اعتبر مصدر سياسي مطلع، ان من نتائج لقاءات فيينا الاخيرة، التي جرت بين مجموعة الخمسة زائد المانيا والجمهورية الاسلامية في ايران، مجموعة مؤشرات ورسائل اميركية من فوق الطاولة ومن تحتها، ممهور بعضها بتوقيع الرئيس الاميركي باراك اوباما على حد قول مصادر ديبلوماسية عربية، وبعضها الاخر من مسؤولين آخرين في الادارة الاميركية، تعكس انصياعا من العالم الغربي وادواته في المنطقة للارادة الايرانية، وكل هذه المؤشرات تؤكد رغبة الولايات المتحدة الاميركية بالتفاهم مع طهران لقتال كل اشكال الارهاب التكفيري في المنطقة، ولكن بشروط الجمهورية الاسلامية في ايران، وعلى رأسها عدم المساس بالنظام السوري، وبالجغرافيا السورية، والكف عن المطالبة بتنحي الرئيس السوري الدكتور بشار الاسد، وغيرها من التصريحات التي تتضمن قضايا تشكل اكثر من خط احمر بالنسبة للجمهورية الاسلامية في ايران، سيما ان الرئيس الاسد هو الذي يقود التحالف الدولي مع ايران والعراق وحزب الله، لتحطيم كيان التكفيريين ودحره من المناطق التي استولى عليها في العراق وسوريا.
هذه الانعاطفة الاميركية تضيف المصادر تبلورت بنشر احدى اهم وسائل الاعلام الاميركية المكتوبة، مضمون رسالة كان قد وجهها الرئيس اوباما الى السيد علي الخامنئي، والتي ابدى فيها اوباما رغبة جدية بالتعاون مع طهران للقضاء على المسلحين التكفيريين مرفقة بوعد الالتزام بوقف التحريض على الرئيس الاسد، ولجم ادوات الولايات المتحدة الاميركية في المنطقة لوقف كل مساعداتهم للارهاب التكفيري.
واشارت المصادر الى ان التحولات الاميركية دفعت المملكة السعودية بارسال رأس ديبلوماسييها سعود الفيصل الى روسيا طالبا وعدا من الرئيس الروسي ان يساعد على حفظ رأس النظام السعودي من التهاوي والسقوط، بعد القضاء على «داعش» وعلى ان يكون للسعودية دور بارز في مساعدة دول المنطقة وعلى رأسها طهران وسوريا للقضاء على الارهاب التكفيري بعد ان تكون قد قطعت كل وسائل الدعم له في سوريا والعراق واليمن.
لكن الرئيس الروسي لم يعط وعدا بذلك، تؤكد المصادر الديبلوماسية، قبل التشاور مع الدول الحليفة لروسيا، ووفق المعلومات التي تكشفها المصادر فان زيارة وزير خارجية سوريا وليد المعلم الى موسكو على رأس وفد رفيع المستوى، جاءت في هذا السياق، هذا الموقف الروسي ادهش السعوديين الذين لم يعتادوا على العلاقات الندية طوال فترة تحالفهم مع الولايات المتحدة الاميركية.
وتقول مصادر في 8 آذار في هذا المجال انه من نتائج هذه المتغيرات، الظهور الاعلامي المهَندَس لرئيس الحكومة السابق النائب سعد الحريري، والذي ابدى خلاله رغبة عاجلة باجراء حوار مع حزب الله دون قيد او شرط، علماً ان حزب الله لم ولن يسلم سلاح المقاومة لاي كان، ولن ينسحب من سوريا، فهذا التغير السريع لتيار المستقبل، ليسن نتيجة نوبة وعي سياسي ألمّت به، بل هو مرتبط ايضاً بهزيمة مشروع سياسي امام مشروع آخر، وهذا ما اكده احد كبار جنرالات محور المقاومة، الذي وضعت كبريات الصحف الاميركية صوره على غلافها الاول، حين قال لقد اينعت رؤوس التكفيريين فحان قطافها، ولنيبقى شبراً واحداً في العراق وسوريا يقف عليه اي تكفيري.
اما في القلمون تقول المصادر ان الخطة التي وضعها الجيش العربي السوري وحزب الله، بدأت تجني ثمارها، خصوصاً عندما اصبحت كل العصابات المنتشرة في جرود عرسال تواجه قساوة الطبيعة هناك، خصوصاً بعدما قطعت الثلوج امكانية تواصل المسلحين فيما بينهم، ومن المؤكد ان الجنرال الابيض سينتصر على تلك المخلوقات المتوحشة، بعد رفض الجيش العربي السوري العرض الذي قدمه المسلحين في القلمون بالانسحاب مع عائلاتهم الى شمال سوريا.
وبالعودة الى الحوار المرتقب بين «تيار المستقبل» و«حزب الله» اكدت المصادر في 8 آذار انه يخرج بنتائج على حساب التيار الوطني الحرّ، لان حزب الله دفع ويدفع الشهداء في سبيل حلفائه، ونصحت المصادر بعدم الرهان على هذا الامر وان الايام المقبلة ستكشف من سيبيع مَن.
تعميم المركزي يخفض سعر صرف الدولار؟
بعد أن اصدر مصرف لبنان تعميماً جديداً يلزم المصارف بالحصول على موافقة مسبقة منه قبل فتح اعتمادات او دفع فواتير...