تبقى الحوارات المتنقلة، بدءا من حوار حزب الله وتيار المستقبل الى التواصل بين الرابية ومعراب والخطاب السياسي الهادئ بشكل عام، محطة اساسية في هذه المرحلة المفصلية وحيث يسعى الجميع عبر اشارات اقليمية ودولية لشراء الوقت واللعب في الوقت الضائع من اجل ضمان الاستقرار في لبنان وتحييده عن الحروب المحيطة حوله، وهذا الاجماع من المجتمع الدولي على عدم امتداد النار السورية المستعرة الى داخله، تظـهر تجلـياته عبر حركة الموفدين الدوليين الذين «يكرون» تباعا الى لبنان منهم للاستكشاف والاستطلاع والبعض الاخر يحمل معه صيغا وافكارا لامكانية انتخاب الرئيس العتيد للجمهورية، وهذا ينسحب على زيارة الموفد الفرنسي جان فرنسوا جيرو والذي يجول ايرانيا وسعوديا لهذا الغرض.
وحيال هذه الاوضاع والحوارات «بالمفرق» املا ان تصل «بالجملة» الى جميع المكونات السياسية، فان اوساط سياسية متابعة، ترى ان الحوار الذي التأم في عين التـينة ومن ثم لقاء العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع اضافة الى كل المناخات الايجابية التي تسود الساحة المحلية راهنا، فذلك لن يؤدي الى انتخاب الرئيس في وقت قريب او ان التلاقي والتواصل والحوارات على اشكالها ستغير من الواقع السياسي بشيء وتحديدا حول ثوابت والتزامات هذا الفريق وذاك او هذه الجهة السياسية وتلك وخصوصا ما يتعلق بالمسائل الحساسة كمشاركة حزب الله في القتال الى جانب النظام السوري وسوى ذلك من الالتزامات والمسلمات لكل الاطياف على اختلاف انتماءاتها وتوجهاتها، بمعنى ان المعطى الاقليمي من يغير الحال القائم وايضا فان الاوساط المعنية تكشف عن بعض الجوانب الدولية التي لا توحي بانتخاب الرئيس في هذه الظروف لان الطبخة لم تستو واللحظة الاقليمية لا زالت غير مؤاتية وجميع القوى الاقليمية والدولية تحضر ملفاتها، واذا صح التعبير انها اليوم في اطار التحمية الى حين اكتمال اللياقات البدنية وبعدها ينزل الجميع الى «الماتش» لتحسم الامور حول اوضاع المنطقة وانتخاب الرئيس في لبنان…
وهنا تخلص، مشيرة الى ان الحــل في سـوريا سـيشهد فصولا دراماتيكية قبل الوصول اليه ويحـتاج الى وقت طويل ولا زال الكباش الاميــركي الاوروبي قــائما مع روسيا حول هذه الحالة الاصعب والاكثر حساسية اقليمية الى تعقيداتها وتداعياتها على الســاحة اللبنانية، وهنالك ترقب للقاء موسكو بين النظام والمعارضة نهاية الشهر المقبل وصولا الى اعادة تجميع لقوى الائتلاف المعارض للنظام في صـيغة جـديدة وبدعم اميركي واوروبي وعربي، ولا سيما خليجيا، ما يعني ان لبنان يلعب في الوقت الضائع، فالحوار عامل ايجابي لتنفيس الاحتقان المذهبي وخصوصا السني – الشيعي، والامر عينه على الخط المسيحي بين الرابية ومعراب، ولكن قواعد اللعبة لم تتغير على صعد الارهاب وتداعيات الحرب السورية، بمعنى كل الاحتمالات واردة في هذا الوقت الضائع، اذ وفي ظروف كهذه، اي الوقت الضائع، تسجل اهداف قـاتلة وحاسمة كما يحصل في المباريات الكروية، بمـعنى المخاوف والهواجس تبقى واردة من امكانية حصول اعمال ارهابية تعيد خلــط الاوراق وذلك ما تـعبر عنه اكثر من جهة سياسية وامنية، وعليه، فان الملفات السياسية لها ارتباطات عضوية بكل هذه الاجواء والمعطيات والمناخات السائدة داخـليا واقليميا، ما يصعب مهمة انتخاب الرئيـس ازاء هذه الاوضـاع الا في حال فصل هذا الملف عن كل ملفات المنطقة على غرار «تمريقة» الحكومة الحالية التي ولدت في لحظة اقليمية مؤاتية.
تعميم المركزي يخفض سعر صرف الدولار؟
بعد أن اصدر مصرف لبنان تعميماً جديداً يلزم المصارف بالحصول على موافقة مسبقة منه قبل فتح اعتمادات او دفع فواتير...