تسعى السعودية جاهدة الى ايجاد موطئ قدم لها في اليمن بعد ان فشلت ضرباتها الوحشية من اضعاف الحوثيين وها هي اليوم تتدخل بريا لو بطريقة محدودة لتساند القوات الموالية للرئيس اليمني عبد ربه هادي منصور الذي ما زال موجوداً في الرياض غير قادر على الرجوع الى بلاده ولدعم قوات هادي في الوقوف امام جماعة الحوثي الذين ابدوا شجاعة وتصميماً وصموداً في قتالهم لم تستطع غارات دول عدة ان تكسر عزيمتهم. انما في الوقت نفسه، تعلم السعودية في قرارة نفسها ان التدخل البري في اليمن له وجهه المظلم فذلك سيغرقها في الرمال اليمنية المتحركة و الحرب البرية ستكون خطأ استراتيجيا لها يؤدي الى هزيمتها تماما كما حصل مع كل الغزاة الذين اتوا الى اليمن.
من هنا، سؤال يطرح نفسه الى اي مدى ستجازف السعودية بحربها على اليمن خصوصا ان التاريخ هو اكبر شاهد على ان كل الغزاة الذين جاؤوا الى اليمن خرجوا منه مهزومين مذلولين؟
والحال انه بعد ان استولى انصار الرئيس اليمني عبد ربه هادي منصور على مطار عدن بمساعدة التحالف العربي جويا الذي شن اكثر من 130 غارة على المدينة الى جانب انزال بري لقوة «عربية استطلاعية» من 20 جنديا سعوديا في حي المنصورة وقرب المطار وبصحبتهم يمنيون يخدمون في جيوش دول خليجية بحسب مسؤول عسكري يمني، ما زالت معركة عدن غير محسومة فخسارة معركة لا يعني خسارة الحرب فما جرى في هذه المدينة لا يدل الى ان عدن باتت تحت سيطرة انصار هادي ولا يعد ذلك انتصارا للتحالف العربي فالحوثيين ما زالوا موجودين في عدن وبقوة وهم يواصلون قتالهم وقد احبطوا امس هجوما للتحالف في البحر وسيطروا على قطعة بحرية كما اسروا الجنود الموجودين على متنها. وفي هذا السياق، اكد القيادي الحوثي عدنان هاشم القحطاني ان اجهزة الامن التابعة لجماعة انصار الله رصدت القطعة البحرية على بعد 190 كيلومترا مؤكدا ان هذه المجموعة المسلحة مرتبطة بالسعودية كانت تخطط لشن اعتداءات واسعة في البلاد. واضاف ان اليمن ما زال يواجه مخططات اكثر تعقيدا واتساعا لافتا الى ان تلك المخططات تحاول دعم الارهابيين من جهة وقمع الثورة اليمنية من جهة اخرى.
هذا واستمرت مقاتلات التحالف العربي بشن غارات مكثفة على صنعاء واب ومارب في وقت تستمر معارك عنيفة في تعز وعدن ومدن اخرى في جنوب اليمن. اما في صنعاء، قصف التحالف معسكر الحرس الجمهوري في منطقة ارحب شمال العاصمة. وتعز، تمكنت اللجان الشعبية من السيطرة على مقر اللواء المدرع الخامس والثلاثين وموقعين آخرين تابعين لقوات الامن الخاصة والدفاع الجوي.
في غضون ذلك، أعلنت السعودية امس على لسان وزير خارجيتها عادل الجبير، أنه وبالتنسيق مع قوات التحالف العربي في اليمن، سيتوقف ضرب بعض المناطق في البلاد للسماح بإيصال المساعدات الإنسانية مشيرا الى اعتزام الرياض انشاء مركز موحد لتنسيق جهود الاغاثة في اليمن. وحذر الجبير الحوثيين والموالين لهم من استغلال الهدنة الانسانية وايقاف القصف او العمل على اعاقة وصول المساعدات.
ـ السنغال تقرر إرسال 2100 عسكري ـ
قال مانكير أنداي، وزير الخارجية السنغالي، إن بلاده قررت إرسال 2100 عسكري إلى المملكة العربية السعودية، للمشاركة بالحرب في اليمن.
ـ مصر تمدد مهام قواتها ـ
وافق مجلس الدفاع الوطني في مصر على استمرار مشاركة الجيش المصري في التحالف العربي الذي تقوده السعودية ضد الحوثيين في اليمن بهدف حماية الأمن القومي المصري والعربي بمنطقة الخليج والبحر الأحمر وباب المندب، بحسب بيان الرئاسة المصرية . وأوضح البيان أن المجلس وافق على تمديد مهمة القوات المصرية في باب المندب ثلاثة أشهر أو حتى «انتهاء العمليات القتالية أيهما أقرب».
ـ واشنطن تحلل استعمال السعودية للقنابل العنقودية ـ
من جانب اخر، بررت الولايات المتحدة تزويدها للسعودية بقنابل عنقودية استعملت في اليمن، بان منتجاتها من هذا النوع تحترم بصرامة ضوابط الانفجار.
وعلى هذا الاساس، قال مسؤول أميركي بالبنتاغون بعد اتهام منظمة «هيومن رايتس ووتش» التحالف الذي تقوده السعودية باستخدام ذخائر عنقودية في غاراته الجوية في اليمن «الولايات المتحدة تصنع ذخائر عنقودية تحترم الشرط الصارم بالانفجار بشكل شبه كامل»، مؤكدا أن نسبة القنابل الصغيرة التي قد لا تنفجر في هذا النوع من الذخائر تقل عن 1%.