحين في القنيطرة، وهو بهدف قطع لبنان عن سوريا من خاصرته البقاعية.
تعميم المركزي يخفض سعر صرف الدولار؟
بعد أن اصدر مصرف لبنان تعميماً جديداً يلزم المصارف بالحصول على موافقة مسبقة منه قبل فتح اعتمادات او دفع فواتير...