المنطقة على فوهة بركان، وتنتظرها احداث كبرى وسيناريوهات ترسم عن حدود دول جديدة وازالة دول قائمة، حيث رائحة «البارود» و«قرقعة السلاح» تعبق في اجواء المنطقة «مبشرة» بحرب دولية جديدة في المنطقة وتحالف اميركي تحت شعار القضاء على الدولة الاسلامية – «داعش» بقيادة الولايات المتحدة الاميركية، فيما هذا الشعار يثير قلق «وهواجس» المعارضين للتحالف وان يطال القصف تحت ذريعة القضاء على «داعش» في سوريا قواعد النظام السوري ومنصات صواريخه وهذا ما حذرت منه روسيا وايران وموسكو.
التحالف الدولي العسكري الذي بدأ حربه عام 1990 في 2 آب جاء بعد دخول صدام حسين الى الكويت، وكان التحالف يحظى بدعم دول العالم الذي كان يعيش تداعيات سقوط الاتحاد السوفياتي واحادية الموقف الاميركي وشاركت فيه سوريا ومعظم دول العالم، وادى الى ضرب الجيش العراقي وانسحابه من الكويت وسقوط مئات الاف القتلى العراقيين بعد استخدام جميع أنواع الاسلحة من قبل قوات التحالف الدولي يومها.
اما التحالف الدولي العسكري الثاني وبقيادة الولايات المتحدة الاميركية ضد العراق فبدأ التحضير له بعد احداث 11 ايلول 2001، حيث بذل الرئيس الاميركي جورج بوش كل جهوده لتأمين اكبر حشد دولي لضرب الارهاب في العراق واتهام القاعدة بالوقوف وراء الهجوم واتهام صدام حسين بايواء القاعدة، وبدأ الهجوم الدولي الجوي والبحري والبري في 20 آذار 2003، واستمرت تداعياته حتى 15 ايلول 2011 وادى الى الاطاحة بصدام حسين وسقوط الاف القتلى وحل الجيش العراقي وبداية عهد جديد في العراق. كما ان التحالف الدولي الجديد يشبه التحالف الدولي ضد القاعدة في افغانستان.
لكن المفارقة ان واشنطن تسعى الى التحالف الدولي الحالي عبر مؤتمر جدة ومؤتمر باريس، وهي تدرك ان العالم يشهد انقسامات وعودة الى الحرب الباردة وتدخل روسيا في معظم شؤون دول العالم مع ايران، بدءاً من اوكرانيا وصولا الى سوريا، وان الدعم الروسي والايراني للرئيس الاسد سمح له بالتصدي للارهابيين والصمود رغم المواقف الاميركية والدولية.
ولذلك، فان الحرب الدولية تشهد مناخا مختلف عن التحالف الدولية عامي 1990 و2003، ولذلك فان المواجهة ستكون كبيرة، خصوصاً ان الحرب ستكون مفتوحة على كل الاحتمالات مع تأكيد رئيس الاركان الاميركي ان الجيش الاميركي قد ينزل الى ساحة المعركة، وهذا اول تأكيد اميركي عن هجوم بري بالتزامن مع القصف الجوي، كما ان التأكيد الاميركي على دعم المعارضة السورية ضد نظام الرئيس بشار الاسد قد يفتح الامور على مواجهة مباشرة بين «الجبارين» في ظل وجود القواعد العسكرية الروسية في اللاذقية وطرطوس وتعزيزها مؤخراً ووجود الحرس الثوري الايراني في سوريا واللذين لن يسمحا بسقوط النظام السوري. وبالتالي فان الامور مفتوحة على كل الاحتمالات أذ ستدخل المنطقة مرحلة جديدة وخطرة، خصوصاً ان وجود «تنظيم الدولة الاسلامية» بات مهدداً في العراق وسوريا، وان التحالف الدولي اطاح القاعدة في افغانستان وسيطيح «داعش» في العراق وسوريا، رغم ان التنظيم بدأ استعداده للمعركة عبر توزيع مقاتليه لخوض «حرب عصابات»، بالاضافة الى بدء مغادرة الاهالي من مناطق تواجد «داعش». لكن السؤال ماذا بعد «داعش» وهل سيكتفي التحالف الدولي بالقضاء على «داعش» فقط، ام أن الامور ستتدحرج، باتجاه تصعيد القتال في سوريا وتسليم مناطق «داعش» التي سيتم القضاء عليها الى المعارضة السورية وعندها ستتوسع دائرة المواجهة وربما تطال لبنان ايضاً وجرود عرسال ودخول المنطقة كلها في حرب دولية جديدة. خصوصاً ان كل المؤشرات تؤكد ان الحرب الدولية قد تبدأ خلال ايام في العراق وسوريا وان الادارة الاميركية نفذت اول غارة على قواعد «داعش» بالقرب من بغداد.
المنطقة على فوهة بركان والجميع يتحضر، والاستنفار يطال الجيوش القريبة والبعيدة، وقد بدأت الدول المشاركة بالتحالف الدولي بارسال معداتها وستنفذ واشنطن غارات جوية على العراق وسوريا وارسلت 1000 استشاري عسكري وحاملة طائرات تحمل 65 طائرة، من بينها طائرات مقاتلة من طراز اف ـ اي ـ 18 وطائرات اباتشي ودون طيار، كما ستعمل على تدريب المعارضة السورية المسلحة. كما ارسلت بريطانيا طائرات تورنادو وهركليز وريفر جوينت الاستطلاعية وامدت الاكراد بالسلاح. اما فرنسا فأرسلت طائرات رافال القتالية، وسلمت الاكراد سلاحاً، اما النمسا فارسلت 600 استشاري و10 طائرات من طراز اف اي 18 وشاحنات وطائرات دعم جوي فيما تتحضر العديد من الدول لإرسال مزيد من الطائرات والجنود والاسلحة، في وقت بدأ الجيش العراقي و قوات البيشمركة الكردية امس هجوما عسكريا ضد داعش في محافظتي الانبار ونينوى بموازاة اول غارة نفذتها الطائرات الاميركية، اعلن البنتاغون ان الإجراءات التي سيستخدمها ضد داعش لن تحدها الحدود لأن مقاتلي التنظيم يتنقلون بحرية بين العراق وسوريا بحيث ستقدم الولايات المتحدة الدعم الاستراتيجي للقوات العراقية في مواجهة داعش وعلاوة على ذلك اشار البنتاغون الى ان القوات الاميركية ستضرب لاحقا معاقل للتنظيم في سوريا كما انه سيتم تدريب خمسة آلاف مقاتل من المعارضة السورية لمساعدته في مواجهة هذا التنظيم الارهابي. كما حذرت الإدارة الأميركية الحكومة السورية من عواقب اعتراض الجيش السوري للطائرات الأميركية التي تهاجم مواقع لتنظيم الدولة داخل الأراضي السورية. من جهة اخرى، اكد الرئيس بشار الاسد مع مبعوث رئيس الوزراء العراقي حيدرالعبادي أن مكافحة الإرهاب تبدأ بـ«الضغط على الدول التي تدعم وتمول التنظيمات الإرهابية في سورية والعراق وتدعي حاليا محاربة الإرهاب» و قد اعرب عن ارتياحه لمستوى التعاون القائم مع القيادات العراقية في مواجهة التنظيمات الإرهابية مشيرا الى أن هذا التعاون أثمر نتائج إيجابية على البلدين والمنطقة. ويذكر ان العراق كان قد ابدى اسفه لعدم مشاركة ايران في مؤتمر باريس.
عبد السلام: دول العدوان تتحمل مسؤولية إفشال الهدنة باليمن وتفاقم المعاناة
كشف رئيس وفد صنعاء المفاوض محمد عبد السلام، اليوم الإثنين، عن آخر مستجدات الهدنة أثناء التواصل مع الاتحاد الأوروبي للشؤون...